ماذا يحدث في شرم الشيخ ؟
الاجتماع المصري الاسرائيلي الاماراتي في شرم الشيخ هدفه بحث اعادة تعويم بشار الاسد عربيا
اسرائيل غاضبة من الولايات المتحدة الأمريكية علي خلفية قرب توصل واشنطن لاتفاق نووي مع طهران ورفع الحرس الثوري من قائمة الارهاب ويبدو ان ردها علي هذا الاتفاق القبول باعادة تسويق بشار الاسد عربيا
من باب ان العدو المعروف أفضل من العدو المجهول ويبدو ان في إسرائيل هناك من يعتقد أن تقارب الأسد مع الخليج وعودته إلى العالم العربي قد يبعده عن إيران
فاجتماع شرم الشيخ يأتي مباشرة عقب لقاء بن زايد وبشار الاسد ذلك اللقاء الذي اغضب واشنطن جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الاماراتية الامريكية توتر ملحوظ بعد انحياز ابوظبي الواضح لبوتين في حرب اوكرانيا ورفضها بالتنسيق مع الرياض زيادة المعروض النفطي في الاسواق العالمية
ردا علي خيبة املهما في المواقف الامريكية الاخيرة من صواريخ الحوثي التي تحمل بصمات طهران وضربت عمقهما بالتزامن مع تفاهم امريكي ايراني ذلك التقارب
الذي اغضب في نفس الوقت اسرائيل
واليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي في شرم الشيخ ليناقش الاتفاق الذي توصل اليه ولي العهد الاماراتي مع بشار الاسد
والرئيس السوري في ظل الحصار الدولي المفروض علي راعيه بوتين المتعثر في اوكرانيا يريد ان يتحوط من المفاجأت الغير سعيدة
خاصة ان اسرائيل دائمة الاستباحة لاجوائه لقصف الاهداف الايرانية لذا فلا مانع من الاعتماد علي ابوظبي لوقف تلك الهجمات والعودة للصف العربي ليكسب مساحة مناورة مع جميع اللاعبين علي المسرح الدمشقي ..
كان يمكن لهذا اللقاء ان يعقد في ابوظبي ولكن الخوف من الصواريخ الايرانية عبر وكلائها في العراق واليمن جعل شرم الشيخ خيار جيد يمكن من خلالها ارسال رسالة اماراتية اسرائيلية لواشنطن عنوانها الغضب من مواقف امريكا الاخيرة دفعهما للتحرك في مساحة تغضب واشنطن .
وبالقطع القاهرة هي الاخري لديها رغبة قديمة في عودة سوريا للحضن العربي لذا فقد رحبت بهذا الاجتماع الذي يعد مناسبة جيدة لضخ استثمارات ودائع اماراتية جديدة في شريان الاقتصاد المصري الذي يعاني بشدة بسبب توابع الحرب الروسية الاوكرانية..
ولكن ماذا عن موقف الرياض والتي تنظر لسوريا بانها اصبحت حديقة ايرانية لا تختلف اهدافها تجاه الرياض عن اهداف الحوثي وحزب الله وبعض الاحزاب العراقية الشيعية ؟
خلاصة القول الشرق الاوسط الان علي مفترق طرق حرجة
ويبدو ان الحرب الاوكرانية الروسية تداعيتها سترسم مستقبل هذا الشرق المجنون واذا خسر بوتين تلك الحرب ستسقط اوراق كثيرة هنا في الشرق
صحيفة هآرتس الاسرائيلية تؤكد صحة تحليلي الذي كتبته ليلة امس بعنوان ماذا يحدث في شرم الشيخ حيث اكدت ان الاجتماع
القاسم المشرك فيه رسالة غضب لواشنطن من الاتفاق النووي الامريكي الايراني ورفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية
وان اطراف اجتماع شرم شيخ يبحثون اعادة تعويم بشار الاسد سياسيا بهدف ابعاده عن ايران
مصدر مصر سياسي صرح لصحيفة هآرتس
إن رئيس الوزراء نفتالي بينيت سيعقد ، صباح اليوم (الثلاثاء)
اجتماعا مشتركا في مصر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد
وانه تم تنسيق الاجتماع سرا في الأيام الأخيرة
علي خلفية قرب الاتفاق الامريكي الايراني
وان في الإمارات ، كما في إسرائيل ، منزعجون من النية الأمريكية لشطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية ، ويرجع ذلك أساسًا إلى مسؤولية التنظيم عن الهجمات التي نفذها المتمردون الحوثيون في الخليج العربي
وقال المصدر إن الاجتماع سيركز على ثلاث قضايا.
الأولي ..
هو التقدم في المحادثات النووية وضرورة إنشاء جبهة مشتركة لإسرائيل ومصر والإمارات فيما يتعلق بمعارضة الاتفاقية ، الأمر الذي يبعث برسالة مهمة لواشنطن.
المسألة الثانية ..
هي تحركات سوريا على خلفية لقاء بين بن زايد والرئيس الأسد الأسبوع الماضي. "هناك محاولة هنا لإعادة رسم خريطة مصالح عدة دول في الشرق الأوسط ، والسؤال الكبير هو ما إذا كانت سوريا لديها القدرة على الابتعاد عن إيران والاقتراب من دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر ، التي ستفعل ذلك. لها تداعيات على اسرائيل ايضا
. القضية الثالثة
هي الحرب في أوكرانيا ونتائجها ، لا سيما في مجال التزويد بالطاقة..
وبذلك يكون التحليل الذي انفردت به اصدقائي معكم ليلة امس عن اسباب اجتماع شرم الشيخ بين الرئيس المصري ولي العهد الاماراتي و رئيس الوزراء الاسرائيلي قد ثبت صحته بنسبة كبيرة
وان رغبتهم في عدم رؤية امبراطورية ايرانيه في المنطقة العربية بعد الاتفاق النووي مع امريكا هي المحرك لمثل هذا الاجتماع
وبالتاكيد ايران الان غاضبة من هذا الاجتماع وسيكون لها رد فعل