كشفت وسائل إعلام ألمانية، أن صديق بوتين الألماني، المستشار السابق، غيرهارد شرودر وصل إلى موسكو لإجراء محادثات حول سياسة الطاقة، حيث تعيش ألمانيا في أوج أزمة طاقة نتيجة خفض الواردات الروسية على إثر الحرب الأوكرانية، بينما تراقب الدول الأوروبية فيما إذا كانت برلين أرسلته بطلبٍ ما.
صديق بوتين الألماني في موسكو
ونقلت المجلة الألمانية “دير شبيغل” أمس الثلاثاء، عن مصادر وأقارب للسياسي، الذي كان مستشاراً لألمانيا في الفترة من 1998 وحتى 2005، أن الموضوع الرئيسي للمفاوضات في العاصمة الروسية سيكون إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب “السيل الشمالي-1”.
صديق بوتين الألماني يزوره في موسكو والدول الأوروبية تراقب برلين خوفاً من “خيانة”
وأكدت زوجة المستشار الألماني السابق، سيو يون كيم شرودر، للمجلة الألمانية، أن الغرض من الزيارة هو التفاوض حول الطاقة، بينما صرح المستشار السابق نفسه للصحفيين في موسكو إنه بالعاصمة الروسية بغرض السياحة.
بدوره، أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، للصحفيين اليوم، أن شرودر موجود بالفعل في موسكو، وأضاف، أنه لم يتم تحديد موعد لقاء بينه والرئيس الروسي، لكن بيسكوف لم يستبعد حدوث اتصالات بين الجانبين.
وكانت آخر مرة زار فيها المستشار الألماني الأسبق بشكل رسمي موسكو في مارس الماضي لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في أوكرانيا.
الحكومة الألمانية تعلّق
نائبة الممثل الرسمي للحكومة الألمانية، كريستيان هوفمان، أكدت في إفادة صحفية لوسائل إعلام، أن زيارة المستشار السابق، غيرهارد شرودر، إلى موسكو لم تتم مناقشتها مع الحكومة، بما في ذلك مع مكتب المستشار، أولاف شولتس.
وقالت هوفمان في رد على سؤال عما إذا كانت رحلة شرودر تمت بالتنسيق مع مكتب المستشار الألماني.: “لم يتم تنسيق الرحلة. هذه مسألة شخصية للسيد شرودر”.
أزمة خط السيل الشمالي
انخفض ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر مسار “السيل الشمالي-1” اليوم بنحو مرتين، مقارنة بالمستوى الذي كان عليه أمس الثلاثاء، وذلك وفقاً لبيانات شركة “نورد ستريم” المشغلة لخط الأنابيب.
وبحسب بيانات الشركة، “فقد انخفضت الإمدادات ابتداءً من الساعة 10:00 بتوقيت موسكو الأربعاء إلى مستوى 1.3 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل أقل من 20% للسعة التمريرية القصوى للأنبوب”.
وفي منتصف حزيران/يونيو الماضي، قلصت شركة الطاقة الروسية إمدادات الغاز الطبيعي عبر هذا المسار إلى حوالي 40% من استطاعة الأنبوب، بسبب عدم إعادة توربين “سيمنس” من كندا والذي هو مخصص لمحطة الضغط بورتوفايا في خط الأنابيب “السيل الشمالي-1”.
وفي مطلع تموز/يوليو الجاري وافقت كندا على إرسال التوربين إلى ألمانيا بهدف نقله إلى روسيا، وفي 21 تموز/يوليو الجاري استأنف السيل الشمالي-1 العمل بعد أعمال صيانة مخطط لها، إلا أن “غازبروم” أعلنت في الـ25 من الشهر الجاري أنها أوقفت تشغيل توربين آخر لضرورة الصيانة، ونتيجة ذلك سيتم انطلاقاً من اليوم تقليص الإمدادات.
وترى ألمانيا أن روسيا تضع حججاً بصيانة خط الغاز بهدف الضغط على أوروبا بملف الطاقة الشائك بين الطرفين، حيث تحاول الدول الأوروبية الابتعاد كليّاً عن الاعتماد على الغاز الروسي بأقرب وقت.
وفي وقت سابق، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الوضع المرتبط بمسار خط السيل الشمالي-1 يعود إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، حسب وصفه.
خيارات الرد على روسيا
أمس وافقت دول الاتحاد الأوروبي على خطة تهدف لتوفير 15% من استهلاك الغاز اعتباراً من آب/أغسطس المقبل وحتى نهاية آذار/مارس العام القادم، استعداداً لفصل الشتاء المقبل، والذي يمكن أن يكون أصعب الفصول التي تمر على أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز.
وبينما يواجه العديد من دول الاتحاد الأوروبي بالفعل انخفاضاً في الإمدادات الروسية، يحث الاتحاد الدول الأعضاء على توفير الغاز وتخزينه لفصل الشتاء، خشية أن توقف روسيا التدفقات بالكامل رداً على العقوبات الغربية بسبب حربها مع أوكرانيا.
وذكرت مجلة إيكونوميست أن قادة الاتحاد يريدون أن يضمنوا ألا يؤدي نقص الغاز الروسي إلى ترك المنازل دون تدفئة أو إغلاق المصانع.
وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن الاتفاق سيُظهر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن أوروبا لاتزال موحدة في مواجهة تخفيضات الغاز الأخيرة من قبل موسكو.
وذكر بيان، صدر الثلاثاء عن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، أن “نظام المجلس يتوقع احتمال إطلاق “تحذير الاتحاد” بشأن أمن الإمدادات، وهو ما يعني انخفاض الطلب على الغاز من روسيا التي تستخدم بشكل متواصل إمدادات الغاز كسلاح”.
وتشير مجلة إيكونوميست إلى أنه سيتعين على الكتلة إثبات قدرتها على التماسك عندما يكون الوقت عصيباً، في فصل الشتاء القادم، “وستحتاج ألمانيا على وجه الخصوص إلى إظهار التضامن مع الدول الأعضاء الأخرى”.