- إنضم
- 7 سبتمبر 2024
- المشاركات
- 22
- مستوى التفاعل
- 90
- النقاط
- 1
جلس دانيال كاسترونوف ضابط الموساد المخضرم على كرسيه وأخذ يتذكر كيف تعرف على جاك بيتون ( رفعت الجمال) بعد فترة قصيرة من وصوله إلى إسرائيل وكيف كانت شخصية جاك الساحرة وذكاؤه الاجتماعي الحاد قد أبهرت كل من عرفه وتعامل معه من الإسرائيليين حتى ضباط الموساد!! ؛ فقد كان جاك قادرا على توثيق علاقته مع كل من يقابله للمرة الأولى !!! حتى أصبح من الشخصيات العامة ومن صفوة المجتمع الإسرائيلي ؛ كان دانيال يشك فى جاك بيتون ولا زالت شكوكه قائمة ؛ فقد كان دانيال يعتقد أن جاك بيتون أما أن يكون جاسوسا للمخابرات المصرية أو على أقل تقدير ليس يهوديا وينتحل شخصية يهودية !!
وكان دائما يقول : لا يمكن لهذا الشخص أن يكون يهوديا ابدا !! كانت بداية الشكوك عندما وجد جاك منذ اليوم الأول يتصرف بثقةو تلقائية رغم أنه كان فى مجتمع جديد عليه لايعرف أحدا فيه ولا يعرف عنه شيئا ! كان جاك يبدو كشخصية مثالية بلا عيوب ولا يخطىء ابدا !! ومما زاد من شكوك دانيال أن جاك رغم تاريخه النضالي والسياسي يرفض ممارسة أى نشاط سياسي أو الانضمام إلى اى جهاز أمني!! وهذا ما بدا لدانيال شيئا غريبا وغير مفهوم على شخص مثل جاك وتاريخه .!! وفى الوقت نفسه نراه مهتما بالحديث فى الأمور السياسية والعسكرية وحريص بشدة على صداقة رجال السياسة والحرب فى إسرائيل ! وكان منزله أحيانا مركزا لتجمعهم!! كان جاك حريصا على تقديم الهدايا الفاخرة إلى زوجات أصدقاؤه عقب عودته من سفرياته بل ويقرض الأموال لاصدقاؤه بسخاء شديد وهذا غريب على اليهود الشرقيين واليهود المصريين بصفة خاصة المعروف عنهم البخل !!!! كانت علاقاته القوية والمتشعبة برجال السياسة والحرب فى إسرائيل تثير قلقى وتزيد من شكوكى فيه ! ولكنى حتى هذه اللحظة لم أكن أملك دليلا دامغا ضده يجعلني أوجه إليه اى اتهام ؛ كل ما كان يمكنني فعله هو الصبر والانتظار حتى يرتكب جاك خطأ ما يجعلني اكتشف حقيقته واحسم شكوكى تجاهه ! قررت اخيرا مفاتحة مدير الموساد بشكوكى فى جاك بيتون !
كان لقاءا غير عاديا فى ذلك اليوم فى مقر الموساد ؛ استمر النقاش والجدل بيني وبين مدير الموساد لمدة لا تقل عن ساعة
دانيال : علينا ان نتظاهر أمامه بالثقة التامة فيه ليتخلى عن حذره ثم نراقبه مراقبة شديدة ليسهل كشفه ؛ لا نه لو كان فعلا جاسوسا للمصريين فسيتم اكتشافه وسقوطه .
- مدير الموساد : لقد راقبناه بالفعل لفترات طويلة ولم يثبت ضده شيىء يدينه بل على العكس ثبتت نزاهته ووطنيته .
ثم اضاف مدير الموساد: ولا تنسي أنه أبلغ عن جاسوس يعمل لحساب المصريين فكيف بعد كل ذلك نشك فيه ولماذا اهو شك من أجل الشك؟ أم أن فى الأمر ابعاد شخصية لا اعرفها ؟!
- دانيال بغضب : هل لديك إذن تفسير للثقة الزائدة التى يتعامل بها منذ وصوله اسرائيل كل خطواته وتحركاته مدروسة وبلا أخطاء وكأنه جاسوس مدرب .!
- مدير الموساد : هذا طبيعى وشيء يحسب له لا ضده أنه منذ اليوم الأول يتصرف بثقة ودون حذر ورغم مراقبته لم يثبت شيء فلو كان جاسوسا ما كان ليتصرف بهذه الطريقة ولو كان جاسوسا لتمكنا من كشفه؛ ما تقوله يا دانيال ليس سوى مجرد ظنون وتخمينات.
