تواصل القوات المسلحة اهتمامها بإقامة منشآت صناعية كبرى لتلبية احتياجتها من المعدات والأسلحة، والمساهمة فى توفير متطلبات المواطن من جميع السلع والخدمات، ومن بين تلك الصروح شركة أبوزعبل للكيماويات (مصنع 18 الحربى)، التى أقيمت مطلع الخمسينيات، ولها باع طويل فى العديد من الصناعات المدنية والحربية، ويترأسه الدكتور مهندس صلاح سليمان جمبلاط، والذى كشف عن مقومات الشركة وإمكاناتها التكنولوجية، كما تحدث أيضا عن خطة تطوير القطاعات وتحديثها وتأهيل الكوادر بالشركة وثقل مهاراتهم.
وقال فى حواره لـ (الأهرام): إنه بعد حرب فلسطين عام 1948 وقضية الأسلحة الفاسدة تولّد شعور وطنى قوى بالحاجة الملحة إلى ضرورة قيام صناعة حربية وطنية تعتمد عليها القوات المسلحة المصرية لتلافى تكرار تلك المأساة، مما كان له أكبر الأثر فى بدء أولى المراحل الفعلية لإدخال التصنيع الحربى فى مصر، ومن هنا أسست شركة أبو زعبل للكيماويات المتخصصة عام 1950، والتى تمتلك (مصنع 18 الحربى) ويحوى بداخله مجمعين صناعيين بإجمالى (30 مصنعا)، ومئات من الأفدنة والتى تستغل فى تحسين البيئة بالزراعات المثمرة من مختلف الثمار والخضر والفاكهة للمشاركة المجتمعية وتحسين بيئة العمل وتخفيف عبء الظروف المعيشية عن العمال، بالإضافة إلى قدرات هندسية متطورة (ميكانيكية ــ كهربائية ــ أجهزة دقيقة )، وورش صيانة متطورة للمعدات والبنية التحتية للشركة.
وأشار إلى أن تكنولوجيات التصنيع المستخدمة تتنوع فى المجمعين الصناعيين من الغربية والشرقية، فالشركة تنتج المادة الدفاعة للذخائر (البارود) بأنواعه الأحادى والثنائى والثلاثى والكروى والخراطيش الاحتراقية، وكذلك المادة الدافعة للمحركات الصاروخية مثل (الوقود الصلب المتجانس والمختلط والسائل).
وأوضح أنه فى مجال الكيماويات تنتج الشركة (النيتروسليلوز)، والوقود الصاروخى المختلط (مادة الربط المابو ــ بيركلورات الأمونيوم)، بالإضافة لكلورات الصوديوم كمنتج وسيط، حيث نعمل على الاستفادة من فائض الطاقات فى تصنيع المنتجات المدنية، مثل البارود المستخدم فى خراطيش الصيد، والنيتروسليلوز الحبيبى الذى يستخدم فى صناعة الأحبار والنيتروسليلوز المبلل بالكحول المستخدم فى صناعة الدهانات، بالإضافة إلى إنتاج زيت الطعام والمسلى، والمخصبات الزراعية والمنظفات والمطهرات.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك خبرات و قدرات تكنولوجية تستطيع من خلالها إجراء التحاليل والاختبارات (الكيميائية ــ الفيزيائية ــ الميكانيكية ــ والتصوير الإشعاعى)، لجميع الخامات المستخدمة فى الصناعة وكذلك المنتج النهائى، ولدى (مصنع 18 الحربى) قاعدة منذ عام 1979 لإجراء الاختبارات الإستاتيكية لجميع أنواع الوقود الصاروخى المنتجة بالشركة لصالح أفرع وإدارات القوات المسلحة وبحوث إطالة أعمار الصواريخ المتقادمة، ومعامل لقياس مطابقة الذخائر للمواصفات القياسية.
