مرحبا بك في منتدى الشرق الأوسط للعلوم العسكرية

انضم إلينا الآن للوصول إلى جميع ميزاتنا. بمجرد التسجيل وتسجيل الدخول ، ستتمكن من إنشاء مواضيع ونشر الردود على المواضيع الحالية وإعطاء سمعة لزملائك الأعضاء والحصول على برنامج المراسلة الخاص بك وغير ذلك الكثير. إنها أيضًا سريعة ومجانية تمامًا ، فماذا تنتظر؟
  • يمنع منعا باتا توجيه أي إهانات أو تعدي شخصي على أي عضوية أو رأي خاص بعضو أو دين وإلا سيتعرض للمخالفة وللحظر ... كل رأي يطرح في المنتدى هو رأى خاص بصاحبه ولا يمثل التوجه العام للمنتدى او رأي الإدارة أو القائمين علي المنتدى. هذا المنتدي يتبع أحكام القانون المصري......

فى ايام نصر اكتوبر لا يجب ان ننسى الابطال الحقيقون (المقاومه الشعبيه) فى السويس و الترحم على من رفض الهروب وجعل شارون يبكى

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10
معركة تحرير السويس هي معركة دارت بين اسرائيل وأفراد من المقاومة الشعبية وبعض عناصر الجيش في مدينة السويس المصرية يومي 24-25 أكتوبر عام 1973. وكانت آخر معركة كبرى في حرب اكتوبر، قبل سريان وقف إطلاق النار. في 23 أكتوبر مع وصول وشيك لمراقبي الامم المتحده، قررت قوات العدو اقتحام السويس، على افتراض أنها ستكون ضعيفة الدفاعات. أوكلت المهمة إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة. تعرض اللواء لكمين وتعرض لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة والعديد منهم أصبحوا محاصرين داخل المبانى المحلية.

خلفية​

في فجر يوم 23 أكتوبر انتهكت إسرائيل قرار مجلس الامن
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
الصادر في 22 أكتوبر 73 بوقف اطلاق النار، فقد تقدمت الفرقتان المدرعتان بقيادة الجنرالين ابراهام أدان وكلمان بموافقة القيادة الجنوبية الاسرائيلية، جنوبا في اتجاه السويس، وأصبح من الواضح أن اسرائيل مصممة على تحقيق أهدافها التي لم تتمكن من تحقيقها قبل وقف اطلاق النار، بسبب المقاومة المصرية الباسلة، وهي عزل مدينة السويس واحكام الحصار حول الجيش الثالث الميداني شرق القناة، لاستخدام ذلك كورقة رابحة في يدها للمساومة بها خلال المحادثات التي كان من المنتظر عقدها بينها وبين مصر وفقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 338.

وفي الساعة التاسعة والنصف صباحا يوم 23 أكتوبر بتوقيت شرق الولايات المتحدة، اتصل كورت فالدهايم السكرتير العام للأمم المتحدة من نيويورك بوزير الخارجية الأمريكي هنرى كسنجر في واشنطن هاتفيا، واخطره أن مصر تقدمت بشكوى رسمية عن الخرق الاسرائيلي لوقف اطلاق النار، وانه يقترح ايفاد قوة طوارئ دولية لمراقبة وقف اطلاق النار.


قرار مجلس الأمن رقم 339

نظرا لان السفير السوفيتي أناتولي دوبرينين كان لا يزال في موسكو عقب حضوره محادثات الرئيس بريجينيف وكسنجر يوم 21 أكتوبر في العاصمة السوفيتية، فقد بادر كيسنجر عقب حديث فالدهايم معه الى الاتصال بالقائم بالأعمال السوفيتي في واشنطن، وقدم له اقتراحا لينقله الى موسكو، وهو أن يجتمع مجلس الأمن كي يكلف السكرتير العام فالدهايم باصدار نداء الى الاطراف المعنية بضرورة الالتزام بوقف اطلاق النار وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 338.

وكان هنري كيسنجر الشديد التعصب لاسرائيل بحكم ديانته اليهودية، قد استغل منصبه كوزير خارجية الولايات المتحدة لتقديم مساعدات ضخمة لاسرائيل منذ بداية الحرب في شتى المجالات. وأثناء محادثاته مع بريجينيف خلال رحلته الى موسكو من اجل وقف اطلاق النار، تعمد اضاعة الوقت وتأخير اجتماع مجلس الامن لكي يعطي مهلة اضافية لاسرائيل عسى أن تسجل قواتها مزيدا من التقدم في جبهة القتال.



خرق وقف اطلاق النار​

عند منتصف ليلة 23/24 أكتوبر كانت القوات الاسرائيلية التي اندفعت في اتجاه الجنوب منذ فجر 23 أكتوبر قد أكملت في ظل وقف اطلاق النار حلقة الحصار حول مدينة السويس، فقد تم لها قطع طريق السويس القاهرة من ناحية الغرب، والطريقين اللذين يؤديان الى الاسماعيلية من ناحية الشمال، وهما طريق القناة وطريق المعاهدة، كما تم لها قطع الطريق البري الذي يربط السويس بميناء الأدبية وخليج السويس من ناحية الجنوب، وبوصول بعض القطع البحرية الاسرائيلية صباح يوم 24 أكتوبر الى ميناء الأدبية تم قطع الطريق البحري الذي يربط السويس بالخليج والبحر الأحمر.

وفي نفس الوقت الذي تم فيه عزل السويس عن العالم الخارجي، نجح العدو في احكام حصارة الجيش الثالث الميداني شرق القناة، وكان هذا الجيش يتشكل من فرقتين 7 مشاة و19 مشاة وقوامها حوالي 40.000 ضابط وجندي ونحو 250 دبابة. وعلاوة على ذلك أصبحت هذه القوات كلها هي ومدينة السويس خارج نطاق شبكة الدفاع الجوي (سام) فقد كان الجيب الاسرائيلي الممتد من جنوب ترعة الاسماعيلية شمالا حتى ميناء الأدبية جنوبا يفصل بين كتائب الصواريخ المصرية أرض جو في الغرب ووحدات الجيش الثالث ومدينة السويس في الشرق مما أتاح الفرقة للطائرات الاسرائيلية للقيام بهجماتها العنيفة المركزة على السويس وعلى قوات الجيش الثالث دون اي فرصة لردع الطائرات الاسرائيلية المغيرة. هذا ولم تكن لدى القيادة المصرية وقتئذ أي قوات احتياطية غرب القناة سواء على المستوى التعبوي أو الاستراتيجي للقيام بهجوم مضاد رئيسي أو للقيام بضربة مضادة يمكن عن طريقها انهاء عزلة السويس وفك الحصار عن وحدات الجيش الثالث شرق القناة.

