كلما زاد الخلاف كلما كان الطريق مفروش لترمب الى البيت الابيض سهلامحلل سياسي أمريكى يعلق على أسباب سعي ولاية تكساس للانفصال عن الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 31.01.2024 | 07:42 GMT
AP
قال المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي في حديث لـ RT، إن ما يحدث في ولاية تكساس بخصوص الانفصال عن الولايات المتحدة، هو ردود أفعال من حاكم الولاية غريغ أبوت.
وأضاف المحلل أن تكساس تتضررت من دخول المهاجرين غير الشرعيين خاصة من متنزه يتبع للحكومة الفدرالية في الولاية اسمه شلبي بارك، وهو متاخم للحدود المكسيكية، مشيرا إلى أن الحكومة الفدرالية تغض الطرف عن هؤلاء المهاجرين، مما دفع حاكم تكساس غريغ أبوت للتدخل وفرض سيطرته على المنتزه وضمه إلى الولاية، ثم قام بإنشاء أسوار وأسلاك شائكة لمنع دخول المهاجرين.
وأوضح المحلل أن الموضوع تطور، ورفع إلى محكمة الاستئناف، التى حكمت بأحقية ولاية تكساس في هذا الأمر، وتم الطعن في المحكمة العليا، التي أصدرت قرارا بإلغاء الحكم بصفة طارئة، وأعطت الحق للحكومة الفدرالية لتقوم بإزالة الأسلاك الشائكة التي أقامتها ولاية تكساس على الحدود مع المكسيك، ما آثار حفيظة حاكم ولاية تكساس، وصرح بأنه سيقاوم هذا الأمربكل ما يملك من قوة.
وقال المحلل إن بعض ولايات الجنوب، وهي ليست بالولايات البسيطة أو القليلة، تقريبا أكثر من 20 ولاية، يناصرون ما قام به حاكم ولاية تكساس وأغلبهم من الولايات الجمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن هذا لا يعني أن هناك اتفاقا بين الولايات على الدعم المسبق لانفصال لتكساس الذي يشيرون إليه باسم "تكسيت" "texexit" على وزن "بريكست" "brexit" وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فتكسيت تعني خروج تكساس من الاتحاد الفدرالي الأمريكي، وهذه حركة قديمة زعيمها دانيل ميلر، أنشأها في عام 1996، وأطلق الحملة لخروج تكساس وانفصالها عن الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المحلل إن الموضوع ليس وليد أحداث هذه الأيام، حيث كانت هناك حملة قام بها دانيل ميلر من أجل الانفصال سابقا، مشيرا إلى أن الموضوع أثير أيضا بالنسبة لولاية نيويورك، عندما حاول دونالد ترامب أن يجبر حاكم نيويورك على الإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا، فرفض الحاكم في ذلك الوقت هذا الأمر وعندما اشتعل الخلاف بينهما، هدد الحاكم بأن تنفصل نيويورك عن الاتحاد الأمريكي.
ولفت المحلل النظر إلى أن موضوع الانفصال هو موضوع يثار دائما عندما يكون فيه تغول من الحكومة الفدرالية على الولاية ثم دساتير الولايات، فكل ولاية لها دستورها الخاص ولها مجلسها التشريعى بضافتيه النواب والشيوخ، ولها قوانينها الداخلية التي تحكم الولاية، ولها شرطة المدن والمقاطعات للولاية نفسها علاوة على ان للولاية نفسها ما يقارب 267 ميليشيا عسكريه مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية، تملك الأسلحة الثقيلة ومتوسطة الثقيل والخفيف وتملك الطائرات الهليكوبتر، لكن لا تملك الطائرات النفاثة والمقاتلات.