وعن دور البحوث فى استحداث منتجات جديدة، قال جمبلاط: نعمل على الاستفادة من الإمكانات المعملية وما تمتلكه الشركة من كوادر فنية ذات خبرات كبيرة لتطوير المنتجات وإضافة إمكانية جديدة لتعميق التصنيع المحلى، وعلى سبيل المثال: استحدث إنتاج (تراب تبيض الزيوت ) من خلال نشاط بحثى بالتعاون مع وزارة التموين.
وعن دور المصنع فى المشاركة بالمشروعات القومية أشار، إلى أن المصنع ينتج المفرقعات التى تعتمد عليها الشركة أعمال التفجير للتعمير وشق الطرق، كما تساهم فى المشروعات القومية لمحاجر شركات الأسمنت و خدمات التعدين والتفجير تحت الماء، وتشارك فى إنشاء الطرق ومن أبرزها أعمال خط القطار السريع، حيث نفذت المرحلة الأولى منه ومن المخطط التعاقد على المرحلة الثانية التى تمتد من القاهرة حتى أبو سمبل، وسوف تكون هناك مرحلة ثالثة إن شاء الله.
وفيما يتعلق بالمشاركة فى معالجة مياه الصرف الصحي، قال: بالفعل تمت الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة فى هذاالمجال حيث قمنا باستخدام مادة البيوريت لتنقية مياه الصرف الصحى، والتى تعد إحدى طرق تكنولوجيا المعالجة الكيميائية الحديثة، فقد وقعت وزارة الإنتاج الحربى، بروتوكول تعاون مع شركة نالكو الأمريكية لتصنيع مادة البيوريت فى مصر، وهى أحدث المنتجات على مستوى العالم لمعالجة وتنقية المياه، كما أنها آمنة على صحة الإنسان، وقد أقرت من اللجنة العليا للمياه بوزارة الصحة والسكان، واستخدمناها لمعالجة مياه الصرف الصحى بمحطة بلانة فى محافظة أسوان لرفع قدرتها من 30 ألف متر مكعب/يوم إلى 54 ألفا، وشاركنا بها فى مؤتمر قمة المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ، وذلك من خلال قيام الشركة بأعمال المعالجة بمحطة الصرف الصحى بشرم الشيخ، ومن المخطط إجراء أعمال المعالجة بمحطة التنقية الشرقية لمعالجة مياه الصرف الصحى بالإسكندرية بطاقة 800 ألف م3/يوم.
وأكد حرص المصنع على تحقيق الجودة فى جميع العمليات التصنيعية، من خلال الإمكانيات المعملية بقطاع مراقبة مدعوم بعناصر على مستوى عالى من التأهيل والتدريب، وقد منحت الشركة شهادات التوافق مع نظم الإدارة المختلفة (ISO) 9001 الخاصة بالجودة، (ISO) 14001 للبيئة، (ISO) 18001,45001 للسلامة والصحة المهنية، مشيرا إلى أن الشركة تتابع من خلال عناصر الأمن الصناعى إجراءات السلامة والصحة المهنية فى أثناء عملية الإنتاج والتخلص الآمن من المخلفات والمعالجة من خلال نظام صرف صناعى يحقق أمان البيئة والتخلص من المخلفات الصناعية الضارة.
وعن تطوير مهارات العاملين، أوضح، أن الشركة تنظم الكثير من الدورات التدريبية للمهندسين والكيميائين والمحاسبين والفنيين وغيرهم من العاملين، وهو ما ينعكس على قدراتهم بشكل إيجابي، والوصول إلى منتج يطابق المواصفات العالمية، كما نمكن شباب العاملين لتبوؤ المناصب القيادية والاستماع إلى مقترحاتهم بشأن تطوير خطوط الإنتاج، حيث يتم توفير بيئة مناسبة لكل العاملين لتشجيعهم على الإنتاج وبذل الجهد والعمل بما يحقق الأهداف المرجوة، مؤكدا تنفيذ توجيهات المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الإنتاج الحربى لتحقيق هدف الدولة فى التحول الرقمى من خلال بنية تحتية متطورة لنظم المعلومات ومنظومة تراسل متقدمة