وفد عراقي يبحث في إسطنبول مخاطر سدّي أليسو وأتاتورك
في خطوة هي الأولى من نوعها بالعلاقات بين العراق وتركيا، كشف متحدث عراقي بأن وفدا فنيا، سيبدأ زيارة إلى إسطنبول منتصف الشهر الحالي لبحث موضوع الخزين المائي المتاح بالسدود والخزانات التركية وخطط تشغيلها، وبما يمكن العراق من إعداد خططه الخاصة بنهري دجلة والفرات.
وقال المستشار عون ذياب عبد الله المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، في تصريح لصحيفة "الصباح" الحكومية نشرته اليوم الثلاثاء، إن "الوفد العراقي سيطلع خلال زيارته إلى إسطنبول منتصف الشهر الحالي على خزين تركيا المائي المتاح بسدودها وخزاناتها".
كما سيتم "بحث خطة تشغيل سدي أليسو على نهر دجلة وأتاتورك على نهر الفرات خلال الموسمين الحالي والصيف المقبل بما يضمن وصول الحصص المائية العادلة إلى العراق كما ونوعا لتلبية احتياجاته من مياه الشرب وسقي البساتين والخضار".
وكان العراق قد أعلن تقليص الخطة الزراعية للعام الحالي إلى النصف بسبب تدني مستويات المياه في البلاد بسب انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات بعد أن قامت إيران بتغيير مسارات روافد مغذية لنهر دجلة وقيام تركيا بخفض معدلات الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات فضلا عن تدني مستويات سقوط الأمطار وتعرض البلاد لحالة جفاف للعام الثالث على التوالي.
وكان الجفاف هذه السنة قاسياً وشديداً إلى حدّ غير مسبوق على مزارعي نينوى بشكل خاص التي تعدّ سلة خبز العراق، كونها تضم مساحات زراعية شاسعة تصل إلى ستة ملايين دونم وتعتمد الزراعة فيها على مياه الأمطار.
وعاماً بعد عام، تزداد أزمة المياه سوءاً في العراق مع تراجع معدلات هطول الأمطار وتمدّد الجفاف وتزايد السدود التركية، إلى أن بات العراق البلد "الخامس في العالم" الأكثر تأثراً بالتغير المناخي بحسب الأمم المتحدة.
ويقول مسؤولون عراقيون، إن المفاوضات مع تركيا بشأن كم المياه الذي ستسمح بوصوله للعراق صعبة، لكنها على الأقل جارية. وفي المقابل، لا يجري العراق أي محادثات بشأن المياه مع إيران التي تعاقدت في الثلاثين عاما الماضية على بناء 600 سد على الأقل في البلاد.
وفي ديسمبر2014، وقع العراق وتركيا مذكرة تفاهم في مجال المياه، تتضمن 12 مادة، أبرزها تأكيد أهمية التعاون في مجال إدارة الموارد المائية لنهري دجلة والفرات، وتحديد الحصة المائية لكل دولة في مياه النهرين.
ويعتمد العراق في تأمين المياه بشكل أساسي على هذين النهرين وروافدهما التي تنبع جميعها من تركيا وإيران وتلتقي قرب مدينة البصرة جنوبي العراق لتشكل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي.
وفي يونيو الماضي أعلن العراق أن تركيا "قررت إطلاق المياه في نهري دجلة والفرات للمساعدة في أزمة شح المياه".
لكن يظل الأمر مجرد وعود من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يتبع سياسة المناورة في هذا الملف الحساس.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية أعربت عن قلقها من التوقعات حول انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات في المستقبل القريب، بسبب إنشاء سد إليسو ومجموعة سدود أخرى تنشئها تركيا.