وبتعليمات من السكرتير العام للأمم المتحدة الجنرال الفنلندي إنزيو سيلاسفو قائد قوات الطوارئ الدولية في قبرص كلا من القاهرة وتل أبيب عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 339 في 23 أكتوبر، وتم الاتفاق بينه وبين المسئولين في القيادتين المصرية والاسرائيلية على أن تلتزم قوات الطرفين بالموعد الثاني لوقف اطلاق النار وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 339 وهو الساعة السابعة صباحا يوم 24 أكتوبر.

ورغم اعلان اسرائيل قبولها لهذا الموعد الجديد لوقف اطلاق النار، فان عملياتها الحربية ضد الجيش الثالث وضد مدينة السويس استمرت طوال المدة من 24 إلى 27 أكتوبر. فقد كان الاسرائيليون يأملون أن تستسلم خلال هذه الفترة تحت ضغطهم الشديد قوات الجيش الثالث المحاصرة، وأن ينجحوا في اقتحام مدينة السويس قبل وصول قوات الامم المتحدة. ولو قدر لهم أن يحققوا ما كانوا يهدفون اليه لكانت مصر قد واجهت كارثة عسكرية من أسوأ الكوارث في تاريخها.

ولا شك في أن من أهم العوامل التي شجعت القيادة الاسرائيلية على الاستمرار في محاولاتها لحصار وتدمير الجيش الثالث والاستيلاء على مدينة السويس، تلك المساعدات الأمريكية الجبارة عبر الجسر الجوي الأمريكي لتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات المتطورة في محاولة لقلب ميزان الموقف العسكري بعد النجاح الساحق الذي أحرزته القوات المصرية في المرحلة الأولى من الحرب. وكان الالتزام الامريكي بضمان أمن وسلامة اسرائيل الذي يمثل خطا استراتيجيا رئيسيا في السياسة الامريكية بمنطقة الشرق الأوسط، هو العامل الاول الذي شجع اسرائيل على مواصلة عملياتها الحربية غرب القناة على الرغم من صدور قرارين من مجلس الامن بوقف اطلاق النار، وهما القراران رقما: 339 في 22 أكتوبر، و339 في 23 اكتوبر ، اللذان أعلنت اسرائيل نفسها موافقتها عليهما.

وقبل مهاجمة مدينة السويس، وبعد احكام الحصار حولها، كان هدف القيادة الاسرائيلية هو القضاء على بقايا وحدات الفرقة 6 مشاة ميكانيكية التي اشتركت في المعارك التعطيلية العنيفة ضد قوات الجنرال ابراهام أدان المتقدمة على المحور الساحلي الموازي للبحيرات المرة والقناة، مما أدى في النهاية الى تداخلها بين القوات الاسرائيلية.

وفي مساء يوم 23 أكتوبر كانت بقايا الوحدات الفرعية للفرقة السادسة الميكانيكية متمركزة في بعض المواقع الدفاعية التي احتلتها على عجل في المنطقة المحصورة ما بين طريق القاهرة-السويس الشمالي (طريق 12) وطريق القاهرة-السويس الرئيسي. وكانت وصلة جنيفة التي تتقاطع مع الطريق الشمالي على مسافة 6 كم جنوب معسكر حبيب الله وتتقاطع مع الطريق الرئيسي عند علامة الكيلو متر 109، تحد هذه المنطقة من الشرق. وكانت قوات الفرقة السادسة الميكانيكية في وضع تكتيكي خطير بسبب احاطة قوات العدو بها من الجوانب الاربعة: من الشرق في منطقة عجرود ومدخل السويس، ومن الغرب في منطقة الكيلو متر 101 طريق القاهرة السويس، ومن الشمال في مرتفعات جبل جنيفة وجبل غرة والتبة الزلطية، ومن الجنوب جبل عتاقة وكان القضاء عليها يعتبر مسالة وقت لاغير. ورغم ذلك فان القيادة الاسرائيلية كانت تهدف الى سرعة تطهير جميع الهيئات الحاكمة والمرتفعات شمال طريق القاهرة –السويس حتى علامة الكيلو متر 101 غربا من القوات المصرية، حتى يمكنها القيام بعملياتها ضد مدينة السويس دون احتمال اي تدخل من جانب القوات المصرية التي كانت لا تزال في الغرب.

وبناء على تعليمات قائد الجيش الثالث الذي انتقل منذ مساء يوم 23 أكتوبر الى مركز قيادته الرئيسي في جنوب جبل عوبيد بعد اقتحام الدبابات الاسرائيلية لمركز قيادته المتقدم شمال غرب السويس، كان العميد أ. ح أبو الفتح محرم قائد الفرقة 6 مشاة ميكانيكية موجودا عند علامة الكيلو متر 109 طريق القاهرة-السويس في الساعة السابعة صباحا يوم 24 أكتوبر بعد ان اصبح القرار الثاني لوقف اطلاق النار نافذ المفعول، انتظارا لوصول المراقبين الدوليين الذين وعد الجنرال سيلاسفو بارسالهم في هذا التوقيت لارشادهم الى مناطق التجمعات المصرية داخل المنطقة التي احتلها اسرائيل عقب القرار الاول لوقف اطلاق النار لامكان تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 339 باعادة القوات الاسرائيلية الى خط 22 أكتوبر.

ولكن مفاجاة قاسية كانت في انتظار العميد أبو الفتح. فبدلا من قدوم المراقبين الدوليين، قدمت الى المنطقة الدفاعية التي تحتلها وحدات فرقته الطائرات الاسرائيلية لتقوم بهجماتها المدمرة، وتلاها قصف عنيف مركز من المدفعية الاسرائيلية ، واتضح ان اعلان اسرائيل قبولها لوقف اطلاق النار كان في المرتين ستارا خادعا لتقوم من ورائه بعملياتها.

وقبل الظهر تقدمت الدبابات الاسرائيلية الى الموقع الدفاعي شمال تقاطع الكيلو متر 109 الذي كانت تحتله بقايا وحدات من اللواء الأول مشاة ميكانيكي من اتجاهي الشرق والغرب على طول طريق القاهرة السويس الرئيسي، وتحت قصف عنيف من المدفعية وعن طريق المعاونة المباشرة للطيران، اخترقت الدبابات الاسرائيلية الموقع الدفاعي في حوالي الساعة الثالثة والنصف مساء. وتحولت الدبابات الاسرائيلية بعد ذلك شمالا، وتحت ستار هجمات جوية مركزة وقصف مدفعي كثيف قامت الدبابات الاسرائيلية باختراق الموقع الدفاعي لبقايات وحدات اللواء 113 مشاة ميكانيكي في الساعة الخامسة مساء، وبذا تم تدمير وحدات الفرقة 6 مشاة ميكانيكية غرب القناة بعد معارك شرسة ، وسقطت جميع المواقع المصرية شمال طريق القاهرة السويس حتى علامة الكيلو متر 101 غربا.

وكان الجنرال ابراهام أدان قائد الفرقة المدرعة الاسرائيلية التي تحاصر السويس قد تلقى رسالة لاسلكية من الجنرال جونين قائد القيادة الجنوبية في الساعة الثانية صباح يوم 24 أكتوبر يسأله فيها اذا كان في مقدرته احتلال السويس في خلال ساعتين ونصف الساعة، وهي الفترة بين طلوع الفجر في الساعة الرابعة والنصف، وموعد السريان الثاني لوقف اطلاق النار في الساعة الرابعة صباحا. وعندما رد الجنرال ادان بأن هذا يتوقف على عدد المصريين المقاتلين بالمدنية ومدى تصميمهم على القتال، وأنه يستطيع الاستيلاءعلى جزء من المدينة من أسوأ الفروض، فتردد جونين قليلا ثم قال: "حسنا اذا كانت بئر السبع فتقدم على الفور، واذا كانت ستالينجراد فلا تدخلها". وبكلمات أخرى كان جونين يعني انه اذا كان في الامكان الاستيلاء على السويس بنفس السهولة التي بها استيلاء الاسرائيلية على مدينة بئر السبع في 20 أكتوبر 1948 فانه يوافق على الهجوم، ولكن اذا كان أدان سيلقي مقاومة مثل تلك التي صادفها الجنرال الالماني فون باولوس عند محاولة اقتحام مدينة ستالينجراد السوفيتية عام 1945 فينبغي عليه العدول عن المحاولة. وعقب هذا الحوار مباشرة أصدر الجنرال أدان أمرا الى قواته بالهجوم على مدينة السويس في صباح يوم 24 أكتوبر وفقا للخطة التالية:


  • لواء جابي: يتم دخول السويس من اتجاهين: من اتجاه الغرب على محور طريق القاهرة السويس، ومن اتجاه الجنوب الغربي على محور طريق الزيتية السويس، وتندفع القوتان الى وسط المدينة.
  • لواء آريين: يدخل السويس من اتجاهين: اتجاه الشمال (طريق الجنانين) ومن اتجاه الشمال الغربي، على أن يكون مجهود الرئيسي على اليمين بموازاة طريق القاهرة السويس، وكانت تتبع لواء آرييه من المظليين بقيادة المقدم يوسي. وكان على قوات آرييه الالتقاء بقوات جابي عند وسط المدينة. ولتأمين المدينة عقب اقتحامها بالدبابات الاسرائيلية، تم تخصيص كتيبتي مشاة من لواء دوفيك تماري لكي تتبع الدبابات على طريق القاهرة-السويس للقيام بعملية التطهير. وكانت الخطة تقضي بأن يتم معاونة هجوم لواءي جابي وآرييه بقصف مدفعي كثيف، وأن تتبعه في الحال ضربة جوية مركزية ضد مراكز المقاومة داخل السويس. وكان على لواء نيتكا ولواء دوفيك تماري (عدا كتيبتين) أن يواصلا عملية تطهير الحزام الاخضر بين الشلوفة والسويس.
وكان الاسرائيليون على ثقة بان قواتهم المدرعة لن تلبث أن تقتحم السويس دون اي مقاومة، وان عملهم سوف يخفق عليا على مبنى المحافظة خلال بضع ساعات من بدء الهجوم، اذ ان السويس- حسب معلوماتهم – كانت خالية من القوات العسكرية الا من بعض الجنود الشاردين الذين التجأوا اليها عقب المعارك الاخيرة، وكانت روحهم المعنوية بالطبع ضعيفة. ولذا اعتقد الجنرال أدان انه سيتوج زحفه الناجح غرب القناة بدخول السويس التي سيكون لسقوطها دوي سياسي هائل على المستوى العالمي، مما سيحقق له شهرة واسعة ومجدا ذائع الصيت. وكان على يقين بان دخولها سيكون صورة مماثلة لدخول بئر السبع خلال حرب عام 1948. ولم يكن يخطر على بال الجنرال أدان أن مدينة الأشباح كما كانت عناصر استطلاعه تسميها قد تحولت بفضل تلاحم الجيش مع الشعب الى قلعة حصينة ، وأن قواته المدرعة ستواجه ستالينجراد أخرى.

وكانت السويس – من وجهة النظر العسكرية- بعيدة تماما عن خطر التعرض لاي غارة اسرائيلية بعد أن نجحت القوات المصرية ذلك النجاح الساحق يوم 6 أكتوبر،وتمكنت من عبور قناة السويس، واجتياح خط بارليف وانشاء منطقة حصينة من رؤوس الكباري شرق القناة تكسرت أمام صلابتها وقوتها جميع الهجمات الاسرائيلية المضادة. ونتيجة لهذا الوضع لم تتخذ بشأن الدفاع عن المدينة أي تدابير عسكرية شاملة ، فلم توضع خطة مرسومة لمواجهة أي غزوة محتمل، ولم تخصص قوات كافية للدفاع عن مرافق المدينة ومنشآتها الهامة، ولم يعين قائد عسكري للسويس الا بعد أن تعرضت فعلا للغزو. فقد صدر الأمر بتعيين المستشار العسكري للمحافظة قائدا عسكريا لها مساء 23 أكتوبر. ورغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها السويس عندما وجدت جيش الغزاة يحيط بها من كل جانب، استطاع شعبها الباسل باسلحته البدائية وبفضل التحامه بقواته المسلحة أن يصد تلك الجحافل المدرعة الفتاكة التي انطلقت يوم 24 أكتوبر تخترق شوارع المدينة.
 

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10

إستعداد السويس للمعركة

كان أول نبأ رسمي يصل الى بدوى
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
الخولى محافظ السويس وقتئذ عن التحركات الاسرائيلية حول المدينة هو التبليغ الهاتفي الذي تم تلقيه عن طريق العقيد فتحي عباس مدير مخابرات جنوب القناة في الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 23 أكتوبر. فقد ابلغه ان الدبابات الاسرائيلية وصلت الى منطقة شركات البترول بالزيتية وأنها في طريقها الى منطقة الأدبية. وبناء على دعوة المحافظ انعقد مؤتمر عسكري بالمحافظة في الساعة السادسة مساء راسه المحافظ وحضره اللواء محيي خفاجي مدير أمن السويس والعميد عادل اسلام المستشار العسكري للمحافظة والعميد كمال السنهوري قائد محطة السويس العسكرية وقائد كتيبة الدفاع الاقليمي، لبحث اجراءات الدفاع عن المدينة وتأمين مداخلها والاستعانة في ذلك بالقوات العسكرية التي قدمت أخيرا إلى المدينة وقات الدفاع الشعبي. ورغم الظروف العصيبة التي كانت تواجه السويس، كان الامل ما يزال قويا في قهر العدوان الذي أوشك أن يطبق على المدينة. فلقد كان من بين مواطنيها فتية آمنوا بربهم ووطنهم وصمموا على الدفاع عن مدينتهم الخالدة حتى أخر رمق في حياتهم. وكانت قوات الدفاع الشعبي تتكون من منظمتين، احداهما تدعى منظمة سيناء، وقد تكونت عقب حرب يونيو 67 وانضم اليها عدد من أبناء السويس وتلقوا تدريبا خاصا عن طريق مكتب المخابرات الحربية في السويس للقيام ببعض العمليات الحربية خلف خطوط العدو. أما المنظمة الثانية، فتدعى فرق حماية الشعب، وقد أنشئت تحت اشراف لجنة الدفاع الشعبي بالتنظيم السياسي بالسويس وقتئذ للقيام بأعمال الدفاع والحراسات في حالات الطوارئ.