وأكد الخبير أنه لن يتم تطبيق نصوص الدساتير لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع هذا الأمر بمنتهى العنف، ولو تم هذا الأمر لن تكون هنالك حرب أهلية سوف يكون هناك سحق لهذه العملية وهذا التمرد، وهذا لا يخالف أبدا الدستور الأمريكي بأن الجيش الأمريكي لا يقدر على الانتشار على الأراضي الأمريكية، لأنه عندما تنفصل ولاية تكساس ستصبح أراض غير أمريكية فيجوز للجيش الأمريكي أن ينتشر فيها ويقوم بعمليات عسكريه للقضاء على هذا التمرد.
وأضاف أن هذا لن يتم وهذا التهديد قائم منذ أكثر من 40 عام وهذه الحركة متواجده فلن يكون هناك حرب أهلية ولن يكون هناك انهيار للاتحاد في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن الحرب الأهلية فهي قيد شرارة، ليست خروج تكساس بل لو تم منع ترامب من دخول انتخابات 2042 أو اغتياله، حينها ستكون هناك حرب أهلية، وقال إن عدد قطع السلاح فى الولايات المتحدة الأمريكية جاوز أربعة مائة ألف سلاح متمركزة فى ولايات الجنوب والغرب بعد كانت قبل 2024 ثلاثه مائة وعشرون مليون سلاح من 2020 إلى 2024، اليوم زادت ثمانين مليون قطعة سلاح، فالمواطنين في ولاية الجنوب والجنوب الغربي يحشدون الأسلحة والذخائر تحسبا للجبهة عندما تكون هناك حرب أهلية.
المصدر:
من الصعب الانفصال وان كان من المستحيلفي الطريق إلى الطلاق.. "دعونا نصلي من أجل تكساس"!
تاريخ النشر: 01.02.2024 | 05:56 GMT
AP
انفصلت تكساس عن الولايات المتحدة في 1 نوفمبر عام 1861 خلال الحرب الأهلية الأمريكية التي استمرت بين عامي 1861 – 1865"، وكانت محصلتها 600 ألف قتيل و400 ألف مفقود.
ذكرى هذا الحدث تمر هذا العام مع اشتداد التوتر بين السلطات المحلية والسلطات الفدرالية والمتواصل منذ سنوات بشأن الهجرة المتصاعدة من المكسيك المجاورة، حيث تجاهلت سلطات الولاية أمرا صادرا عن المحكمة العليا الأمريكية بإزالة أسلاك شائكة كانت مدت على الحدود مع المكسيك، ما أشاع تخوفات من احتمال اندلاع حرب أهلية إذا حاولت السلطات الفدرالية في واشنطن إجبار تكساس بالقوة على الامتثال لقرار المحكمة.
حاكم تكساس غريغ أبوت بدوره رد بإعطاء أمر للحرس الوطني في ولاية تكساس بالدفاع عن سياج الأسلاك الشائكة لبذي كانت السلطات المحلية قد أقامته على قسم من الحدود مع المكسيك، مشيرا إلى إن مسألة دفاع الولاية عن النفس هي من سيلغي قرار المحكمة العليا.
ملابسات انفصال تكساس قبل 163 عاما:
تكساس في ذلك العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية الأمريكية كانت آخر ولايات الجنوب السبع التي انفصلت، حدث ذلك بعد الاصطدام بحاكمها سام هيوستن الذي عارض الانفصال ورفض الدعوة إلى مؤتمر بهذا الشأن في أعقاب انتخاب الرئيس أبرهام لينكولن، إلا أن مجموعة من الانفصاليين أصرت على موقفها ودعت إلى إجراء انتخابات، وفي جلسة خاصة للهيئة التشريعية تمت الموافقة على الفكرة. الانتخابات جرت حينها بالفعل على مدى أيام، وفي أواخر يناير، اجتمع المؤتمر في عاصمة الولاية أوستن، حيث صوت المجتمعون في 1 فبراير، بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال، 166 صوتا مقابل 8.
الخطير في أمر التوتر الحالي بين السلطات المحلية في تكساس والسلطة المركزية الاتحادية في واشنطن، أن 25 حاكما ينتمون إلى الحزب الجمهوري وقعوا خطابا دعموا فيه موقف حاكم تكساس، بل وتعهد بعض المحافظين بإرسال حرسهم الوطني لدعم مقاومة تكساس في مواجهة الحكومة الفدرالية.
