مرحبا بك في منتدى الشرق الأوسط للعلوم العسكرية

انضم إلينا الآن للوصول إلى جميع ميزاتنا. بمجرد التسجيل وتسجيل الدخول ، ستتمكن من إنشاء مواضيع ونشر الردود على المواضيع الحالية وإعطاء سمعة لزملائك الأعضاء والحصول على برنامج المراسلة الخاص بك وغير ذلك الكثير. إنها أيضًا سريعة ومجانية تمامًا ، فماذا تنتظر؟
  • يمنع منعا باتا توجيه أي إهانات أو تعدي شخصي على أي عضوية أو رأي خاص بعضو أو دين وإلا سيتعرض للمخالفة وللحظر ... كل رأي يطرح في المنتدى هو رأى خاص بصاحبه ولا يمثل التوجه العام للمنتدى او رأي الإدارة أو القائمين علي المنتدى. هذا المنتدي يتبع أحكام القانون المصري......

الاقتصاد الصيني … كيف تحولت الصين إلى العملاق الذي نعرفه اليوم

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
ماهيناز الباز
تطور الاقتصاد الصيني

الاقتصاد الصيني : مقدمة قصيرة

تُعَدُّ التجربة الصينية من النماذج الدولية المميزة والفريدة من نوعها، وذلك بفضل المعجزة الاقتصادية التي تم تحقيقها في وقت قصير، حيث نجح الاقتصاد الصيني في أن يصبح ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
ب
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
بلغ حوالي 10.35 تريليون دولار أمريكي
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
في عام 2014 وفقًا لإحصائيات البنك الدولي، كما تُعَدُّ الصين أسرع اقتصاد نامٍ خلال الثلاثين سنة الماضية بمعدل نمو سنوي تخطى 10% ولكنه تقلص خلال السنتين الأخيرتين ليبلغ حوالي 7.3% مع تكهنات باستمرار التراجع في النمو خلال السنوات القادمة ليعكس الوضع الحقيقي للاقتصاد الصيني.
لا شك أن الصين مرت بالعديد من المراحل الشاقة لتتمكن من التحول من الاقتصاد المخطط أو المركزي الذي لم ينجح في تحقيق أهداف التنمية المرجوة إلى اقتصاد السوق القائم على المنافسة شبه العادلة، حيث ساعدت سياسة اللامركزية على رفع معدلات
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
بفضل حصول حكومات المناطق المحلية على حق الحكم الذاتي بالإضافة إلى تعاظم دور القطاع الخاص ومساهمته في الحياة الاقتصادية

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 
التعديل الأخير:

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
يتم تصنيف الصين ضمن الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل وفقًا للبنك الدولي، حيث بلغ نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي في عام 2014 حوالي7400 دولار أمريكي، ولا تُذكَر الصين دون الإشارة إلى كونها أكبر دولة على مستوى العالم من حيث التعداد السكاني، والذي بلغ 1.357 بليون نسمة ينتمون إلى ست وخمسين قومية عرقية مختلفة، بمعدل بطالة 4.1% وذلك في عام 2013.

تبلغ المساحة الكلية للصين حوالي 9.6 مليون كيلومتر مربع، ويعد اليوان الصيني هو العملة الرسمية للبلاد، ويرجع إعلان قيام الجمهورية الصينية الشعبية إلى عام 1949 وعاصمتها بكين، بينما تُعتبر مدينة شانغهاي هي الأكبر بين المدن الصينية، والمندرين هي اللغة الرسمية للبلاد.

خطة البحث

يحاول البحث إلقاء الضوء على مجموعة من المحاور المفسِّرة للتجربة الاقتصادية الصينية، وهي:

  • لمحة تاريخية عن التطور الاقتصادي الصيني.
  • القطاعات الاقتصادية الرائدة في الصين.
  • مقومات وتحديات الاقتصاد الصينيي
في الجزء الأول من هذا البحث سنقوم بإعطاء لمحة عن التطور الاقتصادي الصيني

لمحة تاريخية عن تطور الاقتصاد الصيني

لقد مرَّ الاقتصاد الصيني بعدة مراحل منذ إعلان قيام الجمهورية الصينية الشعبية في عام 1949، وتميزت كل مرحلة بمجموعة من الخصائص التي ساهمت بشكل كبير في تطور الاقتصاد الصيني ونموه لينجح في السيطرة على جزء لا يستهان به من الاقتصاد الدولي والوصول إلى مرحلة متقدمة من المساهمة في رسم التوجهات العالمية وذلك بالشراكة مع مجموعة من القوى الاقتصادية والسياسية العظمى، ولعل من أبرز تلك المراحل :

  • النموذج الاشتراكي والاقتصاد المركزي (1949-1977)
  • التحرر الاقتصادي وسياسات الإصلاح (1978- 1988)
  • تجميد الإصلاح (1989- 1991)
  • استئناف الإصلاح ( 1992- الوقت الحاضر)
من الجدير بالذكر أن الاقتصاد الصيني شهد العديد من الأحداث والتحولات الكبيرة منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى عام 1949 حيث قيام ثورة ماوتسىتونج
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
وبداية مرحلة البناء الاشتراكي
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
تتمثل أبرز التطورات التي شهدها الاقتصاد الصيني خلال القرن التاسع عشر في خروج الصين من عزلتها الاقتصادية وزيادة الانفتاح الاقتصادي واتساع التجارة مع الغرب بشكل كبير وذلك نتيجة لهزيمة الصين في صراعها ضد بريطانيا والذي نشأ في الفترة ما بين عامي 1839-1842 والمعروف بــ”حرب الأفيون” مما أجبر الصين على تقليل القيود على التجارة التي طالما فرضها نظام الكوهنج
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
. أدى التغلغل الغربي في الصين إلى التحول إلى الرأسمالية بشكل مفاجئ و غير مدروس وبالتالي انهار الاقتصاد الصيني في غضون سنوات قليلة وأصبحت دولة فقيرة شبه مستعمرة مما ساعد على انتشار الفوضى وتمرد كافة أطياف الشعب فتولدت ثورة عام 1911 والتي انتهت بإسقاط النظام الملكي الديكتاتوري وأعلنت الجمهورية في عام 1912.