وبناء على تعليمات المستشار العسكري للمحافظة، اجتمع ظهر يوم 21 أكتوبر في مدرسة أحمد عرابي نحو 150 فردا من فرق حماية الشعب، وتم لمندوب المستشار العسكري اختيار 50 فردا منهم، وتم تسليحهم بالبنادق، على أن يبقى الباقون كاحتياطي تحت الطلب، وقسم هؤلاء الى مجموعتين تتناوبان الحراسة في منطقة المثلث عند مدخل المدينة بهدف الحراسة والعمل كنقطة انذار للابلاغ عن تحركات العدو. وفي مساء يوم 23 أكتوبر وعقب حصار المدينة، كلف العقيد فتحي عباس مدير مخابرات جنوب القناة بعض شباب منظمة سيناء بواجبات دفاعية وزودهم ببعض البنادق والرشاشات ووزعهم في أماكن مختلفة داخل المدينة بعد أن أبقى بعضهم كاحتياطي في يده تحسبا للطوارئ.

وكانت هناك مجموعة من الابطال الذين ينتمون لمنظمة سيناء لم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم جفن طوال ليلة 23/24 أكتوبر. فقد خططوا لعمل عدة كمائن على مدخل السويس لملاقاة العدو. ولكن نظرا لضعف امكانتهم، فقد اتفقوا على الاكتفاء بعمل كمين عند ميدان الاربعين وآخر عند مزلقان الشهداء. وكانت المشكلة الرئيسية التي واجهتهم هي البحث عن السلاح المؤثر ضد الدبابات من المدى القصير والذي يصلح لقتال الشوارع وهو القاذف RPG 7. وهداهم التفكير الى التوجه الى مخزن السلاح بالطابق الارضي بالمستشفى العام الذي تحفظ فيه أسلحة الجنود الجرحى والشهداء عسى أن يجدوا داخله بغيتهم. وكان من ضمنهم البطلان الشهيدان ابراهيم سليمان واحمد أبو هاشم. وعندما اعترضهم المخزنجي خوفا على عهدته فتحوا المخزن عنوة، وكانت فرحتهم الكبرى حيثما عثروا على قاذف RPG 7 وثلاث قذائف. وكان هذا القاذف في يد الشهيد ابراهيم سليمان على موعد مع القدر كما سنرى فيما بعد.

وكان العميد أ. ح يوسف عفيفى يتولى قيادة الفرقة 19 مشاة التي كانت تحتل مساحة كبيرة من راس كوبري الجيش الثالث شرق القناة، وكان قطاع الفرقة يمتد مباشرة بجوار السويس. وعندما أدرك العميد أ. ح يوسف عفيفي الخطر الذي باتت تعرض له السويس قرر بمبادرة شخصية منه ضرورة الدفاع عن المدينة التي ارتبطت بها فرقته بأوثق الروابط منذ سنوات طويلة حتى لا تسقط في يد العدو. وفي يوم 23 أكتوبر، أرسل قائد الفرقة سرية مقذوفات موجهة ضد الدبابات بقيادة المقدم حسام عمارة لصد العدو على طريق المعاهدة. وقد قامت السرية بالاشتباك مع دبابات العدو عند الشلوفة ودمر أفرادها له أكثر من تسع دبابات، وعندما نفدت ذخيرتهم أمرهم قائد الفرقة بالتوجه الى السويس صباح 24 أكتوبر عبر كفر أحمد عبده، وان يشتركوا في الدفاع عنها باستخدام القواذف RPG التي بالسرية حتى يعاد امدادهم بالصواريخ اللازمة. وبالاضافة الى هذه السرية، ارسل قائد الفرقة الى السويس صباح يوم المعركة طاقم اقتناص دبابات بقيادة الملازم أول عبد الرحيم السيد من اللواء السابع مشاة بعد تزويده بقواذف (أر بي جي 7) وقنابل يدوية مضادة للدبابات.

وعلى الرغم من أن الدفاع عن السويس كان خارج مهمة الفرقة القتالية، فقد تم للفرقة 19 مشاة احتلال السواتر الترابية على ضفتي القناة، وتم توجيه بعض مواسير مدافع الميدان لتغطية بعض القطاعات الحيوية غرب القناة، كما دفع مركز ملاحظة للمدفعية على الساتر الترابي غرب القناة لادارة نيران المدفعية.

واستعدت الشرطة بأقسامها ووحداتها للمعركة، وأصبحت غرفة عمليات الدفاع المدني بميدان الاربعين مقرا لأعمال قيادة الدفاع الشعبي. وبذلت أجهزة الاطفاء والانقاذ جهودا جبارة خلال الغارات الجوية، كما فتحت الشرطة مخازن السلاح لامداد المتطوعين بالأسلحة والذخائر. وعندما نجح العدو يوم 23 أكتوبر في قطع الاتصالات السلكية مع القاهرة، أصبحت الشبكة اللاسلكية الخاصة بشرطة النجدة هي حلقة الاتصال الوحيدة بين السويس والقاهرة. وكان الرائد محمد رفعت شتا يتولى قيادة هذه الوحدة اللاسلكية، ويعاونه الملازم أول عبد الرحمن غنيفة ضابط الاتصال وتحت قيادته 27 ضابط صف وعسكريا. وكان قيام الوحدة اللاسلكية يعملها في هذه الظروف الصعبة فيه مخاطرة كبرى ويدل على شجاعة عظيمة، فقد كان مقرها في مكان منعزل غرب السويس ويقع على طريق ناصر الذي يصل بين مدخل السويس عند منطقة المثلث وبين الطريق الرئيسي المؤدي الى الزيتية. وقد مرت عبر هذا الطريق في المساء الدبابات الاسرائيلية وهي في جميع الاوقات، في الوقت الذي لا يوجد فيه لدى قوة الدورية أي تسليح سوى طبنجتين للدفاع الشخصي.
 

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10

المعركة

لم تنم المدينة الباسلة وظل جميع أبنائه ساهرين طوال الليل في انتظار وصول الاعداء. وعندما نادى المؤذن لصلاة الفجر اكتظت المساجد بالناس. وفي مسجد الشهداء بجوار مبنى المحافظة، أم المصلين الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الاسلامية وعقب الصلاة ألقى المحافظ بدوي الخولي كلمة قصيرة وأوضح فيها للناس أن العدو يستعد لدخول السويس، وطالبهم بالهدوء وضبط الأعصاب، وأن يسهم كل فرد بما يستطيعه، واختتم كلمته بالهتاف "ألله أكبر" وارتفع الدعاء من أعماق القلوب الى السماء.