شعر جاك بخيبة أمل وهو يستمع لكلام مدير الموساد وأخذ يقول لنفسه يبدو أن كاريزما جالك بيتون وسحر شخصيته واسلوبه قد تسلل حتى إلى عقل مدير الموساد!! كانت القيادات الكبرى فى الموساد كانت لاتزال تفكر بنفس الأسلوب القديم التقليدى وهو مراقبة المهاجرين الجدد حتى يثبت نزاهتهم ثم رفع المراقبة عنهم وكان أسلوب دانيال فى مراقبة المهاجرين المشكوك فى أمرهم لاتزال حديثة العهد على أجهزة المخابرات فى ذلك الوقت على الأقل بالنسبة الموساد .
وضع جاك خطة مذهلة للإيقاع لجاك بيتون ولم يبلغ بها مدير الموساد!!
فى البداية قام دانيال بعمل حصر ودراسة للشخصيات العسكرية والسياسية والحزبية البارزة فى إسرائيل التى لديها نقاط ضعف نفسية يمكن أن يستغلها حاك لتجنيدهم وابتزازهم ! وجد أحد الطيارين العسكريين وعقيد معروف فى الجيش الإسرائيلى الاول عرف عنه ادمان لعب القمار والثاني عرف عنه ادمان العلاقات النسائية والخمور !
وبدأ دانيال فى وضع خطة سرية لمراقبة هذين الشخصيات وطبيعة علاقتهما لجاك بيتون هل يلتقيان كثيرا واين؟ ووحدهما ام لا ؟! اكتشف دانيال فعلا أن علاقة جاك بهما اقوى وأعمق من باقى الشخصيات العامة التى يعرفها جاك .
اغتبط دانيال كثيرا وهو يمنى نفسه بقرب سقوط جاك فى قبضته حيث لم يعد لديه سوى القيام بالخطوة الأخيرة ... والحاسمة ! التصنت على أحاديث حاك معهما وتسجيلها .
لقد كان دانيال يخشي التصنت على جاك بشكل مباشر لعلمه بمدى حذره وذكاؤه فقرر أن يكشفه من خلال مراقبة إحدى اصدقاء جاك والتجسس عليه حيث أهدى الطيار المقامر ساعة يد فاخرة هدية عن طريق أحد أصدقائه فى حفل عيد ميلاده وكانت تحوى جهاز تصنت وتسجيل دقيق جدا وبينما كان دانيال ينتظر سماع لقاءات جاك مع الطيار المقامر فإذا به لا يسمع اى شيء وعندما حاول معرفة سبب ذلك اكتشف أن الطيار المقامر لا يرتدى هذه الساعة بعد أن تعرضت للكسر ! .... فعلا انت داهية با جاك!!
مقتطفات من روايتى كيف خدعت الموساد
رحم الله البطل رفعت الجمال
وكان دائما يقول : لا يمكن لهذا الشخص أن يكون يهوديا ابدا !! كانت بداية الشكوك عندما وجد جاك منذ اليوم الأول يتصرف بثقةو تلقائية رغم أنه كان فى مجتمع جديد عليه لايعرف أحدا فيه ولا يعرف عنه شيئا ! كان جاك يبدو كشخصية مثالية بلا عيوب ولا يخطىء ابدا !! ومما زاد من شكوك دانيال أن جاك رغم تاريخه النضالي والسياسي يرفض ممارسة أى نشاط سياسي أو الانضمام إلى اى جهاز أمني!! وهذا ما بدا لدانيال شيئا غريبا وغير مفهوم على شخص مثل جاك وتاريخه .!! وفى الوقت نفسه نراه مهتما بالحديث فى الأمور السياسية والعسكرية وحريص بشدة على صداقة رجال السياسة والحرب فى إسرائيل ! وكان منزله أحيانا مركزا لتجمعهم!! كان جاك حريصا على تقديم الهدايا الفاخرة إلى زوجات أصدقاؤه عقب عودته من سفرياته بل ويقرض الأموال لاصدقاؤه بسخاء شديد وهذا غريب على اليهود الشرقيين واليهود المصريين بصفة خاصة المعروف عنهم البخل !!!! كانت علاقاته القوية والمتشعبة برجال السياسة والحرب فى إسرائيل تثير قلقى وتزيد من شكوكى فيه ! ولكنى حتى هذه اللحظة لم أكن أملك دليلا دامغا ضده يجعلني أوجه إليه اى اتهام ؛ كل ما كان يمكنني فعله هو الصبر والانتظار حتى يرتكب جاك خطأ ما يجعلني اكتشف حقيقته واحسم شكوكى تجاهه ! قررت اخيرا مفاتحة مدير الموساد بشكوكى فى جاك بيتون !