وبدلًا من أن يستقر الوضع السياسي في الصين ازدادت الأمور سوءًا ونشبت نيران الحرب الأهلية، وما إن بدأت الأوضاع في الاستقرار حتى وقع الغزو الياباني لمنشوريا في عام 1931 وتلاه اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية في الفترة بين عامى1937 و1945 وبهزيمة الصين لليابان بدأ صراع من نوع آخر بين الحكومة الصينية وميليشيات الحزب الشيوعي وانتهى عام 1949 بسيطرة الجيش الأحمر التابع للحزب الشيوعي على الحكم وإعلان ماو تسىتونج قيام جمهورية الصين الشعبية.

  1. النموذج الاشتراكي والاقتصاد المركزي (1949-1977)

مع إعلان قيام الجمهورية الصينية الشعبية عام 1949 بدأت الحكومة في بناء النموذج الاشتراكي القائم على الحكم المركزي، فعلى الرغم من إصرار “ماو” على أن هدف الحكومة هو تنظيم الرأسمالية وليس تحطيمها إلا أن الواقع كان مخالفًا لتلك التصريحات حيث اختفت الشركات الخاصة وحلت رأسمالية الدولة البيروقراطية محل الرأسمالية الخاصة. قام “ماو” بتطبيق النموذج الاقتصادي السوفيتي بغرض تأسيس نموذج اشتراكي مكثف للنمو الاقتصادي والاجتماعي ومن هنا نشأت فكرة التخطيط متوسط المدى أو الخطط الخمسية
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
وهو الأسلوب المعتد به فى الصين حتى يومنا هذا. تميزت مرحلة البناء الاشتراكي بإعادة تنظيم الفلاحة والتحول نحو اقتصاد زراعي موجه مركزيًا، حيث تم تجميع الأراضي الزراعية في شكل جمعيات تعاونية كبيرة تتكون كل جمعية من 1200 أسرة ريفية تنعدم لديها الملكية الخاصة تمهيدًا لتأسيس اشتراكية زراعية كاملة.

كما تم الاعتماد على الصناعات الأساسية والتجهيزية والثقيلة، حيث تركزت الخطة الخمسية الأولى (1953-1957) على استراتيجية الصناعات الثقيلة وخاصة تلك المرتبطة بالدفاع الوطني بهدف تحويل الصين من بلد زراعي متخلف اقتصاديا إلى دولة صناعية, وكان ذلك بدعم تكنولوجي وتقني وتمويلي من الاتحاد السوفيتي ولكن تلك الإستراتيجية كان بها خلل ظهر في انخفاض معدل نمو الناتج المحلي، حيث بلغ معدل النمو في عام 1953حوالي 15.6% بينما انخفض إلى 5.1% في عام 1957
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
ويرجع هذا الانخفاض في معدل النمو إلى عدم ملائمة الاستراتيجية السوفيتية المطبقة للوضع في الصين، حيث تم التركيز على الصناعات الثقيلة كالحديد والصلب وإهمال القطاع الزراعي والصناعات الخفيفة كمرحلة وسطى من مراحل التطور الصناعي مما أدى إلى إعادة بلورة أسس التنمية الاقتصادية الجديدة في الصين والقائمة على مبدأ الاعتماد على الذات لتحقيق الاشتراكية فتم اعتماد الخطة الخمسية الثانية أو ما سُمي بــ”استراتيجية القفزة الكبرى للأمام” في الفترة ( 1958-1962) ومن أهم أفكارها: تحرير طاقة الجماهير, القضاء على البيروقراطية, والاستغناء عن النماذج، وكان الدافع ورائها هو إلغاء اتفاقيات التعاون بين كلًا من الصين والاتحاد السوفيتي وتوقف المعونات السوفيتية للصين.
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
.

قامت استراتيجية القفزة الكبرى على مجموعة من المبادئ أهمها التطوير الشامل بمعنى تطوير جميع القطاعات واعتناق مبدأ اللامركزية الإدارية كتشجيع الوحدات الدنيا على اتخاذ القرارات كما تم تشكيل الكميونات شعبية The people’s Commune والتي جاءت نتيجة دمج عدد من الوحدات الاقتصادية الصغيرة تعاونيات اشتراكية كبيرة فهي نظام إداري يجمع بين النشاط الصناعي والزراعي والتعليم والثقافة، ولكن التطبيق الفعلي لهذه الاستراتيجية نجم عنه أزمة كساد كبيرة فقد كان مطلوب من الكميونات أن تسلم حوالي ثلث إنتاجها كضريبة للدولة وترك الباقي كغذاء المجمع السكنى لكل كميونة وبالرغم من حدوث جفاف في تلك الفترة إلا أن أنصار “ماو” المقربين كانوا ينقلون أخبار عن زيادة إنتاج الحبوب بأرقام كبيرة وبذلك فقد وصل الأمر لأن يدفع الكميون معظم إنتاجه كضريبة للدولة نتيجة تضخم نسبة الثلث تبعا لأرقام الإنتاج المبالغ فيها, مما أدى لانخفاض كبير في القدرة الشرائية وقلة الموارد المتاحة للإنتاج الزراعي وحدوث مجاعة في الوقت الذي كانت مخازن الحبوب في الدولة ممتلئة, قُدِّرت أعداد الوفيات نتيجة الأمراض ونقص التغذية في تلك الفترة حسب الأرقام الرسمية ما يقرب من 30مليون حالة
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!


عندما أدرك “ماو” أن استراتيجية القفزة الكبرى ليست ناجحة عمليا, تنحى عن رئاسة الجمهورية لصالح ليوشاوتشي
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
أحد قادة التنظيم الشيوعي قبل الثورة, واكتفى بكونه زعيمًا للحزب الشيوعي الحاكم.

وفى نفس العام توالت الانتقادات للاستراتيجية وسوء إدارتها خاصة من كبار قادة الحزب فقد كان الموقف السياسي متوترا نتيجة سعى الحزب لتخطى فشل تطبيقها, مما أدى لحركة تطهير ضد أعداء “ماو” خاصة من هم داخل الحزب الحاكم
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
.

انهمكت الحكومة الصينية في الفترة (1963-1966) في دراسة أسباب فشل تلك الإستراتيجية والسبيل إلى إيجاد منهج ملائم لتحقيق نمو القوى الإنتاجية مما نتج عنه انتهاج استراتيجية الثورة الثقافية
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
(1966-1976) تم خلالها تطبيق الخطتين الخمسيتين الثالثة (1966- 1970 ) والرابعة (1971- 1976 )
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!


