الانقلاب يهدد إنتاج النفط في النيجر.. ومخاوف من تكرار هذا السيناريو
حياة حسين
2023-08-01
0
يهدد الانقلاب العسكري زيادة مرتقبة لإنتاج النفط في النيجر، وطموح البلاد بأن تصبح لاعبًا إقليميًا أساسًا في الصناعة، وفق محللين وخبراء.
واستولى الحرس الرئاسي، بقيادة عبدالرحمن الشياني، على الحكم الأسبوع الماضي، وما يزال يحتجز الرئيس المنتخب في عام 2021، وذا الأصول العربية، محمد بازوم.
ويبلغ إنتاج النفط في النيجر -حاليًا- 20 ألف برميل يوميًا، معظم هذه الكمية تستخرجها شركة تشاينا ناشيونال بتروليوم (China National Petroleum) من حوض "أغادم ريفت" في جنوب شرق البلاد، حسبما ذكرت منصة
.
وتستهلك النيجر كل هذه الكمية محليًا، أو تُنقل إلى جارتها نيجيريا بناقلات نفط برّية، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج النفط في النيجر 2023
قبل الانقلاب العسكري على الحكم في النيجر، كانت الدولة الأفريقية البكر الواعدة في مجال إنتاج النفط تترقب انتهاء شركة تشاينا ناشيونال بتروليوم الصينية من تنفيذ خط أنابيب التصدير النيجر-بنين خلال 2023.
وكان وزير النفط في النيجر قد صرّح، في شهر مارس/آذار الماضي، بأن الشركة نفّذت 75% من خط الأنابيب الذي تبلغ قدرته 110 آلاف برميل يوميًا.
ووفق خطة النفط الوطنية في 2019، فإن هذا الخط الواصل بين (كوليل) بالنيجر وميناء (سيم) في بنين سيغير قواعد اللعبة في البلاد لتصبح من كبار منتجي النفط ومصدّريه الإقليميين.
ويُعتقد أن احتياطيات النفط في النيجر تبلغ مليار برميل، وفق منظمة منتجي النفط الأفريقية.
ويمثّل خط الأنابيب مفتاح التغيير لقطاع
، بحسب ما قاله مصدر رسمي مسؤول، فضّل عدم ذكر اسمه، لكنه أردف "علينا الانتظار لمعرفة ماذا سيحدث.. مع الانقلاب لم يعد هناك شيء كما كان".
وترى مستشارة الأمن السابقة في الإدارة الأميركية أنليز برنارد أن الانقلاب العسكري في النيجر يجب أن لا يؤثّر في مشروع خط الأنابيب النيجر-بنين.
جانب من عمليات تطوير خط أنابيب النفط بين النيجر وبنين- الصورة من موقع أبستريم أونلاين
تكرار السيناريو
حذّرت مستشارة الأمن السابقة في الإدارة الأميركية أنليز برنارد من تكرار سيناريو انقلابي مالي وبوركينا فاسو في النيجر فيما يتعلق باستغلال الثروات.
وكانت السلطات الانتقالية في الدولتين، بعد انقلاب مالي عام 2020، وبوركينا فاسو في 2022، قد شددت من قبضتهما على البلاد، كما أظهرتا ميلًا للنفوذ الروسي.
وقامت -أيضًا- بتأميم مناجم الذهب، ما دفع الشركات الاستثمارية العملاقة إلى التخارج من البلدين.
وكانت "سافانا إنرجي" المُدرجة في بورصة لندن، وشركة النفط الغربية الوحيدة في النيجر، تخطط لإنتاج الخام من حقل "آر 3 إيست" في 2023، وتبدأ بإنتاج 1500 برميل يوميًا، تزيد إلى 5 آلاف برميل يوميًا في وقت لاحق.
وقالت برنارد: "إن استثمارات الشركات في النفط واليورانيوم ستواجه عراقيل لمواصلة عملياتها في النيجر.. لكن هذه الاستثمارات نجت خلال الانقلابات السابقة، إذ يُعدّ هذا الانقلاب الخامس منذ حصول البلاد على استقلالها في 1960".
وقال رئيس قسم تحليل أسواق النفط في "إس آند بي غلوبال" جيم بركارد: "إن الانقلاب ربما يضع تحديات أمام إنتاج النفط في النيجر، وقد يعرقل خطط البلاد في أن تصبح منتجًا رئيسًا إقليميًا.. عدم الاستقرار يثير تساؤلات حول استمرار البلاد في بذل الجهود لتحقيق هذا الهدف".
وكانت زيادة إنتاج النفط في النيجر الطريق الوحيد أمام الدولة الأفريقية لانتشالها من فقرها، إذ تُعدّ من أفقر بلدان العالم.
الإيكواس تحذّر
باتت
خلال السنوات الأخيرة مركزًا محوريًا لمجهودات الدول الغربية لمقاومة المتمردين في أفريقيا، وتربطها علاقات قوية مع أميركا، في الوقت الذي اتجهت فيه جارتاها مالي وبوركينا فاسو إلى توثيق علاقاتهما مع روسيا.
وعقب الانقلاب في النيجر، تعالت أصوات أميركا وفرنسا ودول العالم محذّرة، ومطالبة بعودة الرئيس المنتخب للحكم.
وخلال يوم الأحد 30 يوليو/تموز 2023، هدّد قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) باتخاذ إجراءات عسكرية ضد المجلس العسكري في النيجر، وأمهلوه 7 أيام لإعادة الرئيس محمد بازوم المحتجز إلى منصبه، وفق ما ذكرته
.
وتُعدّ هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها إيكواس باتخاذ إجراءات عسكرية في وجه الانقلابات التي وقعت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وكانت آخر مرة أجازت فيها إيكواس التدخل العسكري في عام 2017، عندما نُشرت قوات سنغالية في غامبيا لإجبار الحاكم الذي ظل لمدة طويلة، يحيى جامع، على ترك منصبه، بعد أن رفض قبول الهزيمة في الانتخابات.
يُذكر أنه خلال ذلك، تظاهر مئات من مؤيدي الانقلاب، أمام السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي.