دفعت غطرسة واشنطن إزاء الرياض هذه الأخيرة إلى بدء محادثات "مثيرة للقلق" مع الصين حول بيع النفط السعودي لبكين مقابل عملتها اليوان، حسبما كشفت وسائل إعلام أمريكية.
وكتبت الصحفية أندريا ويدبورغ في مقالة نشرتها مجلة The American Spectator الإلكترونية المحافظة اليوم الأحد، أن الدولار الأمريكي يعتبر اليوم عملة احتياطية عالمية لا بد أن تبقى مستقرة وسهلة المنال، إضافة إلى وجوب أن تكون نوعا من "الملجأ".
وتابعت الصحفية: "يمكننا القول إن العملة الاحتياطية تعتبر تنبؤا يتحقق من تلقاء نفسه، فهي تزداد قيمة بفضل وضعها الخاص، ووضعها هذا هو الذي يدعم أمريكا في تحملها عبء ديونها الهائل. هذا هو سبب شدة القلق الذي أثاره نبأ مفاده أن السعودية المستاءة من واشنطن تأمل في تنظيم بيع نفطها للصين مقابل اليوان بدلا من الدولار".
وذكرت ويدبورغ أن وسائل إعلام أمريكية ترجع سبب قرار الرياض هذا إلى عدم ثقتها في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ظل غياب الدعم الأمريكي للتحالف العربي (الذي تقوده السعودية) في اليمن، وسعي واشنطن إلى عقد الصفقة النووية مع إيران، والانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، الذي جاء رمزا لـ "فشل الهيبة الأمريكية".
وترى الصحفية أن إدارة بايدن، بما في ذلك تمسكها بحلم "الطاقة الخضراء"، تتعامل مع السعودية بازدراء متعجرف، الأمر الذي أدى إلى هذه النتيجة.
وذكرت كاتبة المقال أن هناك عوامل تبعث على أمل ألا تصبح صفقة اليوان "باكورة لكارثة محدقة"، موضحة أن الولايات المتحدة لا تشتري من السعودية سوى ربع كميات النفط التي كانت تشتريها من المملكة في تسعينيات القرن الماضي. كما أشارت إلى أن الدولار يمثل عملة أكثر استقرارا من اليوان، على الرغم من أن إدارة بايدن "تطبع الأوراق المالية وتبذرها بشكل متهور، أما الصين فتبدو أكثر متانة مما هي عليه في الحقيقة، مثلها مثل الاتحاد السوفيتي سابقا".
وختمت الصحفية مقالتها بالقول إنه "نظرا لما صنعه الديمقراطيون مع الاقتصاد الأمريكي خلال عام واحد فقط، علينا أن نتوقع سباقا بين الصين وأمريكا باتجاه سقوط اقتصادي نحو الأسفل، وأقول بصراحة إنني أراهن على بايدن".