الطريق من استراتيجية العناد الى استراتيجية المصالح
الرئيسان السيسي واردوغان - كما في المثل الشعبي - بينهما ما صنع الحداد، واردوغان بسبب هذه الكراهية انتهج استراتيجية العناد، وكان طبيعيا ان ترد مصر، وكان اول اجراء هو عدم تجديد اتفاقية "الرورو"، ثم رسمت مصر حدودها البحرية في البحر المتوسط مع قبرص واليونان، وبدأت في استغلال ثرواتها في المياه الاقتصادية، ورسمت مصر خطا احمر في ليبيا، ولم تجرؤ تركيا على الاقتراب منه.
ادرك اردوغان انه الخاسر الاول من سياسته تجاه مصر، وبداية من 2021 تحول لاستراتيجية المصالح، وبدأ التقرب من مصر، وارسل كل المسؤلين الاتراك رسائل غزل سياسي صريح، وبادرت تركيا بوقف الاعلام المعادي لمصر، وما فعله اردوغان لم يكن غريبا عليه فهو براجماتي لاقصى حد، ولعل اوضح مثال لهذه البراجماتية استغلاله لحادثة حرق القرأن في السويد للامتناع عن الموافقة على انضمام السويد لحلف الناتو، ثم غير موقفه 180 درجة ووافق على انضمامها مقابل الحصول على طائرات F16 من امريكا.
اردوغان مر بتجربة اصلاح اقتصادي 2004-2011 في تركيا، والتي بدأها سنة 2001 الرئيس تورجوت اوزال ورئيس الوزراء بولنت اجاويد، وتجربة مصر مشابهة لتجربة تركيا الى حد التطابق، ولهذا يدرك اردوغان مستقبل الاقتصاد المصري القريب، ويدرك ان الازمة الحالية في الاقتصاد ستنتهي بزوال اسبابها، ولذلك تركيا تسعى لمصر، ومصر ترحب.