قمة المناخ في شرم الشيخ تشهد مواجهة خفية وساخنة بين مصر وعدد من الدول والأجهزة التى تشتبك معها مصر منفردة منذ ما يزيد عن ١٠ سنوات، وإن سادت الأروقة الرسمية والدبلوماسية الابتسامات واللقاءات الباردة.. هذه المواجهة ليست طرف ضد طرف، وانما طرف ضد اطراف.. بمعنى مصر ضد مصفوفة من القوي التى تتشارك نفس القيم والاجندات.. وربما نفس العقيدة..
هذه الحقيقة ليست على سبيل المبالغة في التقدير، وانما هي انعكاس لنفس الواقع الاقليمي الذي تواجهه مصر.. مصر ضد ثلاثة قوي اقليمية مجتمعين (ايران تركيا اسرائيل).. ما يحدث بشكل خافت في شرم الشيخ وعلى هوامش القمة، هو النسخة العالمية من هذا الواقع الاقليمي.. مصر ضد عدد من القوي الدولية، تتقدمهم عاصمة الضباب، التى لم تنس تفاصيل إرث ٢٠٠ عام من استهداف الأمة المصرية..
تجليات هذه المواجهة، بدت بوضوح في محاولة الضغط على الإدارة المصرية بملف السجين الجنائي علاء عبد الفتاح، ومحاولة تجنيسه هو تحديداً دوناً عن أي اسماء اخري..في تدخل لا يقل وقاحة عن تحول عاصمة الضباب لملاذ اخير للجماعة الارهابية، وهو أمر خطير.. لماذا؟ لانه ببساطة يعنى استنزاف وحرق كافة الكروت الاقليمية الراعية للجماعة وانتقالها للتو لسيدها الاصلي.. وهذا يعنى انتقال المواجهة بين القاهرة وعاصمة الضباب لمرحلة قد تنعدم فيها المرونة، اقل ما فيها هو تدخلات فجّة في الشؤون الداخلية كتلك التى نشهدها خلال الساعات الحالية..
لكن ما حدث قبل ساعات، عرّي صنّاع المشهد الغربي… تم طرد نائب مصري حضر جلسة في مؤتمر شرم الشيخ، لأخت السجين الجنائي علاء عبد الفتاح، وتوجه إليها بأسئلة حول استدعاء القوي الاجنبية على مصر، ومحاولة تجنيس اخيها بعد صدور احكام جنائية بحقه.. تم طرد النائب المصري من الجلسة بواسطة الحرس الأممي..
الدرس: كيف يمكن ان تطالب بحرية التعبير وانت غير قادر اساساً على الاجابة على اسئلة صريحة في مؤتمر تنظمه الحكومة المصرية المدانة في نظر منظمى الجلسة؟..
اذن ننتقل لمستوي اعلي.. كيف يمكنك الدعوي لاطلاق سراح مدان جنائي، تحت مظلة قوة أجنبية ولها ايضا تاريخ استعماري وحشي ووقح وارهابي بحق الامة المصرية؟
تخيل لو طالبت اي دولة اوروبية - مش هقول مصر - الحكومة البريطانية بإطلاق سراح عدد من المدانين الجنائيين بعد محاولة تجنسيه.. هل دوقة لندن هتتقبل الامر بصدر رحب وتقول وماله؟ اتفضلوا؟ ..
لا اعلم حقيقة.. هل افتقد مجتمع الاستخبارات البريطانية الخيال والادب لهذه الدرجة المنحطة، اللي تدين السجين الجنائي ادبيا قبل اي شئ، أم أن الضباب يعمى من يجلس في ويستمنستر، ويجعله غير قادر على رؤية الاستقلال السيادي المصري والذي عبر عن نفسه حكوما وشعبا وجيشاً في صفهة الثلاثين من يونيو؟…
اللي متأكد منه.. ان الدرس مفاده: لى ذراع القاهرة غير موجود في قواميسها من المعابد حتى سجلات نصر اكتوبر وصفعة يونيو، وقمة شرم الشيخ..
هذه اول فصول المواجهة.. وما سيأتى لاحقاً كثير…
مصر باقية..
# منقول