من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
"الحياة الفطرية": أثارت القلق وأحدثت خللًا في التوازن البيئي ونقوم بحملات لمعالجة أضرارها
لاحتواء مشكلة تكاثر قرود "البابون" في محافظة الطائف، وللحد من الأضرار التي تسببت بها؛ يُجري حاليًا المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، دراسات ميدانية لمعرفة ما تُسببه من آثار سلبية بيئية، واجتماعية، وصحية، واقتصادية، وإعداد خطط متكاملة وحملات توعية لمعالجة أضرارها المختلفة.
تطرح "سبق" مشكلة تكاثر قرود "البابون" في العديد من المواقع بالطائف أمام الجهات المعنية؛ رغبة في وضع حلول مناسبة.
وللقرب أكثر من هذه المشكلة بأبعادها المختلفة، تم رصد عدد من الأحداث المخيفة في الآونة الأخيرة، شَهِدها حي "المنتزه"، وأحياء، ومواقع أخرى داخل المحافظة مثل طريق جبل كرا، ومركز الشفا السياحي، وحي النسيم بجوار سوق المسترجعات، وطريق الملك فهد الدائري الجديد، ومنطقة الردف، والمراكز والقرى القريبة؛ حيث قامت جماعات من قرود "البابون" -في وقائع مرعبة للأهالي- بتسلق أسوار المنازل، والتسلل داخلها بحثًا عن الطعام، والاعتداء على المارة والزوار، متسببة في تلوث بيئي، وبعض الأمراض المعدية، وأربكت مرتادي الطرق السريعة، والحدائق العامة والمدرجات الزراعية، وبات تواجدها نهارًا في فترات الصباح الأولى، وتختفي ليلًا.
ومع تزايد أعداد مركبات الزوار في أعلى قمة مركز الهدا السياحي بالطائف؛ أصبح منظر انتظار قرود "البابون" للسيارات القادمة بحثًا عن بقايا الطعام مشكلة ومسببًا للازدحام والحوادث المرورية الكثيرة.
وعلى الرغم من أن هناك مَن يصنف انتشار قرود "البابون" بالطائف على أنه من سمات المحافظة السياحية الجاذبة، ويقصد الزوار مواقع تواجدها، ويقتربون منها هم وأطفالهم للتصوير معها؛ إلا أنه تصنيف خاطئ على اعتبار أنها حيوانات غير مسالمة؛ بل متوحشة في أحيان كثيرة، وقد تُحدث أضرارًا جسدية في حال مهاجمتها لهم.
ولعل من الشواهد التي تؤكد أنها تسبب الذعر والهلع والخوف، هو أن قرودًا تمكنت في مرات سابقة من الاعتداء على الزوار وسرقة ممتلكاتهم، والركوب في سياراتهم والعبث بها، وهو أمر ساعد عليه الزوار أنفسُهم مع الأسف؛ لقيامهم ببعض التصرفات الخاطئة كإطعامها والتقرب منها، وسط نداءات بالتخلص منها، وحماية المنطقة منها كونها توسعت في جميع الجهات، واستوطنت في الكثير من الجبال والمنتجعات، وعبثت بجماليات البيئة، وخلّفت روائح كريهة.
ومن جانبه أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن وجود قرود "البابون" في بيئتنا بشكل متوازن أمر فطري وصحي، وهو لا يبحث عن التخلص منها نهائيًّا، ويهدف من خلال دراساته وبرنامجه إلى إحداث توازن بيئي وطبيعي؛ لكنها تثير قلقًا من إحداثها خللًا في التوازن البيئي وإمكانية دخولها إلى المناطق السكنية، ومخاوف من سلوكيات قطعان القرود التي تروع الأطفال والأهالي، بالإضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية وتأثير ذلك على اقتصاديات المزارعين؛ حيث تؤكد الدراسات أن أحد الأسباب الجوهرية لازدياد أعداد "البابون" السائبة في بعض مناطق المملكة؛ هو إطعامها وتغذيتها من قِبَل المارة؛ مما يؤدي إلى تكاثرها وزيادة أعدادها كما يتسبب إطعامها في نثر المخلفات الغذائية وتراكم النفايات.
ودعا المركز الوطني للحياة الفطرية، المجتمع إلى التعاون مع الحملة كجزء من الحل؛ وذلك بعدم إطعامها والتخلص من النفايات في أماكنها المخصصة، وعدم اقتناء القرود وتربيتها في المنازل وتكييفها للعيش في غير بيئتها الطبيعية.
وكان المركز الوطني قد أطلق -بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية- حملة إعلامية توعوية تحت وسم "أكثر من مشكلة" لحشد الجهود في التوعية بالمشاكل التي تسببها قرود البابون، التي تتداخل مع تحديات بيئية واقتصادية واجتماعية.
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!