وابتداء من الساعة السادسة صباحا بدأت الطائرات الاسرائيلية في قصف احياء السويس لمدة ثلاث ساعات متواصلة في موجات متلاحقة وبشدة لم يسبق لها مثيل. وكان الغرض هو تحطيم أي مراكز للمقاومة داخل المدينة والقضاء على أي تصميم على القتال لدى أهل السويس.

وتنبه افراد المقاومة الى ظاهرة مهمة، وهي أن الطائرات في اثناء هجماتها الشرسة تتجنب اصابة الشوارع الرئيسية في المدينة والتي تمثل امتداد المحاور الثلاثة التي اعتزم العدو التقدم عليها بمدرعاته وهي:

محور المثلث: وهو المدخل الغربي من ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة الى السويس، وامتداده هو شارع الجيش الى ميدان الاربعين.

محور الجناين: وهو المدخل الرئيسية من ناحية طريق القناة القادم من الاسماعيلية، ويمر وسط مساحات شاسعة من حدائق الفاكهة ويعبر على الكوبري الذي فوق الهويس ويتجه جنوبا الى شارع مصطفى كامل ومنه الى ميدان الاربعين.

محور الزيتية: وهو المدخل الجنوبي من ناحية طريق الأدبية وعتاقة، ويمتد بحذاء خليج السويس حتى الطريق المؤدي الى بورتوفيق.

وجاءت أول طلائع الإسرائيلية عندما قامت كتيبة مدرعة من لواء العقيد آرييه بالتقدم على محور الجناين في الشمال في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 24 أكتوبر. وعندما حاولت سرية المقدمة عبور الكوبري الذي فوق الهويس للوصول الى شارع مصطفى كامل، تصدى لها كمين قوي من رجال القوات المسلحة وأطلق صواريخه المضادة للدبابات فأصيبت الدبابة الأولى وتعطلت فوق الكوبري الضيق مما أدى الى استدارة باقي الدبابات الى الخلف حيث تجمعت في منطقة جبلاية هاشم شمال غرب الهويس، ولم تقم هذه الكتيبة بأي محاولات أخرى للتقدم من هذا المحور.

وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا، قامت كتيبة مدرعة من لواء العقيد جابي بالتحرك من منطقة الزيتية، واجتازت ببطء الطريق المحاذي للخليج حتى وصلت الى منطقة المحافظة دون أن يتعرض لها أحد، وانتشرت في عدة مجموعات ما بين قصر الثقافة وغرفة عمليات المحافظة وميدان الخضر وفندق بلير، وسيطرت الدبابات من امكنتها على شارع الكورنيش وشارع سعد زغلول ووقفت دبابة على ناصية فندق بلير انتظارا لرتل الدبابات الذي سيتقدم على محور المثلث ويخترق بعد ذلك طريق الجيش.

الفخ

وفي حوالي الساعة العاشرة والدقيقة الخمسين صباحا، وبعد النجاح الذي حققته الكتيبة المدرعة التي سيطرت على منطقة المحافظة دون أي مقاومة بقيادة المقدم يوسي في عربات مدرعة نصف جنزير في ثلاث موجات كل موجة كانت تتكون من 8 دبابات وكل دبابة منها تتبعها عربة مدرعة، وكانت هذه القوة هي التي اختيرت لتكون المجهود الرئيسي للهجوم على السويس. وعبرت القوة المدرعة منطقة المثلث، وأخذت تجتاز طريق الجيش في ثبات وتؤدة، وقد بلغت ثقة الاسرائيليين بعدم تجرؤ أحد من أهل المدينة على مقاومتهم الى الحد الذي جعل قادة الدبابات يقفون جميعا ليطلوا من أبراج دباباتهم المفتوحة للفرجة على الشوارع التي يمرون من خلالها. ووصلت الموجة الأولى الى ميدان الاربعين دون أن تصطدم بأي مقاومة. وأطلق محمود عواد من طاقم الكمين الأول من منظمة سيناء قذيفتين من قاذفه الصاروخي آر بي جي على الدبابة الأولى فأصابتها القذيفة الأولى باصابة سطحية، بينما طاشت القذيفة الثانية. وأسرع الكمين الثاني الذي كان يتكون طاقمة من أفراد منظمة سيناء أيضا ليأخذ موقعه عند سينما رويال، وأمسك البطل ابراهيم سليمان بالقاذف آر بي جي 7، وجلس القرفصاء بجوار المخبأ الذي كان يقع بين سينما رويال وسينما مصر، وطلب من زميله محمد سرحان أن يعد له القذيفة. وعندما أصبحت الدبابة الأولى التي تتقدم الرتل على بعد حوالي 12 مترا من موقعه صوب ابراهيم سليمان القاذف بدقة نحوها وضغط على الزناد لتنطلق القذيفة وتستقر أسفل برج الدبابة التي اختل توزانها وتوقفت ومالت ماسورة مدفعها على الارض.

وانتقل ابراهيم سليمان الذي كاد يطير فرحا الى الجانب الآخر من المخبأ ليطلق القذيفة الثانية على العربة التي كانت تتبع الدبابة والتي كان يستقلها أفراد المظليين فاشتعلت فيها النار. وكانت هذه اللحظات القصيرة هي نقطة التحول في المعركة. ففي الوقت الذي توقفت فيه مدرعات الموجة الأولى أمام قسم شرطة الأربعين بتأثير المفاجأة، خرجت آلاف حاشدة من الجنود والمواطنين الى الميدان والشوارع المحيطة بقسم الشرطة، وهم يهتفون في حماسة "ألله أكبر .. الله أكبر". وأخذوا في اطلاق نيران بنادقهم ورشاشاتهم على أطقم الدبابات، بينما ألقى البعض بقنابله اليدوية داخل أبراج الدبابات التي أخذت تنفجر ويشتعل بعضها بالنار حتى تحولت المنطقة الى قطعة من الجحيم.

ولم يلبث الاسرائليون أن قفزوا من الدبابات والعربات المدرعة، وهم في حالة عارمة من الذعر والارتباك، وأسرعوا في مجموعات يحتمون ببعض المباني المجاورة لقسم الشرطة. وحاول بعضهم الدخول الى سينما رويال ولكنهم ضربوا عند مدخل السينما، ونجحت مجموعة اسرائيلية تتكون من 25 فردا في دخول قسم شرطة الأربعين، واستطاعوا بنيران رشاشاتهم السيطرة على القسم الذي كان يتكون من طابقين وتحيطه سواتر عالية مبنية بالطوب الأحمر، وكان في داخله عدد من ضباط الشرطة والجنود. وتمكن خمسة جنود اسرائيليين من الصعود الى أسطح بعض العمارات وأخذوا في اطلاق نيران رشاشاتهم على المواطنين.

