رأى الباحث والأكاديمي بجامعة بليموث الأمريكية، تي جي كولز ، أن الولايات المتحدة حوّلت أوكرانيا إلى "سلاح" ضد روسيا.
وفي مقال نشره في صحيفة "The Gray Zone" أكد الخبير أن الولايات المتحدة عملت على مدى أكثر من عقدين من الزمن على "عسكرة أوكرانيا بشكل محموم"، موجهة بذلك جهودها ضد روسيا.
ويكتب كولز أن الجانب الأمريكي هو الذي يتحمل مسؤولية ما يحدث في البلاد اليوم. ومنذ الانقلاب الذي قادته الولايات المتحدة عامي 2013-2014 في أوكرانيا ، دربت القوات الأمريكية الأوكرانيين، بما في ذلك وحدات النازيين الجدد، على القتال في المناطق المأهولة بالسكان. وكانت عسكرة أوكرانيا جزء من سعي واشنطن بجنون العظمة لما يسميه البنتاغون "الهيمنة الكاملة"، كما يعتقد المؤلف.
ولفت الباحث الأكاديمي إلى أن النخب الأمريكية من خلال تعزيز الجيش الأوكراني واستفزاز روسيا، تستخدم المدنيين الأوكرانيين علانية بمثابة بيادق، فيما أدى افتقار واشنطن الرسمي إلى الدبلوماسية الدولية الفعالة، وضعف الحركة المحلية المناهضة للحرب في الولايات المتحدة، ودعم العديد من اليساريين والليبراليين الأمريكيين للحرب، إدى كل هذا إلى دفع العالم نحو حافة كارثة نووية مميتة.
وخلص كولز إلى أنه "يجب على الجمهور الغربي المطالبة بإنهاء الأزمة الأوكرانية بعد أن أدار ظهره للصراع على مدى السنوات الثماني الماضية، التي عسكر خلالها القادة الغربيون أوكرانيا ضد روسيا".
وكان الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد، تشاس فريمان، قد أشار في وقت سابق في مقال نشرته نفس الصحيفة الإلكترونية، إلى أن الولايات المتحدة تشن حربا غير معلنة ضد روسيا في أوكرانيا، من أجل الحفاظ على هيمنتها في العالم.
ويعتقد فريمان أن تصرفات واشنطن الرسمية لم تترك لموسكو أي خيار سوى استخدام القوة، وأن الولايات المتحدة ستقاتل روسيا "حتى آخر مواطن أوكراني".
وكانت روسيا أطلقت يوم 24 فبراير عملية عسكرية خاصة لنزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا. وحدد فلاديمير بوتين هدفها بـ"حماية الأشخاص الذين تعرضوا للازدراء والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات".
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات المسلحة الروسية تستهدف فقط البنية التحتية العسكرية والقوات الأوكرانية، وحتى 25 مارس، أكملت المهام الرئيسة للمرحلة الأولى، وتم الحد من القدرة القتالية لأوكرانيا بشكل كبير، فيما الهدف الرئيس للعملية العسكرية الروسية الخاصة يتمثل في تحرير دونباس.