إريك سامونز وهو كاتب والصحفي علّق على هذه القضية قائلا: "لقد صرحت على مر السنين بوضوح عن دعمي الخاص للانفصال. أعتقد أن بلدنا ببساطة أكبر من أن ينجح. لقد أصبح نظامنا السياسي تدريجيا أكثر فأكثر قمعا على مر السنين، وحكومتنا الفيدرالية الحالية تجعل العديد من الإمبراطوريات السابقة تبدو بالمقارنة وكأنها أرض أحلام هامشية. نحن بحاجة إلى الانقسام إلى دول متعددة، ونأمل أن تكون مقاومة تكساس خطوة في هذا الاتجاه".
سامونز حذر في نفس الوقت من تصاعد الوضع الحالي في تكساس إلى درجة إراقة الدماء، مضيفا قوله: "يمكن للحكومة الفيدرالية أن تتراجع وتعترف بحق تكساس في الدفاع عن نفسها. لن تحدث إراقة للدماء إلا إذا أرادت الحكومة الفيدرالية حدوث ذلك".
الكاتب والصحفي الأمريكي ذهب أبعد من ذلك بتطرقه إلى وجود ما وصفه بـ "افتراض خاطئ آخر هو أن الطلاق الوطني سيؤدي إلى دولتين جديدتين فقط. يجب أن يكون الشمال/الجنوب أو شيء مبسط من هذا القبيل. لكن الطلاق الوطني يمكن أن يؤدي إلى ثلاثة أو أربعة أو حتى المزيد من الدول الجديدة. لا يوجد قانون طبيعي يتطلب حدا أدنى معينا لحجم الأمة".
سامونزاختتم مقالته بالقول: "دعونا نصلي من أجل أن يستمر الحاكم أبوت وشعب تكساس في الوقوف بقوة، وأن ننظر يوما ما إلى هذا الصراع على أنه مجرد خطوة واحدة نحو الطلاق الوطني السلمي".
بذور الانفصال في تكساس تعود إلى الماضي البعيد، فقد كانت لنحو 300 عام، جزءا من المستمرة الإسبانية في أمريكا الشمالية، ثم تحولت "إسبانيا الجديدة" إلى دولة مستقلة تحت اسم المكسيك، ثم تمردت على الدولة الجديدة بمساندة الولايات المتحدة، وتمكنت من الاستقلال بعد حرب مع المكسيك، ذاقت طعم الاستقلال لمدة 9 سنوات. وعلى الرغم من عدم اعتراف المكسيك بها واعتبارها منطقة متمردة، إلا أنها نالت حينها اعتراف الولايات المتحدة ذاتها إضافة إلى فرنسا وإسبانيا.
بعد أن مرور تسع سنوات على الاستقلال، تغير الوضع بإصدار الكونغرس قرارا في عام 1845، قضى بضم تكساس، وفي العام التالي أصبحت هذه الولاية الثامنة والعشرين في قوام الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك يعتقد دعاة الانفصال في تكساس أن ولايتهم ضمت بطريقة غير شرعية.
احتمالات انفصال تكساس على المدى القريب أو البعيد حقيقية مع وجود أسس تاريخية لدعاة الانفصال هناك علاوة على التناقضات في المصالح والسياسات، وتمتع الولاية بمقومات اقتصادية هائلة ولاسيما في إنتاج النفط، حيث يمكن أن تتحول هذه المنطقة في حال انفصالها عن الولايات المتحدة إلى ثالث أكبر دولة منتجة للنفط بعد روسيا والسعودية، إضافة إلى تركز صناعة التقنيات الفائقة على أراضيها والكثير من المقومات الاقتصادية الأخرى.
المصدر: RT
We use cookies and similar technologies for the following purposes:
Do you accept cookies and these technologies?
We use cookies and similar technologies for the following purposes:
Do you accept cookies and these technologies?