وعندما أبصرت دبابات الموجتين الثانية والثالثة ما لحق بمدرعات الموجة الأولى من فتك وتدمير، حاولت الاستدارة الى الخلف في ارتباك شديد للعودة الى منطقة المثلث. ونظرا لضيق الشارع اصطدمت بعضها بالبعض وحطم بعضها سور السكة الحديدية الممتد بحذاء الشارع. وكانت أربع دبابات قد تسللت خلف مسجد سيدي الأربعين من ناحية المثلث، فتصدى لها كمين من الفرقة 19 مشاة بقيادة المقدم حسام عمارة كان مرابطا على شريط السكة الحديد وأطلق عليها صواريخه وأجبرها على العودة.

وأثناء عودة دبابات الموجتين الثانية والثالثة عبر طريق الجيش للخروج من المدينة، خرجت حشود ضخمة من الجنود والمواطنين من البيوت المهدمة على طول الشارع، وأخذوا يطلقون نيران بنادقهم ورشاشاتهم ويقذفون الدبابات بالقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف الحارقة وهي تفر أمامهم كالفئران المذعورة.

وقد اعترف الجنرال جيرزوج – رئيس دولة اسرائيل الاسبق – في كتابة حرب التكفير أن الكتيبة المدرعة التي دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عدد دباباتها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الاربعة والعشرين.

وكان الامر الذي يدعو الى الدهشة ان الكتيبة المدرعة المتمركزة في منطقة المحافظة لم تحاول التدخل مطلقا في معركة قسم الاربعين وظلت في أماكنها. وقد حاولت خمس دبابات منها التقدم على طريق بورتوفيق، ولكن الدبابة الأولى اصطدمت بلغم مضاد للدبابات فقطع جنزيرها وتوقفت الدبابات الأربع الأخرى، وعادت الى موقعها بمنظمة المحافظة بعد أن سحبت الدبابة المعطلة. وأثناء المعركة كلف المحافظ الملازم الأول عبد الرحيم السيد من الفرقة 19 مشاة بالتوجه الى دبابات العدو التي تحاصر المحافظة. ولكن الكتيبة المدرعة في منطقة المحافظة لم تلبق ان انسحبت فور حلول الظلام، وعادت الى الزيتية متبعة نفس الطريق الذي تقدمت عليه في الصباح.
 

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10
ضربت جموع حاشدة الحصار حول قسم شرطة الأربعين الذي احتلته مجموعة كبيرة من المظليين الاسرائيليين. وكانت كتيبة مدرعة من لواء العقيد جابي قد سبق لها دخول المدينة عن طريق محور الزيتية، وتقدمت بحذاء شاطئ خليج السويس حتى وصلت الى منطقة المحافظة دون أن تصادفها أي مقاومة. ومما يثير الدهشة أن هذه الكتيبة التي تمكنت دباباتها من السيطرة على المنطقة التي تضم قصر الثقافة وغرفة عمليات المحافظة وميدان الخضر وفندق بلير وكذا على شارعي الكورنيش وسعد زغلول لم تحاول التدخل مطلقا في المعركة التي دارت رحاها في ميدان الاربعين، ولم تبذل كذلك أدنى محاولة لانقاذ القوة الاسرائيلية المحاصرة في قسم الشرطة رغم أن المسافة التي كانت تفصل بين احدى دباباتها التي وقفت عند ناصية فندق بلير وقسم شرطة الاربعين، لم تتجاوز بضع مئات من الأمتار.

وقد بذلت محاولتان بطوليتان من جانب رجال الشرطة لاقتحام قسم الأربعين وانقاذ الضباط والجنود الموجودين داخله من قبضة الاسرائيليين. وقاد المحاولة الأولى الرائد نبيل شرف على راس قوة من جنود قسم شرطة السويس ومن جنود وحدة قوات الأمن. وقاد المحاولة الثانية النقيب عاصم حمود على راس قوة من جنود قسم شرطة السويس وبعض جنود قسم شرطة الأربعين. ولكن المحاولتان لم يصادفهما النجاح، واستشهد الضابطان ومعهما ستة من ضباط الصف والجنود.

وانتاب اليأس أفراد القوة الاسرائيلية بعد أن وجدوا أن جماهير الشعب تحيط بقسم الشرطة الذي تحصنوا داخله من كل جانب.

ولذا بعثوا بأحد جنود الشرطة المأسورين في الداخل ليعرض على قيادة المقاومة المصرية التي تحاصر القسم استعدادهم للتسليم بشرط المحافظة على حياتهم.

والتقى شرطي عند خروجه باحد ابناء منظمة سيناء وهو محمد سرحان، وعندما علم بما يطلبه الاسرائيليون اصطحبه الى مقر مدير مخابرات جنوب القناة العقيد فتحي عباس، وكان مدير المخابرات قد نقل مكتبه بأفراده وبكل ما يحوي من أوراق ووثائق ومستندات في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 23 أكتوبر، من مقره بشركة النصر لتصنيع البترول بالزيتية الى احدى الغرف بمستشفى السويس العام عندما أخذت الدبابات الاسرائيلية تمر على الطريق أمام مقر الشركة. وعندما التقى العقيد فتحي عباس بالشرطي الذي احضره اليه محمد سرحان قبل ظهر يوم 24 أكتوبر وعلم منه بالعرض الاسرائلي للتسليم رحب على الفور بذلك العرض لما كان يمكن ان يحققه من فائد كبرى لاهل السويس ولمكتب المخابرات. وطلب من محمد سرحان أن يرافق الشرطي الى داخل قسم الاربعين ليتباحث مع قائد القوة الاسرائيلية في شروط التسليم. ولكن هذا الموضوع لم يتيسر اتمامه، فقد كان القتال محتدما بشدة حول قسم الشرطة واطلاق الرصاص لا ينقطع، ولم يكن هناك قائد للمعركة بحيث يمكنه السيطرة على الجموع المحتشدة لكي تكف عن اطلاق النار ريثما تجرى محادثات التسليم. واهتزت أعصاب الشرطي العجوز ورفض في اصرار العودة ثانية الى قبضة الاسرائيليين. وهكذا باءت محاولة التسليم بالفشل.