كانت السمة الأساسية لاقتصاد الصين خلال فترة الثورة الثقافية هي الاعتماد على الذات فقد اهتمت الدولة في البداية بالحدِّ من الاستهلاك الفردي في سبيل تعزيز الاستثمار, قد تسبب هذا الاتجاه في تعطيل الاقتصاد في البداية حيث انكمش معدل نمو الناتج المحلي ب- 5.5% و -4.1% عامي1967و1968 على الترتيب لكنه عاود النمو بقوة خلال العاميين التاليين ويرجع ذلك لتعبئة الموارد الإنتاجية بالإضافة لإعادة النظام بعد إبعاد مجموعات الحرس الأحمر إلى الريف في 1968, وقد حدث زلزال كبير فى عام 1976 إلى جانب وفاة ماووإندلاع اضطرابات سياسية فى العام ذاته ، مما ادى لتراجع النمو

جدول (1) : معدلات نمو الاقتصاد الصيني خلال فترة الثورة الثقافية (1966-1976)

المصدر : قاعدة بيانات البنك الدولي

19761975197419731972197119701969196819671966العام
-1.68.72.37.93.8719.416.9-4.1-5.710.7معدل النمو الاقتصادي
انتهت الثورة الثقافية بموت ماو 1976 وتلا ذلك عامان من الصراع على السلطة إلى أن تولى دينجشياوبنج
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
سدة الحكم فدخلت الصين مرحلة جديدة من التحول فقد كانت خلال الفترة من 1949- 1978 دولة فقيرة اقتصاديًا، ولم يكن هناك وجود للاستثمار الأجنبي فيها قبل عام 1978، كما أن إسهامها في التجارة العالمية كان نسبة قليلة جداً لا تتناسب مع دولة بحجمها.
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5

2. التحرر الاقتصادي وسياسات الإصلاح (1978- 1988)

بدأت الصين في هذه الفترة بتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي وانتقلت إلى مرحلة متقدمة اقتصاديًا مختلفة عما حدث قبل 1978, فخلال انعقاد المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الصيني في نفس العام وتم الاتفاق على القيام بإصلاحات اقتصادية منها:

  • العمل على جعل الاقتصاد الصيني أكثر قدرة على التكيف مع تغيرات الاقتصاد العالمي والاندماج فيه.
  • إعادة النظر في أولويات التنمية فالقطاع الزراعي يأتي أولا يليه الصناعي فالبحث العلمي ثم الدفاع.
  • إعادة هيكلة قطاعات الإنتاج والسماح بالمشروعات الخاصة مع احتفاظ الدولة بالسيطرة على الصناعات الثقيلة والطاقة والتعدين.
  • السماح بدرجة استقلالية أكبر للمؤسسات الإدارية بعيدًا عن بيروقراطية الحزب الحاكم.
  • تشجيع القطاع السياحي.
  • السعي للانضمام للهيئات المالية والتجارية الدولية.
كما قدم دينج خلال مؤتمر الحزب الحاكم في 1982 فكرته عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
وضرورة التحول نحو “اشتراكية السوق”
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
بمعنى نظام اقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج ذات ملكية عامة, تعمل من أجل الربح في إطار اقتصاد السوق وتستخدم الأرباح في تحديد أجور العاملين, وكمصدر تمويل عام.

وكان دينج يرى أن تحصل الصين على التكنولوجيا ورؤوس الأموال التي تحتاجها الصين من أجل نهضتها، وأعلنت الصين أن الانفتاح على العالم الخارجي يعد من السياسات الرئيسية التي تتمسك بها الصين، بالإضافة إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية والتكنولوجيا المتقدمة، ودراسة التجارب الناجحة في التخطيط والإدارة الاقتصادية في الدول الأجنبية، وتشجيع مؤسسات الدولة للمشاركة في المنافسة بالأسواق العالمية وتعزيز تعميق الإصلاح الداخلي والتنمية الاقتصادية
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
.

وقد شهدت هذه الفترة بداية النهضة الاقتصادية لجمهورية الصين الشعبية وتم تحقيق العديد من الانجازات فقد وُضعت استراتيجية تنموية ملائمة لواقع الصين من ثلاث خطوات وحدد مدة زمنية قدرها 70 سنة لتحقيق أهدافها, وركز خلال الخطوة الأولى أن يتم توفير الغذاء والكساء لكافة المواطنين خلال فترة 10 سنوات ونجحوا في تحقيق هذا الهدف قبل نهاية الثمانينات وتمثلت الخطوة الثانية في مضاعفة الناتج المحلي بـــــــ4 أضعاف في نهاية القرن العشرين وقد وصل للمعدل المطلوب منتصف التسعينات، أما الخطوة الثالثة فكانت زيادة معدل دخل الفرد ليصل لنظيره في الدول متوسطة النمو عام 2050
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!


بدأت التحركات الفعلية لتحقيق رؤية دينج بالانفتاح على العالم واستقدام التكنولوجيا من الدول المتقدمة خاصة الغربية منها، فتم توقيع الصين لمعاهدة السلام والصداقة مع اليابان في عام 1978، وخلال زيارة للولايات المتحدة عام 1979 تمكن من إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة ثم تحسنت علاقة الصين تدريجيًا مع الاتحاد السوفيتي بعد انقطاع طويل، بالإضافة لتشجيع الشباب الصيني للدراسة في الخارج.

كما تم البدء في إصلاح القطاع الزراعي أولا كمدخل للتنمية فأُلغيت الكميونات الشعبية وتم توزيع الأراضي على العائلات كما أصبح مسموحا للفلاحين باختيار أنواع المحاصيل التي يرغبون بزراعتها وقد ساهمت هذه الإصلاحات في زيادة الإنتاج الزراعي بنسب كبيرة يوضح الشكل (1) إنتاج القمح في الفترة 1977-1984
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!


وقد أقرَّ الحزب الحاكم عام 1984 مجموعة من الإصلاحات تقوم على اللامركزية في إدارة المشروعات العامة خاصة فيما يتعلق بسياسات التسعير والعمالة,كما أصبح من حق المقاطعات المحلية أن يكون لها ممثلين تجاريين في الخارج وفٌتح المجال أمام إقامة المشروعات الخاصة والمشتركة مع الاستثمارات الأجنبية، وقد ساهمت الإصلاحات في كل من القطاع الزراعي والصناعي وبالإضافة لسياسات الانفتاح على العالم في دفع عجلة التنمية في الصين ورفع معدلات النمو.

