رأى بعض الخبراء أن إحياء خطة إيصال الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عن طريق تركيا، تواجه تشكيكا إسرائيليا على خلفية التوتر الدبلوماسي، وتبدو أشبه بحلم.
وفي تقرير لها، أوضحت "فرانس برس" أن "تركيا تبدو مستعدة للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، بعد سنوات من العداء، عبر إعادة إحياء مشروع لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا في وقت تسعى أنقرة لخفض اعتمادها على روسيا، لكن الخطة تواجه تشكيكا إسرائيليا على خلفية التوتر الدبلوماسي، وتبدو أشبه بحلم برأي الخبراء نظرا إلى تعقيداتها اللوجستية وكلفتها".
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن عن استعداده "للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة"، حيث قال في وقت سابق: "لدى تركيا الخبرة والقدرة على تطبيق مشاريع كهذه. أظهرت التطورات الأخيرة في منطقتنا مجددا أهمية أمن الطاقة"، في حين أجرى الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتصوغ، زيارة تاريخية إلى أنقرة في مارس، لبناء علاقات مع نظيره التركي.
من جهته، أوضح غابي ميتشل من معهد "ميتفيم" الإسرائيلي لـ"فرانس برس" قائلا: "العلاقات في مجال الطاقة تقام بين دول متعاونة وتربطها ثقة متبادلة..بالتأكيد ليس بالطريقة التي يمكن من خلالها وصف الديناميات الحالية بين البلدين..هناك أشخاص في إسرائيل يشيرون إلى أن إردوغان طرف لا يمكن الوثوق به".
هذا ويمر مشروع خط الأنابيب عبر مياه متنازع عليها في شرق المتوسط، وهي منطقة تثير خلافات عادة بين تركيا من جهة، واليونان وقبرص من جهة أخرى.
وفي سياق متصل قال غابي ميتشل: "إنه أمر إسرائيل غير مهتمة في المضي قدما فيه إذ أنه سيضر بالعلاقات مع قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي".
كما نقلت "فرانس برس" عن مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية، آرون شتاين، تعليقه على هذا المشروع، حيث قال: "لم يبد لي يوما كمشروع عملي..تعود فكرة المشروع لتطرح مع كل تحسن يطرأ على العلاقات لكن المسائل اللوجستية التي يحتاجها تحويله من حلم إلى حقيقة معقدة وباهظة التكلفة"، إذ أفادت تقارير إعلامية بأن خط الأنابيب من الحقول الإسرائيلية إلى تركيا قد يكلف 1.5 مليار دولار.
وتايع شتاين: "بعيدا عن السياسة وقضية قبرص، تعد محطات الغاز الطبيعي المسال البرية منطقية أكثر من الناحية المالية وأقل تعقيدا من الناحية السياسية".
بحسب "فرانس برس"، فإن تركيا تعتمد إلى حد كبير على روسيا في وارداتها من الطاقة، وتستورد تركيا الغاز الطبيعي بواسطة خطوط أنابيب من روسيا وأذربيجان وإيران، كما تشتري الغاز الطبيعي المسال من جهات بينها قطر ونيجيريا والجزائر والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، قال خبير الطاقة، نجدت بامير، من "جامعة قبرص الدولية" إن "عبور خط أنابيب غاز في جنوب تركيا يعد منطقيا من الناحية النظرية"، مضيفا: "نحتاج إلى موارد غاز بديلة وتصب الاتفاقيات الجديدة في مصلحة تركيا طالما أن الظروف ناضجة، بما في ذلك التمويل"، إذ استهلكت تركيا 48 مليار متر مكعب من الغاز عام 2020، ووصلت هذه الكمية إلى 60 مليارا في 2021، ويقدّر بأن تبلغ ما بين 62 و63 مليارا هذا العام، بحسب بامير.
هذا ونقلت "فرانس برس" عن مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: "ليس مشروعا يبدأ اليوم وينتهي غدا..إنه صعب، ولكنه منطقي وعملي، خصوصا بالمقارنة مع مشروع شرق المتوسط الذي تقوده اليونان".
المصدر: "فرانس برس"