وفي حوالي الساعة الرابعة مساء قررت مجموعة من ابطال المقاومة الشعبية وهم: ابراهيم سليمان واشرف عبد الدايم وفايز أمين وابراهيم يوسف اقتحام قسم شرطة الأربعين. والتف ابراهيم سليمان خلف القسم واخذ في تسلق السور الخلفي وهو يحمل رشاشه في يده لكي يفاجئ الاعداء بالداخل ، ولمحه قناص اسرائيلي كان مختفيا في الطابق الثاني من المبنى فاطلق عليه نيران رشاشه عندما وصل الى اعلى السور. وسقط اعظم أبطال معركة السويس شهيدا بعد أن أدى واجبه. وكانت قذيفته التي أطلقها في الصباح على الدبابة الاسرائيلية القائدة هي نقطة التحول التاريخية في معركة السويس. وظل جثمان الشهيد معلقا على سور القسم حتى فجر اليوم التالي، وفوجي الذين حملوه أن ابتسامة مشرقة كانت مرتسمة على وجهه. وفي الوقت الذي سقط فيه الشهيد ابراهيم سليمان على السور الخلفي للقسم، سقط الشهيدان اشرف عبد الدايم وفايز أمين على المدخل الامامي للقسم عندما كانا يحاولان اقتحامه من الأمام، فقد انهالت عليهما الطلقات من القناصة الاسرائيليين بالطابق الثاني.

ونظرا لان خمسة جنود اسرائيليين كانوا قد صعدوا الى سطح عمارة مجاورة لقسم الشرطة وأخذوا في استخدام نيرانهم في القنص، لذا صعد اليهم بعض الجنود ورجال المقاومة الشعبية وتمكنوا من الفتك بهم بعد معركة ضارية استخدمت فيها النيران والأسلحة البيضاء والأيدي.

ورغم أن أهل السويس كانوا صائمين في هذا اليوم من شهر رمضان المبارك. . فان احدا لم يحس بالجوع او العطش، ولم يهتم بتناول الشراب أو الطعام الا النذر اليسير، فقد كانت المعركة ضد الاعداء هي محور الاهتمام من جميع المواطنين، وعندما سرت في المدينة انباء النصر خرج أهل السويس جميعا الى الشوارع يهللون ويكبرون ويشهدون في فخر واعتزاز مدرعات العدو المحطمة التي تناثرت على طول شارع الأربعين، وكان عددها حوالي 15 دبابة وعربة مدرعة نصف جنزير. وخشية أن يفكر الاسرائيليون في سحبها، قام محمود عواد من أبطال المقاومة الشعبية بسكب كميات من البنزين عليها عند منتصف الليل وأشعل فيها النار.
 

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10

تأمين السويس

رغم فشل الاسرائيليين في اقتحام السويس يوم 24 أكتوبر، فانه كان من المحتمل ان يعاودوا هجومهم في اي وقت ، ولذا وضع العميد عادل اسلام القائد العسكري للسويس خطة تامين جديدة لاغلاق مداخل السويس التي كان ينتظر تقدمهم عن طريقها، وقسم المدينة الى اربعة قطاعات، وعين لكل قطاع قائدا مسئولا عن الدفاع عنه، وكذا ضابط اتصال من ضباط الدفاع الشعبي ليكون اداة الاتصال بين قيادة القطاع وقيادة السويس. وحرص العميد عادل على تغيير مركز قيادته بصفة مستمرة ، ليمنع تعرضه للهجوم من جانب اي متسللين أو عملاء، ولذا انتقل من مسجد الشهداء الى ورشة مياه هيئة القناة ثم الى مؤسسة الادوية، خاصة في الايام الحركة ما بين يوم 24 أكتوبر حتى وصول قوات الطوارئ الدولية يوم 28 أكتوبر. وكان العميد أ. ح يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاة قد ارسل يوم 25 أكتوبر حوالي 12 طاقم اقتناص دبابات تسلح كل منها بالقاذف ار بي جي 7، وكان من بينهم من هم اصلا من ابناء السويس الذين أبدوا رغبتهم في الدفاع عن مدينتهم، واختار لقيادتهم الرائد علي رضا والنقيب فوزي شاكر والملازم أول احمد مصطفى مراد.

وقد انتقلت هذه الاطقم باللنشات من شرق القناة الى السويس، وتم وضعها في مواقع حاكمة على مدخل المدينة لصد اي هجمات للعدو وتدمير دباباته، وفضلا عن هذه الاطقم كانت هناك سرية "شمل" مضادة للدبابات من الفرقة 19 مشاة بقيادة المقدم حسام عمارة، وهي التي اشتركت في القتال ضد دبابات العدو يوم 24 أكتوبر، وبقيت في المدينة منذ ذلك الوقت للدفاع عنها.

وبعد أن أتمت أطقم الفرقة 19 مشاة المضادة للدبابات احتلال موقعها وفقا للخطة الموضوع لتامين السويس، أرسل العميد أ. ح يوسف عفيفي خطابات الى المحافظ بدوي الخولي، أكد له فيه ان الفرقة 19 مشاة قامت بجميع اجراءات حماية وتامين مداخل المدينة والمراكز المهمة بها. هذا وقد قام العميد يوسف عفيفي بكل هذه الاجراءات الفعالة للدفاع عن السويس بمبادرة شخصية منه، اذ لم تكن هذه المهمة داخلة ضمن مهمة فرقته.

هذا ، ولم يحاول الاسرائيليون بعد فشل هجومهم يوم 24 أكتوبر على السويس شن اي هجوم على المدينة بصفة جدية، وكانت كل عملياتهم بمثابة مناوشات لقصد اكتساب مزيد من الاراضي، اذ ان الموقف الدولي المتأزم الذي سبق ان شرحنا أبعاده بالتفصيل لم يكن يسمح لهم بتكرار محاولتهم مرة أخرى، خاصة بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 340 يوم 25 أكتوبر 73 بانشاء قوة طواري دولية للاشراف على تنفيذ قرارات مجلس الامن الثلاثة 338 و339 و340 بوقف اطلاق النار وانسحاب قوات الطرفين الى المواقع التي كانت تحتلها في الساعة السادسة والدقيقة الثانية والخمسين مساء يوم 22 أكتوبر بتوقيت البحر المتوسط.

وعند ظهر يوم 28 أكتوبر، وصلت طلائع قوة الطوارئ الدولية الى السويس، وتوجه قائد القوة الى مبنى المحافظة حيث تم عقد اجتماع بينه وبين بدوي الخولي محافظ السويس، وقد حضر هذا الاجتماع اللواء محيي خفاجي مدير الامن والعميد عادل اسلام القائد السعكري والعقيد فتحي عباس مدير مخابرات جنوب القناة.

وعقب الاجتماع، بدأ قائد قوة الطوارئ الدولية في توزيع دوريات من جنوده على قطاعات المدينة، وتحركت كل دورية في عربة جيب عليها علم الامم المتحدة وبرفقتها ضابط مصري لارشادها الى المواقع المصرية، ليتيسر لها تحديد الخط الذي يفصل بين المواقع المصرية والمواقع الاسرائيلية كي تتمركز فيه النقاط الثابتة للأمم المتحدة. وقد استغلت القوات الاسرائيلية هذه العملية للتقدم من أماكنها واكتساب أرض جديدة، فقامت بدفع دبابة الى نقطة الهويس واحتلت منطة كفر جودة وعمارتين من مباني منطقة المثلث، كما تمكنت من التقدم واحتلال استراحة الري على طريق الزيتيات. وقد تجاهل مراقبو الامم المتحدة هذه الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة رغم أنها جرت على مشهد منهم ورغم احتجاج الضباط المصريين، وكان ردهم أنهم يحددون المواقع وفقا للقوات التي تحتلها بالفعل، والحوا على المصريين بعدم اطلاق النار وبضرورة ضبط الاعصاب.

