كيف كشف انقلاب الأردن حدود القدرات السعودية - الإندبندنت
14 يوليو/ تموز 2021
صدر الصورة،GETTY IMAGES
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة الإندبندنت أونلاين وتقرير للمحرر الدبلوماسي فيها، كيم سينغوبتا، بعنوان: "كيف كشف انقلاب الأردن حدود القدرات السعودية".
واعتبر أن الحكم بسجن كل من رئيس الديوان الملكي الأردني السابق باسم عوض الله وقريب الملك عبد الله، الشريف حسن بن زيد، لمدة 15 عاما لكل منهما بتهمة التحريض على الفتنة "علامة بارزة ذات تأثير كبير في كل من البلاد وخارجها".
وقال التقرير إن العديد من الدبلوماسيين فوجئوا بتقديم عوض الله للمحاكمة، إذ يحمل وزير التخطيط السابق الجنسية السعودية أيضا وهو مستشار اقتصادي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتشمل شبكة علاقاته الدولية المؤثرة أيضا، بحسب سينغوبتا، ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.
ويشير الكاتب إلى أن العلاقة السعودية هي "جزء أساسي من الادعاءات المحيطة بالانقلاب". وبحسب النيابة، "سأل الأمير حمزة (وهو الأخ غير الشقيق للملك عبدالله) عوض الله عما إذا كان سيحصل على دعم سعودي إذا مضى قدما في المؤامرة". وزعم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، أيمن الصفدي، أن الأمير حمزة كان على اتصال ببعض "الكيانات الأجنبية". وتنفي الحكومة السعودية تورطها في "محاولة الانقلاب".
وتحدث التقرير عن مزاعم بأن الرياض أرادت أن تسقط الإجراءات القضائية ضد عوض الله، وزارت شخصيات سعودية بارزة من بينها وزير الخارجية فيصل بن فرحان ورئيس جهاز المخابرات، عمان لإقناع الأردنيين بالسماح بذلك وبعودة عوض الله معهم.
ورغم أن الأردنيين رفضوا، حسبما يقول سينغوبتا، طلب السعوديين، فإن أحد السيناريوهات التي قدمها البعض في الأردن هو أن يفرج عن عوض الله بعد أن يمضي جزءا من عقوبته وهو ما نفته عمان.
ويقول التقرير إن السعودية ستكون الوجهة الواضحة لعوض الله، لكن يُنظر إلى بريطانيا أيضا على أنها احتمال، إذ أن عوض الله، وفقا لسجل هيئة الشركات في لندن، لديه شراكات واسعة مع رجال الأعمال السعوديين في البنك العربي الوطني، ويشغل منصبا رفيعا في فرع البنك بالمملكة المتحدة.
ويشير الكاتب إلى أنه يُعتقد أن المقاومة الأردنية لاخراج عوض الله من البلاد قد تعززت بشكل كبير من خلال الدعم الأمريكي. وطالب وليام بورنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، البيت الأبيض بالتدخل، بحسب ما نقله التقرير عن مصادر دبلوماسية وأمنية.
واتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالملك عبد الله الثاني، خلال زيارة رئيس المخابرات السعودي لعمان، للتعبير عن الدعم الأمريكي للموقف الأردني. ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على مزاعم بشأن علاقتها بالموضوع، وفق ما يقول سينغوبتا.
ومن المقرر أن يصل العاهل الأردني، وهو أول زعيم عربي يستضيفه بايدن، إلى واشنطن نهاية الأسبوع، ويلتقي الزعيمان يوم الاثنين. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الزيارة ستكون "فرصة لمناقشة التحديات العديدة التي تواجه الشرق الأوسط وإبراز الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".
ويقول الكاتب إنه يُنظر إلى دور واشنطن في ما حدث على أنه "مثال على مدى تغير السياسة الواقعية في المنطقة منذ الانتخابات الأمريكية". ويشير إلى أنه كان "من غير المرجح أن يتلقى الأردنيون مثل هذا الدعم من إدارة ترامب في ظل دعمها الكامل للسعوديين".
وأشار إلى أنه "كان هناك عداء للملك عبد الله داخل معسكر ترامب بسبب صفقة القرن المفترضة التي أعدها جاريد كوشنر الذي أقام صداقة مع محمد بن سلمان وتوقع دعما سعوديا لاتفاقه المقترح بين إسرائيل والفلسطينيين. كما حصل على دعم الإمارات".
وأثار الملك عبد الله حينها ومع وجود عدد كبير من الفلسطينيين في الأردن "شكوكا كبيرة حول جدوى الخطة الأمريكية". ورأى الأردنيون أن ذلك سيقضي على أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة على النحو المتفق عليه في اتفاق وادي عربة للسلام مع إسرائيل في عام 1994، بحسب الكاتب.
ونقل الكاتب عن دبلوماسي بريطاني كبير سابق كان قد خدم في عدد من الدول في الشرق الأوسط قوله: "إذا كان ما نسمعه صحيحا، فهناك شعور واضح بأن المنطقة تتغير. لقد أظهر ما حدث أن دولا مثل الأردن أصبحت الآن أكثر استعدادا لمواجهة ضغوط اللاعبين الكبار مثل السعوديين. ولقد فعلوا ذلك، بالطبع، علينا أن نضع في اعتبارنا، مع ضمان دعم لاعب أكبر، الولايات المتحدة".