كان لقاءا غير عاديا فى ذلك اليوم فى مقر الموساد ؛ استمر النقاش والجدل بيني وبين مدير الموساد لمدة لا تقل عن ساعة
دانيال : علينا ان نتظاهر أمامه بالثقة التامة فيه ليتخلى عن حذره ثم نراقبه مراقبة شديدة ليسهل كشفه ؛ لا نه لو كان فعلا جاسوسا للمصريين فسيتم اكتشافه وسقوطه .
- مدير الموساد : لقد راقبناه بالفعل لفترات طويلة ولم يثبت ضده شيىء يدينه بل على العكس ثبتت نزاهته ووطنيته .
ثم اضاف مدير الموساد: ولا تنسي أنه أبلغ عن جاسوس يعمل لحساب المصريين فكيف بعد كل ذلك نشك فيه ولماذا اهو شك من أجل الشك؟ أم أن فى الأمر ابعاد شخصية لا اعرفها ؟!
- دانيال بغضب : هل لديك إذن تفسير للثقة الزائدة التى يتعامل بها منذ وصوله اسرائيل كل خطواته وتحركاته مدروسة وبلا أخطاء وكأنه جاسوس مدرب .!
- مدير الموساد : هذا طبيعى وشيء يحسب له لا ضده أنه منذ اليوم الأول يتصرف بثقة ودون حذر ورغم مراقبته لم يثبت شيء فلو كان جاسوسا ما كان ليتصرف بهذه الطريقة ولو كان جاسوسا لتمكنا من كشفه؛ ما تقوله يا دانيال ليس سوى مجرد ظنون وتخمينات.
شعر جاك بخيبة أمل وهو يستمع لكلام مدير الموساد وأخذ يقول لنفسه يبدو أن كاريزما جالك بيتون وسحر شخصيته واسلوبه قد تسلل حتى إلى عقل مدير الموساد!! كانت القيادات الكبرى فى الموساد كانت لاتزال تفكر بنفس الأسلوب القديم التقليدى وهو مراقبة المهاجرين الجدد حتى يثبت نزاهتهم ثم رفع المراقبة عنهم وكان أسلوب دانيال فى مراقبة المهاجرين المشكوك فى أمرهم لاتزال حديثة العهد على أجهزة المخابرات فى ذلك الوقت على الأقل بالنسبة الموساد .
وضع جاك خطة مذهلة للإيقاع لجاك بيتون ولم يبلغ بها مدير الموساد!!
فى البداية قام دانيال بعمل حصر ودراسة للشخصيات العسكرية والسياسية والحزبية البارزة فى إسرائيل التى لديها نقاط ضعف نفسية يمكن أن يستغلها حاك لتجنيدهم وابتزازهم ! وجد أحد الطيارين العسكريين وعقيد معروف فى الجيش الإسرائيلى الاول عرف عنه ادمان لعب القمار والثاني عرف عنه ادمان العلاقات النسائية والخمور !
وبدأ دانيال فى وضع خطة سرية لمراقبة هذين الشخصيات وطبيعة علاقتهما لجاك بيتون هل يلتقيان كثيرا واين؟ ووحدهما ام لا ؟! اكتشف دانيال فعلا أن علاقة جاك بهما اقوى وأعمق من باقى الشخصيات العامة التى يعرفها جاك .
اغتبط دانيال كثيرا وهو يمنى نفسه بقرب سقوط جاك فى قبضته حيث لم يعد لديه سوى القيام بالخطوة الأخيرة ... والحاسمة ! التصنت على أحاديث حاك معهما وتسجيلها .
لقد كان دانيال يخشي التصنت على جاك بشكل مباشر لعلمه بمدى حذره وذكاؤه فقرر أن يكشفه من خلال مراقبة إحدى اصدقاء جاك والتجسس عليه حيث أهدى الطيار المقامر ساعة يد فاخرة هدية عن طريق أحد أصدقائه فى حفل عيد ميلاده وكانت تحوى جهاز تصنت وتسجيل دقيق جدا وبينما كان دانيال ينتظر سماع لقاءات جاك مع الطيار المقامر فإذا به لا يسمع اى شيء وعندما حاول معرفة سبب ذلك اكتشف أن الطيار المقامر لا يرتدى هذه الساعة بعد أن تعرضت للكسر ! .... فعلا انت داهية با جاك!!
مقتطفات من روايتى كيف خدعت الموساد
رحم الله البطل رفعت الجمال