وفي منتصف الثمانيات تسارع معدل النمو تزامنا مع الإصلاحات الاقتصادية إلى أن بدأت الضغوط التضخمية في الظهور عام 1988 مما دفع الرئيس لحث المسؤولين على إيجاد حل للمشكلة والقيام بإصلاحات سعرية ومواجهة العقبات التي تعترض مسيرة الإصلاح والنمو الاقتصادي, خاصة أنها أصبحت خارج السيطرة مما يتطلب سرعة تحقيق استقرار الأسعار للوصول لمعدلات تضخم مقبولة
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
المصدر : قاعدة بيانات البنك الدولي

19881987198619851984198319821981198019791978العام
11.311.78.913.615.210.895.27.87.611.9معدل النمو
12.15.14.710.251.2-0.12.33.83.61.9معدل التضخم

3. تجميد الإصلاح (1989- 1991)

أدت إجراءات الانفتاح السريع والإصلاح الاقتصادي إلى موجة من الاضطرابات وقيام واحدة من أشهر المظاهرات في ميدان تيانانمين”Tiananmen“, فارتفاع معدلات
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
وانتشار الفساد وارتفاع التوقعات بحدوث تغيير سياسي واقتصادي, ساهم في زيادة الغضب الشعبي والاحتجاجات.

وقد اضطرت الحكومة الصينية في نهاية عام 1988 إلى تجميد الإجراءات الإصلاحية للتمكن من السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة والناتجة عن سياسة التخزين التي اتبعها محتكرو السلع الناقصة، من أجل رفع أسعارها و بالتالي جنيهم لمزيد من الأرباح.

لقد كان أصحاب الأجور الثابتة كالعمال والفلاحين وصغار الموظفين أكثر المتضررين من جرَّاء موجة التضخم. وفى عام 1989 تصاعدت حدة الاعتراض الشعبي على السياسات الحكومية الصينية والتي تعارضت مع مفاهيم الديمقراطية وسعت لتقييد الحريات، مما فجر مجموعة من المظاهرات الحاشدة التي قادها مجموعة من الطلاب والعمال في الميدان الذي يُعدُّ أحد أهم ميادين العاصمة بكين اعتصم المتظاهرون لمدة 7 أسابيع في الميدان مما ساعد على انتشار موجة المظاهرات والاعتصامات إلى حوالي 400 مدينة في شتى أنحاء الصين.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
و مع مرور الوقت أدركت الحكومة الصينية أن العودة مره أخرى إلى الإصلاحات الاقتصادية والسياسية شيء لا مفر منه وخاصة بعد الهزة القوية التي شهدها الاقتصاد العالمي في عام 1991 عندما انهار الاتحاد السوفيتي.
وفي بداية عام 1992 قام دينج بزيارة بعض المناطق الاقتصادية في جنوب الصين كما أعاد التأكيد على استئناف الإصلاح الاقتصادي وأوضح أنه “لا يهم إذا كانت السياسات المتبعة اشتراكية أو رأسمالية, طالما أنها ستعزز التنمية” فالتنمية هي الثابت الوحيد الذي يجب السعي لتحقيقه أيًّا كانت نوعية السياسات المتبعة
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5

4. استئناف الإصلاح (1992- الوقت الحاضر)

بحلول عام 1992 انتهى التقشف وعادت الصين مره أخرى إلى تطبيق برامج الإصلاح مع التأكيد على تمسك الصين بالملامح الاشتراكية ودمجها قدر الإمكان بالعناصر الاقتصادية الرأسمالية التي تتوافق مع توجهات السوق العالمي التي تغيرت بشكل كبير بفعل قوى العولمة، وفي عام 1995 نجحت الصين في تحقيق الهدف الاستراتيجي التي خططت له قبل ميعاده بخمسة سنوات، حيث استطاعت أن تزيد قيمة الناتج المحلي الإجمالي أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 1980، حيث بلغ الناتج المحلي في عام 1995 حوالي 5760 مليار يوان مما شكَّل قفزة كبيرة في تاريخ التنمية الاقتصادية في الصين، كما نجحت في زيادة دخل الفرد من390 دولار إلى 7820 دولار خلال الفترة (1992-2015)

وبهذا النجاح سعت الصين بخطى واثقة في نفس العام نحو الانضمام لمنظمة التجارة العالمية وإجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية حيث بدأ التحرر الفعلي في عام 1997 مع الالتزام بتمتع الحكومة بقدر عالي من الرقابة متمثل في الحفاظ على رأسمال كافة قطاعات الدولة دون نقصان وعلى الرغم من انفجار الأزمة الآسيوية في نفس العام، إلا أن الصين كانت من ضمن الدول الأقل تضررا جراء الأزمة بفضل الفائض التجاري الذي كان لديها آنذاك، حيث بلغت قيمة الاحتياطي من العملات الأجنبية حوالي 140 مليار دولار، بالإضافة لاستمرار التدفقات الاستثمارية وانخفاض مقدار الديون قصيرة الأجل الأجنبية، حيث لم تتأثر الصين سوى بانخفاض قيمة عملات الدول المجاورة مما انعكس سلبًا على القدرة التنافسية لصادراتها إلى تلك الدول، وفي عام 2001 نجحت الصين في أن تصبح عضوًا رسميًا في منظمة التجارة العالمية وعلى الرغم من أن عضوية الصين في منظمة التجارة العالمية تضمنت الكثير من الضغوط والتضحيات من جانب الحكومة‏، إلا أن الاتفاقية المذكورة تشمل أيضًا جوانب عدة إيجابية منها استقرار العلاقات الاقتصادية الخارجية، و‏تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بشكل أفضل، ورفع معدلات النمو الاقتصادي.

في عام 2005 وبنهاية الخطة الخمسية لتلك المرحلة تحسن الهيكل الاقتصادي الصيني بشكل كبير، حيث بلغت القيمة المضافة للصناعات غير الزراعية 85.1% وحوالي 14.9% للمنتجات الزراعية، كما حدثت طفرة كبيرة في البنية التحتية من حيث تطوير شبكة الطرق ومد خطوط الغاز الطبيعي للمناطق الريفية، ذلك بالإضافة لزيادة الصادرات التكنولوجية الصينية بشكل كبير والاهتمام بجودتها وليس فقط كميتها.