وفي يوم 30 أكتوبر اتصل المحافظ بقائد الجيش الثالث وطلب منه ارسال احد القادة الذين يتميزون بقوة الشخصية والحزم الى السويس ليمكنه السيطرة على العدد الكبير من العسكريين الذين توافدوا على المدينة يومي 22 و23 أكتوبر من وحدات مختلفة دون وجود أي قيادة عسكرية تسيطر عليهم. وفي يوم 31 أكتوبر أرسل قائد الجيش الثالث العميد أ. ح محمد أمين الكنزي مساعد قائد الفرقة 7 مشاة الى السويس وبرفقته فصيلة من الشرطة العسكرية . وتم تسليم العميد أ. ح محمد الكنزي قيادة السويس العسكرية من العميد عادل اسلام في أول نوفمبر 73، وانضمت منذ هذا اليوم قيادة الدفاع الشعبي بأفرادها وأسلحتها ومعداتها الى قيادة السويس العسكرية.

وقد تمكن العميد الكنزي بفضل جهوده الصادقة وعمله الدائب واخلاصه من فرض النظام والانضباط على آلف الجنود الذين كانت المدينة تموج بهم. وبعد أن أعيد تنظيمهم وتسليحهم ضمن وحدات منظمة، تم استخدام بعض هذه اللوحات لتعزيز الدفاع عن السويس، واشتركت الوحدات جميعا في البرامج التدريبية التي اشرف علي تنفيذها العميد الكنزي هو ومعاونوه، والتي كان الغرض منها رفع كفاءة الجنود القتالية من جهة وحتى لا يقعوا فريسة للفراغ القاتل طوال مدة الحصار من جهة أخرى مما يؤدي الى انحرافهم. وفضلا عن ذلك، تم تشكيل وحدة من الشرطة العسكرية تولى قيادتها العقيد اسماعيل أمين، وخصص مبنى مدرسة الست آمنة الاعدادية للبنات ليكون مقرا لها، وقد اسهمت هذه الوحدة في فرض الامن والنظام داخل السويس.

هذا وقد ظلت وسائل الاتصال اللاسلكية بين السويس والقاهرة تعمل بدقة وكفاءة عن طريق وحدة الدورية اللاسلكية التي كان يتولى قيادتها الرائد شرطة محمد رفعت شتا منذ ان انقطعت جميع وسائل الاتصال الهاتفية بين السويس والخارج يوم 23 أكتوبر. ولكن هذه الوسيلة الوحيدة للاتصال لم تلبث ان انقطعت يوم 26 أكتوبر، فقد تمكن العدو من الاستيلاء على مبنى الوحدة الذي كان يقع في مكان منعزل خارج المدينة على طريق ناصر ما بين منطقة المثلث وطريق الزيتيات، وقام باسر الرائد رفعت شتا والملازم أول عبد الرحمن غنيمة و18 صف ضابط وجنديا وعاملا مدنيا بعد أن قاموا بأداء واجبهم بشجاعة واخلاص في أحرج الفترات في الوقت الذي كانت فيه دبابات العدو على بعد أمتار قليلة منهم.

ولكن الاتصال اللاسلكي مع القاهرة لم يلبث أن أعيد مرة أخرة يوم 30 أكتوبر. قد تم توجيه طاقم اتصال لاسلكي تابع للمخابرات المصرية بامر رئاسة الجهاز الى مدينة السويس، وكان واحدا من الاطقم التي تعمل في اعمال الاستطلاع خلف خطوط العدو في سيناء، وقد انضم فور وصوله على مكتب مخابرات جنوب القناة في السويس. وكان العقيد فتحي عباس عقب وصول قوة الطوارئ الدولية الى السويس قد عاد هو وافراد مكتبه الى المبنى الاصلي الذي كانت المخابرات تشغله من قبل، وهو مبنى مكون من خمسة طوابق ويقع في مواجهة مبنى المحافظة. وقد أمر العقيد فتحي بوضع طاقم الاتصال اللاسلكي الذي كان يتكون من ضابط وفردين في احدى غرف المبنى، وأصبح هذا الطاقم اللاسلكي هو حلقة الاتصال الرئيسية بين المحافظة المسئولين في القاهرة، علاوة على عمله العادي وهو تحقيق الاتصال بين مكتب المخابرات في السويس ورئاسة الجهاز في القاهرة.

وفي نفس الوقت، أرسل العميد أ. ح يوسف عفيفي محطة لاسلكية من الفرقة 91 مشاة تم تخصيص غرفة لها في الطابق الخامس من مبنى المخابرات، وقد تركز عمل هذه المحطة في اجراء الاتصالات بين أهالي السويس واسرهم الموجودة خارجها مما كان له اثر كبير في رفع الروح المعنوية بين المواطنين.
 

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10
رحم الله من مسك السلاح وقاتل ورفض الهروب ومات وهوه مقاتل دون ان يكون مقاتل


1665072339380.jpeg
1665072348600.jpeg
1665072371396.jpeg
1665072381791.jpeg
1665072393113.jpeg
images
 

المرفقات

  • 1665072348650.jpeg
    1665072348650.jpeg
    15.6 KB · المشاهدات: 0

hazem

In a mad world, only the mad are sane
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
6,433
مستوى التفاعل
31,412
النقاط
28
المستوي
6
الرتب
6
Country flag
أول مرة أقرأ القصة دي عظمة والله وعرفت ليه ميدان الأربعين ده مشهور كده

حاجة تشرف الحقيقة ربنا يرحمهم يا رب
 

s e t

عضو مميز
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
11,680
مستوى التفاعل
40,084
النقاط
43
المستوي
10
الرتب
10
احد أبطال حرب اكتوبر خلال لقاء تلفزيوني جايب معاه تذاكر من جندي اسرائيلي قام بأسره
جايب بنطلون الجندي الإسرائيلي
المذيع بيسأله انته قلعته البنطلون قله اه عشان اخده تذكار
🤣
..

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Nile Crocodiles

طاقم الإدارة
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
6,246
مستوى التفاعل
28,005
النقاط
28
المستوي
6
الرتب
6
Country flag
السويس احد اهم مدن القناة والتي ظلت صامدة ورفض اهلها ان تقع هذه المدينة في يد العدو يوم 24 اكتوبر وان تكون الخنجر الذي يستخدم طورقة مهم للعدو الاسرائيلي في المفاوضات

تحية اعتزاز وتقدير لاهالينا الشرفاء في السويس ورحم الله شهدائنا في هذه المعركة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن

أعلى أسفل