ورقه اللاجئين كاللعب بالنار … سياسه السماح بإستقبال اللاجئين خصوصاً في الدول المشاطئه او المحاذيه لحدود الإتحاد الأوروبي
ليست بالأمر الجديد بل تم اللعب بهذه الورقه في عده بلدان منها مثلاً تركيا
المغرب
والان مصر
ولكن الفارق والمختلف في هذه الحالات هي كيفيه التعاطي وامتلاك الادوات وميزان المكاسب والخسائر من إستخدام هذه الورقه فعلى سبيل المثال : تركيا
: في عام 2015-2016 وقعت تركيا على إتفاق مع الاتحاد الاوروبي يقضي بالتزام تركيا بتحويل اراضيها الى بلد إستقرار بدلاً من ان تكون بلد عبور للاجئين سواء من سوريا او العراق او خلافه الى الاتحاد الاوروبي وذلك نظير ١-"مساعدات" ماليه كبيره تجاوزت ال10مليارات دولار ٢-تغاضي الاتحاد الاوروبي عن التحركات التركيه داخل الاراضي السوريه والعراقية والتغلغل داخل هذه الدول عسكرياً ومنافع اخرى… وساعد في ذلك الادوات التي تملكها تركيا للضغط على الاتحاد الاوروبي في كل مره يحاول فيها الاتحاد الاوروبي التملص من إلتزاماته مع تركيا -اردوغان مدرسه في الفكر البراغماتي فلايعنيه المباديء او الاخلاقيات او المُثل امام تحقيق مصالحه . -تركيا دوله عضو في حلف الناتو وعضو مؤثر ايضاً -تركيا دوله محاذيه لمصدر هؤلاء اللاجئين فمن السهل إعادتهم وهذا مايحدث الان فعلاً ….الخ المثال الآخر هو المغرب
: منذ العام 2011-2013"مالم تخونيني الذاكره"لوحظ تواجد اعداد كبيره من المهاجرين الافارقه خصوصاً من دوله السينغال منتشرين في عدد من المدن المغربيه وبدأ التعامل مع الحدود المغربيه الاوروبيه بنفس الانظمه المتبعه في اوروبا وتحول المغرب ايضاً الى دوله استقرار لكثير من هؤلاء المهاجرين وبالتالي حصل المغرب على : ١-العديد من التسهيلات الماليه ٢-المساعده وتقديم التسهيلات في تطوير الصناعات داخل المغرب ونقل التكنولوجيا الاوربيه اليها …الخ وادوات المغرب
كانت : -التقارب الكبير بين المغرب والاتحاد الاوروبي على العديد من المستويات -التناغم السياسي بشكل كبير في ملفات سياسيه واقليميه مع الاتحاد الاوروبي -عدد اللاجئين ليس كبير مقارنه بدول اخرى ونسب عالميه اخرى .. الحاله الاخيره مصر
: فقد صرح اكثر من مصدر في اكثر من مناسبه بأن مصر ملتزمه بمنع الهجره غير الشرعيه من الخروج من اراضيها بإتجاه اوروبا سواء مسئولين في البرلمان او حكوميين او حتى رئيس الجمهوريه ولكن "حسب وجهه نظري" فبحساب المكاسب قياساً على الدول السابق ذكرها فمصر لم تتحصل على شيء يذكر بالمقابل ١-جُل او كل التسهيلات والتيسيرات الماليه هي عباره عن قروض مستحقه الدفع بفوائد حتى وإن كانت منخفضه ٢-لا اعلم اي مساعدات او تعاون لنقل تكنولوجيا اوروبيه او مصانع ماعدى بعض مصانع التجميع لبعض المنتجات ٣-حتى الدعم السياسي في بعض القضايا الحساسه للدوله المصريه لم يكن بالمستوى المأمول (كسد النهضه-ليبيا-غزه الان …الخ) ولذلك الوضع اسباب كثيره منها : -مصر بالأساس ليست من الدول المُقربه من الغرب بشكل كبير كما هو الحال في تركيا
والمغرب
-مصر لديها علاقات وثيقه بالمعسكر المعادي للغرب (روسيا-والصين) فهي لاتعتبر من الدول الموثوقه بنسب كبيره كما هو الحال مع تركيا والمغرب وهذا اتضح جلياً في الحرب الاوكرانيه عندما رفضت مصر طلبات غربيه لدعم اوكرانيا ببعض الذخائر والمعدات .. -مصر لاتملك ادوات كبيره مؤثره على القرار الغربي او الاوروبي تضمن التزام الاوروبيين بالتزاماتهم كما هو حال تركيا مثلاً .. -مصر مُلتزمه بأخلاقيات ومباديء معينه تمنع تعاملها في هذا الملف او غيره بشكل اكثر براغماتيه وتحرر كما هو الحال مع تركيا مثلاً … الخ الخ الخ من الاسباب التي لاتسمح لمصر بالتعامل مع هذا الملف بشكل يُجبر الاتحاد الاوروبي والغرب على الرضوخ او تلبيه مطالبها وهذا كان واضحاً جلياً في الموقف الاقتصادي الصعب الذي لم يتغير فيه الموقف الاوروبي إلا بعد الصفقه الكبرى مع الامارات في رأس الحكمه فلولاها لاستمر التجاهل الغربي لهذا الملف في مصر بل بالعكس قد يُستخدم استخدام مُضاد للدوله المصريه بادعاءات حقوق الانسان واللاجئين وخلافه … اخيراً الغرب لم ولن يكون حليف او طرف يمكن الوثوق بالتزاماته تجاه مصر
قولاً واحداً ملف اللاجئين في رأيي ليس مؤهلاً للاستخدام في مصر بفاعليه كما هو حال دول اخرى كل ماسبق مُجرد تحليل ووجهه نظر شخصيه قد تُصيب وقد تُخطيء والعلم عند الله ولكن الشواهد واضحه تماماً …