استمر النمو الاقتصادي الصيني بشكل سريع، وبحلول عام 2010 وصل الناتج المحلى الإجمالي إلى 26.1 تريليون يوان بزيادة قدرها 7.5% مقارنة بعام 2005، وساعد هذا النمو الاقتصادي على وجود زيادة مستقرة في الإيرادات المالية الوطنية مما ضمن تدفق الأموال في العديد من المجالات منها التعليم والصحة والطب
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5

4. استئناف الإصلاح (1992- الوقت الحاضر)

بحلول عام 1992 انتهى التقشف وعادت الصين مره أخرى إلى تطبيق برامج الإصلاح مع التأكيد على تمسك الصين بالملامح الاشتراكية ودمجها قدر الإمكان بالعناصر الاقتصادية الرأسمالية التي تتوافق مع توجهات السوق العالمي التي تغيرت بشكل كبير بفعل قوى العولمة، وفي عام 1995 نجحت الصين في تحقيق الهدف الاستراتيجي التي خططت له قبل ميعاده بخمسة سنوات، حيث استطاعت أن تزيد قيمة الناتج المحلي الإجمالي أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 1980، حيث بلغ الناتج المحلي في عام 1995 حوالي 5760 مليار يوان مما شكَّل قفزة كبيرة في تاريخ التنمية الاقتصادية في الصين، كما نجحت في زيادة دخل الفرد من390 دولار إلى 7820 دولار خلال الفترة (1992-2015)

وبهذا النجاح سعت الصين بخطى واثقة في نفس العام نحو الانضمام لمنظمة التجارة العالمية وإجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية حيث بدأ التحرر الفعلي في عام 1997 مع الالتزام بتمتع الحكومة بقدر عالي من الرقابة متمثل في الحفاظ على رأسمال كافة قطاعات الدولة دون نقصان وعلى الرغم من انفجار الأزمة الآسيوية في نفس العام، إلا أن الصين كانت من ضمن الدول الأقل تضررا جراء الأزمة بفضل الفائض التجاري الذي كان لديها آنذاك، حيث بلغت قيمة الاحتياطي من العملات الأجنبية حوالي 140 مليار دولار، بالإضافة لاستمرار التدفقات الاستثمارية وانخفاض مقدار الديون قصيرة الأجل الأجنبية، حيث لم تتأثر الصين سوى بانخفاض قيمة عملات الدول المجاورة مما انعكس سلبًا على القدرة التنافسية لصادراتها إلى تلك الدول، وفي عام 2001 نجحت الصين في أن تصبح عضوًا رسميًا في منظمة التجارة العالمية وعلى الرغم من أن عضوية الصين في منظمة التجارة العالمية تضمنت الكثير من الضغوط والتضحيات من جانب الحكومة‏، إلا أن الاتفاقية المذكورة تشمل أيضًا جوانب عدة إيجابية منها استقرار العلاقات الاقتصادية الخارجية، و‏تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بشكل أفضل، ورفع معدلات النمو الاقتصادي.

في عام 2005 وبنهاية الخطة الخمسية لتلك المرحلة تحسن الهيكل الاقتصادي الصيني بشكل كبير، حيث بلغت القيمة المضافة للصناعات غير الزراعية 85.1% وحوالي 14.9% للمنتجات الزراعية، كما حدثت طفرة كبيرة في البنية التحتية من حيث تطوير شبكة الطرق ومد خطوط الغاز الطبيعي للمناطق الريفية، ذلك بالإضافة لزيادة الصادرات التكنولوجية الصينية بشكل كبير والاهتمام بجودتها وليس فقط كميتها.

استمر النمو الاقتصادي الصيني بشكل سريع، وبحلول عام 2010 وصل الناتج المحلى الإجمالي إلى 26.1 تريليون يوان بزيادة قدرها 7.5% مقارنة بعام 2005، وساعد هذا النمو الاقتصادي على وجود زيادة مستقرة في الإيرادات المالية الوطنية مما ضمن تدفق الأموال في العديد من المجالات منها التعليم والصحة والطب
معدل نمو الاقتصاد الصيني

المصدر : من إعداد الباحثتين اعتمادًا على بيانات البنك الدولي.
قامت الصين في عام 2008 باستضافة دورة الألعاب الأوليمبية بما ساعد على تنشيط الاقتصاد على الرغم من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية آنذاك، كما قامت الصين في عام 2010 باستضافة معرض إكسبو العالمي في شنغهاى مما أدى إلى زيادة نفوذ وقوة تأثير الاقتصاد الصيني في العالم.
كما ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلى إلى ما يقارب 8000 دولار أمريكي عام 2015 مما وبذلك تصبح الصين ضمن الشريحة العليا للدول ذات الدخل المتوسط عالميًا.
متوسط نصيب الفرد من الناتج الاجمالي في الصين

المصدر : من إعداد الباحثتين اعتمادا على بيانات البنك الدولي
شهد الاقتصاد الصيني تراجعًا ملحوظًا في الفترة ما بين عامي (2011-2015)، حيث بلغ معدل النمو في عام 2015 حوالي 6.9% محققًا تراجعًا عن عام 2014 والذي بلغ فيه معدل النمو 7.3% وبذلك تسجل الصين أبطأ نمو اقتصادي منذ 25 عامًا
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
.​
يرجع التباطؤ في الاقتصاد الصيني إلى النمو الاستثنائي للاقتصاد خلال الثلاثة عقود الماضية، فمن الطبيعي جدًا أن يتراجع النمو، ذلك بالإضافة إلى ارتفاع نسبة المسنين، واستقرار معدلات الاستثمار الذي أصبح يُشكِّل حوالي 49% من إجمالي الناتج المحلي، كما لا يمكن تغافل انخفاض أسعار الأسهم الصينية وتراجع قيمة الأوراق المالية.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
تم إنجاز البحث بمشاركة الباحثة :
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

هوامش​

 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5
شركات عالمية باعت روحها للشيطان " النفوذ الصيني "

شركات عالمية وبنوك أمريكية كبرى تساند الصين وتحميها
النفوذ الصيني تجاوز عالم المال وسيطر على شركات التكنولوجيا .

شركة أبل ضحت بكل شعاراتها في سبيل إرضاء الصين
الصين اخترقت وسائل إعلام عالمية لتلميع صورتها
ما بين الخفايا والأكاذيب حول فيروس كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من أربعة ملايين شخص، ومعاملتها لمسلمي الإيغور، واستيلائها على هونغ كونغ والموقف العدواني من تايوان والتبت، تلطخت صورة الصين في جميع أنحاء العالم.

