في خضم
لتجنب نزاع مسلح لا تعرف عواقبه، قال
الثلاثاء إن روسيا قادرة على شن هجوم محتمل على
يمكن أن يحدث في "أي وقت" وحذر من أن الرد الأمريكي سيشمل جميع الخيارات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" محذرة من "وضع خطير للغاية".
وأضافت ساكي "نحن الآن في مرحلة يمكن لروسيا أن تشن فيها في أي وقت هجوما على أوكرانيا".
وهددت المسؤولة أنه إذا قرر الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا فسيتم فرض "عواقب اقتصادية وخيمة".
وألقت ساكي باللوم على الرئيس الروسي قائلة إن "الرئيس بوتين هو من تسبب بهذه الأزمة".
وتابعت "هناك مسار دبلوماسي للمضي قدما. نأمل بالتأكيد أن يسلكوا هذا المسار، وهناك مسار آخر. الأمر متروك للروس لتحديد المسار الذي سيسلكونه وستكون العواقب وخيمة إذا لم يسلكوا المسار الدبلوماسي".
ومع أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين ليس لديهم خطط لمواجهة هجوم روسي على أوكرانيا بالقوة العسكرية، فإنهم يتوعدون أن تكون الإجراءات الاقتصادية المضادة مختلفة عن سابقاتها.
وأكدت جين ساكي أنها قد تشمل تعطيل خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا. ويُنظر إلى خط الأنابيب الذي تم الانتهاء منه ولكن لم يتم تشغيله بعد، على أنه جزء مهم من شبكة إمدادات الطاقة في أوروبا ولكنه شديد الأهمية أيضا لقدرات موسكو على التصدير.
مع حشد عشرات آلاف الجنود الروس على الحدود مع أوكرانيا، تكثفت الجهود لمنع نشوب نزاع ويستعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للسفر إلى كييف لإجراء محادثات الأربعاء.
رحلة بلينكن التي ستأخذه أيضا إلى برلين لعقد اجتماعات مع الحلفاء الأوروبيين، هي أحدث جهد دبلوماسي لمنع التوترات بشأن أوكرانيا من التصاعد إلى حرب أوروبية جديدة.
تعثر المفاوضات
يأتي ذلك بعد أن فشل أسبوع من المحادثات في جنيف وبروكسل وفيينا الأسبوع الماضي في تخفيف حدة التوتر، مع إصرار روسيا على أن تؤخذ على محمل الجد مطالبها بضمانات أمنية شاملة بما في ذلك الحظر الدائم لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن بلينكن شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "على أهمية مواصلة المسار الدبلوماسي لتهدئة التوترات".
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أن لافروف أبلغ بلينكن أن موسكو بحاجة إلى ردود "محددة لكل مادة على حدة" من مقترحاتها "في أسرع وقت ممكن"، داعيا نظيره الأمريكي إلى "التوقف عن إصدار تكهنات حول قرب 'عدوان روسي' مزعوم".
وقال لافروف في وقت سابق الثلاثاء إنه لن تكون هناك مفاوضات أخرى حتى يقدم الغرب إجابات مناسبة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية الزائرة أنالينا بربوك "ننتظر الآن أجوبة على هذه المقترحات - كما وعدنا - من أجل مواصلة المفاوضات".
ورفضت واشنطن المطالب الروسية، بما في ذلك وضع قيود على نشر القوات في دول أعضاء سابقة في حلفاء وارسو مثل بولندا ودول البلطيق التي انضمت إلى حلف الأطلسي بعد الحرب الباردة.
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء إنه دعا روسيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي لإجراء مزيد من المناقشات بشأن أوكرانيا "في المستقبل القريب".
والهدف من المحادثات هو "معالجة مخاوفنا، ولكن أيضا الاستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة إيجاد حل" للخروج من الأزمة.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيتوجه إلى أوكرانيا ويلتقي الأربعاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي "لتأكيد التزام الولايات المتحدة حيال سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
تدريبات عسكرية في بيلاروسيا
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن بلينكن سيتوجه الخميس إلى برلين لإجراء محادثات رباعية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأضاف برايس في بيان أن الدول الأربع ستناقش "الجهود المشتركة لردع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا، بما في ذلك استعداد الحلفاء والشركاء لفرض عواقب وخيمة وكلفة اقتصادية باهظة على روسيا".
وكشفت مسؤولة أمريكية أن بلينكن ولافروف سيلتقيان إثر ذلك في جنيف الجمعة.
وأثارت أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مخاوف عميقة بشأن حشد القوات الروسية رغم نفي موسكو المتكرر التخطيط لغزو.
وتخوض كييف حربا مع الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد أن أطاحت التظاهرات بالرئيس المتحالف مع الكرملين.
وما زاد التوتر هو بدء روسيا وبيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا الثلاثاء مناورات عسكرية مفاجئة.
وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية إنها تنظم التدريبات بسبب استمرار "تفاقم" التوتر العسكري "بما في ذلك على الحدود الغربية والجنوبية لجمهورية بيلاروسيا".
تقع بيلاروسيا على حدود أوكرانيا وكذلك بولندا العضو في الحلف الأطلسي. ولم تكشف موسكو ولا مينسك عدد القوات المشاركة، لكن مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع البيلاروسية أظهر أرتالا من المركبات العسكرية بما في ذلك دبابات يتم إنزالها من قطارات غطتها الثلوج.
تحذير من تركيا
كما حذرت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي موسكو من غزو أوكرانيا الثلاثاء، حيث قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه يعتزم مناقشة التوترات المتزايدة مع الرئيس بوتين.
وقال أردوغان للصحافيين في ألبانيا "لا أرى غزو روسيا لأوكرانيا خيارا واقعيا لأنها ليست دولة عادية. أوكرانيا دولة قوية".
زودت تركيا القوات الأوكرانية بطائرات بدون طيار قتالية ما أثار انتقادات شديدة من موسكو.
التقى المفاوضون الروس بشكل منفصل هذا الشهر مع وفود من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لكن هذه اللقاءات فشلت في تحقيق أي نتائج ملموسة.
أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس في البرلمان الإثنين أن بريطانيا سترسل أسلحة إلى أوكرانيا كجزء من صفقة من شأنها أن تساعد كييف في تأمين حدودها.
وقال والاس "لأوكرانيا كل الحق في الدفاع عن حدودها، وهذه الحزمة الجديدة من المساعدات تعزز قدرتها على القيام بذلك".
وأضاف أن أنواع المعدات التي تم إرسالها "ليست أسلحة استراتيجية ولا تشكل أي تهديد لروسيا" واصفا إياها بأنها "خفيفة ومضادة للدروع وأنظمة أسلحة دفاعية".
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء الإعلان عن هذه الشحنات بأنه "خطير للغاية" و"لا يساهم في الحد من التوتر".
فرانس24/ أ ف ب