وبينما تستخدم بكين ذراعها الدبلوماسي والاستراتيجية الكلاسيكية في العلاقات العامة ، فإنها تستخدم أيضًا قوتها الاقتصادية الهائلة، وبحكم الأمر الواقع، كلفت الصين الشركات الغربية بممارسة الضغوط لصالحها بالمجان.

تريد الصين من قادة الأعمال الأمريكيين الدفاع عن قضيتها، وفي مكالمة فيديو في ديسمبر من العام 2020، حث وزير الخارجية الصيني وانغ يي رؤساء الشركات الأمريكية مثل جنرال موتورز وكاتربيلر وكوالكوم على “تحقيق انتقال سلس للعلاقات الصينية الأمريكية”.

شركات عالمية وبنوك أمريكية كبرى تساند الصين وتحميها
وقد نجح الأمر، فعلى سبيل المثال، ضغطت كوكا كولا وأبل ونايكي ضد قانون الإيغور لمنع العمل الجبري، الذي يفرض مزيدًا من الشفافية في سلسلة التوريد ويحظر المنتجات المصنوعة عبر العمل القسري في شينجيانغ.

ما كان من القطاع المالي الغربي إلى أن أسرع لتبرئة الصين في مقابل إمكانية الدخول إلى سوق يضم 1.4 مليار شخص، وتتولى شركة غولدمان ساكس القوية زمام المبادرة في الانغماس في الصين، وتحقق شركة وايت شوفي نيويورك تقدمًا غير مسبوق في الصين في العام 2021 حيث زادت لعديد موظفيها أكثر من 300 عاملًا في الصين وهونغ كونغ بالإضافة إلى عشرات المصرفيين الاستثماريين.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل يكمن لب الموضوع في أن بنك جولدمان ساكس قد حصل على موافقة أولية من بكين لتأسيس شركة لإدارة الثروات مع أحد أكبر البنوك في الصين، وفي ضوء النفوذ السياسي الهائل الذي يتمتع به بنك غولدمان ساكس في واشنطن، من المرجح أن تضغط الشركة بقوة نيابة عن الصين مع كل من إدارة بايدن والكونغرس الأمريكي.

ليس غولدمان ساكس وحده من يقدم على هكذا خطوات. من جهتهم، أرسل مقرضون عالميون آخرون مليارات من السيولة النقدية الجديدة إلى الصين في العام 2020، وتشهد البنوك الغربية حملة توظيف وتزايد في الطموحات.

في هذا الصدد، علق بنك كريدي سويس بأنه يسعى إلى مضاعفة قوته العاملة ثلاث مرات في الصين. كما ويسعى كل من مورغان ستانلي وجي بي مورغان للسيطرة الكاملة على مشروع الأوراق المالية الصيني الذي من شأنه أن يسمح لهما بتحديد الاتجاه واستخدام رأس المال بشكل أفضل.

كانت العلاقة الطيبة بين الحزب الشيوعي الصيني و”وول ستريت” تسير على ما يرام إلى حين وجه الرئيس شي ضربة مذلة لها عندما تم سحق الاكتتاب العام الجديد ديدي، المعروف أيضًا باسم أوبر الصينية. بعد أيام قليلة من تسليم المستثمرين الأمريكيين مليارات للاكتتاب، أصدر المنظمون الصينيون تعليمات لمتاجر التطبيقات بحذف تطبيق ديدي وإلى ديدي بالتوقف عن تسجيل أي مستخدمين جدد.

مع أن الضرر الذي لحق بـ وول ستريت كبير، إلا أنه لا يبدو بالسبب الكافي للبنوك الكبرى والشركات المالية للامتناع عن التوسع في السوق الصينية المحتملة والمربحة للغاية.

شركة أبل سلمت نفسها للصين طواعية :

لا تقدم الشركات المالية الغربية وحدها على بيع أرواحها مقابل الحصول على أعمال من الصين. وادي السيليكون وقطاع التكنولوجيا انضما إلى الركب كذلك، حيث تتفوق شركة أبل على غيرها في الدفاع عن مصالح الصين، ويتجلى هذا الأمر من خلال حقيقتين: تقوم شركة أبل الآن بتجميع منتجاتها كلها تقريبًا في الصين وتنتج 20٪ من مبيعاتها هناك.

وفي تحد للاتجاه المتمثل في تقليل الاعتماد على الصين، زادت الشركة اعتمادها على الموردين الصينيين، فحوالي ثلث الشركات التي أضافتها أبل إلى قائمة مورديها في السنوات الثلاثة الماضية هي من الصين. نظرًا لأهمية الصين للشركة، فقد ضغطت الحكومة الصينية على الشركة لتقديم تنازلات.

في حين أن القانون الأمريكي يحظر منذ فترة طويلة شركة أبل من تسليم البيانات إلى الصين ، إلا أن الشركة أنشأت ترتيبًا قانونيًا مع بكين يلتف على القوانين الأمريكية ويسمح لها بتخزين بيانات العملاء على خوادم الحكومة الصينية.

بالواقع، يتحكم موظفو الحكومة الصينية في مركز البيانات ويديرونه، ووافقت أبل على تخزين المفاتيح الرقمية التي تكشف عن معلومات عملائها الصينيين في مراكز البيانات تلك وتخلت عن تقنية التشفير التي تستخدمها في جميع مراكز البيانات الأخرى في العالم بعد أن رفضتها الصين.

باختصار، لا تواجه أبل سوى مشكلات تتعلق بخصوصية عملائها عندما لا تكون في الصين، فتسليم معلومات هامة حول إرهابيين إلى سلطات إنفاذ القانون الأمريكية هو أمر غير مقبول ولكن السماح للصين بالوصول إلى كل مستخدم صيني لا ضير فيه. هذا واحد من تنازلات كثيرة قدمتها شركة آبل لبكين.

منذ العام 2017، اختفى ما يقرب من 20 ألف تطبيق من تطبيقات أبل في الصين بما في ذلك منافذ الأخبار الأجنبية وخدمات المواعدة للمثليين وتطبيقات المراسلة المشفرة، كما وحظرت الشركة أدوات تنظيم الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية وتجاوز قيود الإنترنت بالإضافة إلى تطبيقات حول الدالاي لاما.

وتدرب أبل مراجعي تطبيقاتها وتستخدم برامج خاصة لفحص التطبيقات بحثًا عن أي ذكر لموضوعات تعتبرها أبل محظورة في الصين بما في ذلك ساحة تيانانمن والحركة الروحية فالون غونغ والدالاي لاما واستقلال التبت وتايوان. من ثم ترفض هذه التطبيقات.

جوجل ومايكروسوفت وحتى أمازون يتسابقون للصين ..

استمر عمالقة التكنولوجيا الأمريكيون الآخرون مثل جوجل من خلال شركتها الفرعية يوتيوب بحذف التعليقات التي تنتقد الحزب الشيوعي الصيني لمدة ستة أشهر في العام 2020. عندما اكتشف الأمر، ادعى موقع يوتيوب أنه كان “خطأ” ينوي التحقيق فيه، تساعد زووم التي أسسها مواطن صيني النظام الشيوعي الصيني أيضًا في إسكات خصومه. كمثال، أغلقت حسابًا أمريكيًا لنشطاء اجتمعوا لإحياء ذكرى حملة القمع التي شنتها الصين في ساحة تيانانمن.

يواجه موقع لينكد إن المملوك لشركة مايكروسوفت ضغوطًا من كبار أعضاء البرلمان والأكاديميين البريطانيين لوقف التذلل لبكين من خلال فرض الرقابة على المستخدمين الذين ينتقدون الصين. أدت الإشارات إلى تيانانمن وانتقاد الحزب الشيوعي الصيني ودعم الأويغور وهونغ كونغ وتايوان والتبت إلى حظر حسابات على الموقع.

أمازون عملاق تقني آخر يفضل الصين أيضًا وتعارض صراحةً اقتراحًا يحظى بدعم من الحزبين في التشريعات المتعلقة بالصين عبر مجلس الشيوخ الأمريكي. يتضمن إجراءً لطلب وضع علامة تدل على بلد المنشأ للسلع المباعة عبر الإنترنت وهو أمر تود أمازون تجنبه بأي ثمن.

مثال واضح آخر على شركة تكنولوجيا تمارس الضغط لصالح الصين هي شركة الاتصالات السويدية العملاقة إريكسون التي استفادت إلى حد كبير من زوال هواوي في سوق شبكات الجيل الخامس، ومع ذلك، قام الرئيس التنفيذي للشركة في خلال الأشهر القليلة الماضية بحملة ضغط لصالح هواوي.

وتهدد الصين بالانتقام من شركة إريكسون لأنها تدير مصنعًا كبيرًا هناك وتحصل على 8٪ من مبيعاتها في الصين، ولا تأتي تهديدات بكين من فراغ فقد انخفضت مبيعات إريكسون في الصين بمقدار 209 ملايين جنيه إسترليني في الأشهر الثلاثة الماضية أي انخفاض قدره 60٪ تقريبًا على أساس سنوي،على الرغم من زيادة مبيعاتها العالمية بنسبة 8٪.

اختراق الصين وصل إلى وسائل إعلام عالمية :

أخيرًا وليس آخرًا، اخترقت الصين وسائل الإعلام الغربية أيضأ. دفعت وسائل الدعاية الصينية ملايين الدولارات للصحف والمجلات المؤثر بما في ذلك مجلة تايم ولوس أنجلوس تايمز وفايننشال تايمز وفورين بوليسي وشيكاغو تريبيون وهيوستن كرونيكل بين وغيرها.

من وول ستريت والبنوك الكبيرة إلى قطاع التكنولوجيا، عثر النظام الصيني لنفسه على حلفاء أقوياء يدافعون عن مصالح بكين لا سيما عبر صرف النظر عن أي تعليق سلبي بشأن الصين. مع قوة هذه الشركات متعددة الجنسيات الكبيرة التي تنافس قوة الدول نفسها، كيف نتأكد من أننا نحمي مصالحنا الوطنية؟

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة النشر الألمانية الكبيرة أكسل سبرينغر ماتياس دوبفنر إنه عند الدعوة إلى انفصال حاسم عن الصين ، “هل يجب أن نسمح لرأسمالية الدولة لقوة عالمية شمولية بالاستمرار في التسلل أو حتى الاستيلاء على الصناعات الرئيسية؟”.

في مارس ، وصفت روسيا والصين بلديهما بأنهما يقفان متعاضدين ، وفي يونيو ، أشاد زعماء روسيا والصين بالعلاقات الوثيقة بشكل متزايد بين بلديهم وأعلنوا تمديد معاهدة صداقة عمرها 20 عامًا. في الواقع ، هذا ميثاق عدم اعتداء أكثر من كونه تحالفًا عسكريًا. في يوليو ، استخدم وزير الخارجية الصيني وانغ لي عبارة مختلفة لوصف شراكتهما: “ليس تحالفًا ، ولكن أفضل من الحلفاء”.

على الرغم من أن المسؤولين من كلا البلدين يؤكدون أن العلاقات بين روسيا والصين قوية ، إلا أنها لا تزال بعيدة عن الكمال. في الواقع ، هناك عدم ثقة تاريخي هائل بين البلدين حيث تعتقد روسيا أن الصين تريد غزو سيبيريا والصين معتقدة أن روسيا الشرقية ملكها. كما أن انتقال الصين إلى منطقة نفوذ روسيا في آسيا الوسطى يثير مخاوف موسكو.

مناطق النفوذ تشكل ملفا شائكا للعلاقة بين موسكو وبكين
في مناطق مثل آسيا الوسطى ، تحقق موسكو وبكين توازنًا غير مستقر حيث تبني مبادرة “حزام واحد ، طريق واحد” الصينية بهدوء نفوذها في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة التي لا تزال روسيا تعتبرها ساحتها الخلفية.

أحد الملفات الشائكة بين الجارتين هو صداقة الصين المتنامية مع أوكرانيا ، العدو اللدود لموسكو الآن.

في الواقع ، أثبتت الصين نفسها في أوكرانيا بهدوء كأكبر مستثمر أجنبي في البلاد حتى مع تفاقم المواجهة بين أوكرانيا وروسيا. ولإثبات ذلك ، أبرمت الصين صفقات لتوصيل اللقاحات والبنية التحتية إلى أوكرانيا.

في 4 يوليو ، وقعت الصين وأوكرانيا اتفاقًا مشتركًا للبنية التحتية يلزم بكين بإعادة بناء الموانئ والسكك الحديدية وغيرها من الخدمات الأساسية في جميع أنحاء البلاد.

كانت بكين أيضًا مزودًا رئيسيًا للقاحات الصينية لأوكرانيا خلال جائحة Covid-19 ، حتى عندما رفضت السلطات الأوكرانية السماح بدخول اللقاحات الروسية. تعد أوكرانيا أيضًا موردًا مهمًا للمحركات النفاثة للجيش الصيني ، الذي يشتري أيضًا من روسيا.

الحديث عن الأسلحة:

نقلت روسيا أكثر من خمسمائة طائرة إلى الصين منذ عام 1990. وشملت هذه الطائرات النقل العسكري الكبير ، وطائرات الإنذار المبكر ، وطائرات التزود بالوقود ، والطائرات الهجومية ، والمقاتلات الاعتراضية. علاوة على ذلك ، من 2016 إلى 2020 ، كان 77٪ من إجمالي واردات الصين من الأسلحة من روسيا.

كفة القوة ترجح لصالح الصين في العلاقة مع روسيا
وبينما يبدو أن لروسيا اليد العليا في قطاع الأسلحة ، فإن الصين ، التي تنسخ التصميمات الروسية في الغالب ، كانت تصنع على نطاق واسع لتصبح ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة. هذا هو المثال المثالي لكيفية كون روسيا ، حتى في القطاعات التي يُفترض أنها مهيمنة مثل التسلح ، هي أضعف طرف في تلك العلاقة.

أيضًا ، تعتمد موسكو بشكل كبير على بكين في حين أن العكس بعيد كل البعد عن الحقيقة: في الواقع ، كانت الصين أكبر شريك تجاري لروسيا منذ عام 2012 ، في حين أن روسيا ليست حتى في المراكز العشرة الأولى في الصين.

القضية الكبيرة التي من شأنها أن تضعف الحماس الحالي هي المنافسة الجارية من حيث مجالات التأثير. كما ذكرنا سابقًا ، حلت الصين محل روسيا باعتبارها الدولة الأكثر نفوذاً في آسيا الوسطى. هناك حالة شديدة الدلالة تظهر أن بكين لا تخجل من تعزيز مصالحها في الاتحاد السوفيتي السابق ، وهي حالة عالم بارز أدين في إستونيا بتهمة التجسس لصالح الصين. هذه القضية جزء من اتجاه طويل ومقلق لمحاولة الصين التسلل إلى المؤسسات الأوروبية ، وفي بعض الحالات تحل محل روسيا.

تنافس واسع في كافة أنحاء العالم :

جغرافيًا ، تتنافس الدولتان أساسًا في كل مكان في العالم ، بين إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وحتى القطب الشمالي.

في إفريقيا ، كانت روسيا تدفع مؤخرًا ، وحققت نتائج جيدة في 13 دولة ، وحصلت على امتياز الوصول إلى الموارد الطبيعية، فإن الصين غير راضية عن ذلك لأن وجود بكين الضخم في القارة الأفريقية مرتبط بالصدفة بالموارد الطبيعية.

من بين الأماكن التي كانت المنافسة فيها شديدة ، جمهورية إفريقيا الوسطى حيث أثبتت روسيا مؤخرًا وجودًا مكثفًا. ثم في الشرق الأوسط ، تنشط روسيا والصين بشكل كبير في سوريا التي مزقتها الحرب. ومن المثير للاهتمام ، أن القائد العسكري الأمريكي الأعلى للعمليات في الشرق الأوسط قدّر أن النفوذ الاقتصادي الصيني في الشرق الأوسط قد يشكل يومًا ما في المنطقة تحديًا أكبر للمصالح الاستراتيجية الأمريكية من روسيا.


في أمريكا اللاتينية ، تعتبر حالة فنزويلا جديرة بالملاحظة أيضًا. في الواقع ، استثمرت كل من روسيا والصين بكثافة في فنزويلا وتراقبان بحذر الاضطرابات السياسية هناك. على مدار العقد المنتهي في عام 2016 ، أقرضت بكين فنزويلا حوالي 62 مليار دولار بينما منحت موسكو في السنوات العديدة الماضية فنزويلا 17 مليار دولار في شكل قروض واستثمارات.

على الرغم مما يدعوه معظم النقاد والعناوين ، فإن العلاقة بين روسيا والصين ليست وردية. أولا كلا البلدين لا يثق في بعضهما البعض. ثانياً ، إنها ليست علاقة بين أنداد لأن الصين قوة اقتصادية أكبر بكثير. ثالثًا ، كلاهما يتنافسان ضد بعضهما البعض حول العالم ؛ رابعًا ، إنه تحالف انتهازي له علاقة كبيرة بالوقوف في وجه أمريكا، حيث يفسر التقاء العوامل هذا سبب احتمال أن يصطدم المسار بين بكين وموسكو بحواجز طرق رئيسية.

* تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن .

#كبيتال_للاستشارات
 

مرمبتاح

عضو مميز
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
5,018
مستوى التفاعل
17,228
المستوي
5
الرتب
5

نهضة فكبوة فمعجزة.. كيف عادت الصين لتصبح قوة عظمى بعد إذلالها​

لكن في المقابل، تتضح نظرة أخرى قدمها عالم الاقتصاد والاجتماع البريطاني جون هوبسون، في
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
«الأصول الشرقية للنهضة الغربية»، الذي ضم مسحًا تاريخيًا للاقتصاد العالمي خلال الفترة بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر الميلادي، كاشفًا عن مدى تفوق الصين الاقتصادي والتكنولوجي على الحضارة الغربية، قبل غزوها وتراجعها في القرن التاسع عشر.

يخبرنا هوبسون أن قوة الصين التكنولوجية العالمية آنذاك، مهدت الطريق لبروز الغرب، وجعلت من نهضته أمرًا ممكنًا، وأن الغرب لم يكن ليتمكن من الانتقال إلى الاقتصادات الرأسمالية والإمبريالية الحديثة، إلا بعد استعارة واستيعاب الابتكارات الصينية. فما هو الدور المهيمن الذي لعبته الصين في الاقتصاد العالمي

يستعرض هوبسون في كتابه ثروة من المؤشرات في صورة مقارنة منهجية، توضح مدى التفوق الاقتصادي العالمي للصين على الغرب، وخاصة إنجلترا. منها على سبيل المثال لا الحصر، أن الصين كانت أكبر منتج للصلب في العالم في بداية عام 1078، بإنتاج بلغ 125 ألف طن، في الوقت الذي كان فيه إنتاج بريطانيا 76 ألف طن عام 1788. كذلك، تصدرت الصين ريادة العالم في الابتكارات التقنية في صناعة المنسوجات، وذلك قبل سبعة قرون من ثورة المنسوجات في بريطانيا في
إليكم المقال كاملا

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن

أعلى أسفل