مرحبا بك في منتدى الشرق الأوسط للعلوم العسكرية

انضم إلينا الآن للوصول إلى جميع ميزاتنا. بمجرد التسجيل وتسجيل الدخول ، ستتمكن من إنشاء مواضيع ونشر الردود على المواضيع الحالية وإعطاء سمعة لزملائك الأعضاء والحصول على برنامج المراسلة الخاص بك وغير ذلك الكثير. إنها أيضًا سريعة ومجانية تمامًا ، فماذا تنتظر؟
  • يمنع منعا باتا توجيه أي إهانات أو تعدي شخصي على أي عضوية أو رأي خاص بعضو أو دين وإلا سيتعرض للمخالفة وللحظر ... كل رأي يطرح في المنتدى هو رأى خاص بصاحبه ولا يمثل التوجه العام للمنتدى او رأي الإدارة أو القائمين علي المنتدى. هذا المنتدي يتبع أحكام القانون المصري......

من له السبق في اباحة الشذوذ العثمانيين ام الاوروبيون؟

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11

شرعنة «المثلية».. من العثمانيين إلى الإخوان​


أحد راقصي الـ «كوجيك» بكامل زينته النسائية في القرن الـ19

أحد راقصي الـ «كوجيك» بكامل زينته النسائية في القرن الـ19​




1597918.jpg

أردوغان خلال لقاء سابق مع المطرب التركي المثلي ديفا.​


1597917.jpg

مسيرة فخر إسطنبول للمثليين في 2015.​

1597919.jpg

آنا نارين الفائزة بجائزة أفضل ملابس في مسابقة ملكة جمال المتحولين جنسياً في تركيا.​

يانكي بيرام أوغلو الفائز بجائزة ملكة جمال المثليين في إسطنبول.

يانكي بيرام أوغلو الفائز بجائزة ملكة جمال المثليين في إسطنبول.​


من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوى !
في أواخر أبريل ٢٠٢٠ ظهر ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لقاء مثير عبر إحدى الوسائل الإعلامية حول «المثلية الجنسية» في تركيا، وقال حينها: «نحن لا نسمح أن تكون المثلية شيئا معتادا في مجتمعنا، ولكن نحن لا نتجسس على الأفراد»، ويبدو أن مقدم اللقاء لم يقتنع بالإجابة الفضفاضة، فسأله بشكل أدق: هل يسمح القانون التركي بالشذوذ الجنسي وقيام جمعيات للشذوذ؟ فأجاب أقطاي: «لا.. ليس مسموحاً الآن.. المثلية شيء غير مسموح»، فأضاق عليه مقدم اللقاء الخناق بتساؤل أكثر دقة: «هل الشذوذ الجنسي مُجَرَّم في القانون التركي؟»، في تلك اللحظة تلعثم أقطاي الذي بدا وكأنه يندب حظه على الخوض في المسألة فظل ينظر إلى الأعلى لبرهة وعيناه تحومان في كل الاتجاهات، ثم أجاب: «أعتقد أنه فعل مجرم»، وأكمل بعد لحظات من التأتأة، قائلاً: «لا أدري.. ولكن هناك كثير من المسلمين الذين يعلنون أنفسهم مسلمين مثليين».


بالتأكيد حاول أقطاي التسويق المضلل لإسلامية نظام أردوغان فهو دائماً ما يُدفع به للظهور المكثف على الفضائيات العربية والناطقة بالعربية سواء تلك المدعومة من أردوغان أو الموالية لتوجهاته التي تديرها جماعة الإخوان والقنوات التابعة للنظام القطري، كجزء من حملة «PR» وتسويق دعائي لنظام أردوغان ومشروعه السياسي في العالم العربي المغلف بهوية إسلامية، ولكن في كثير من الأحيان يقع المستشار في مأزق التناقضات ما بين واقع تركيا العلمانية وميثولوجيا الخلافة وإسلامية الدولة التركية، وهو ما يصيبه تلقائياً بالتلعثم ويدفعه إلى ترقيع إجاباته بما يتسق مع مشاريع النظام، فالكذب والمتاجرة باسم الدين أمر سهل رواجه بين الفئات التي تنساق وراء الشعارات الزائفة تماماً كاقتياد الخراف إلى المسلخ، بينما الحقيقة ستفاجئ الكثير من الدهماء الذين انجرفوا وراء أوهام الخلافة والنموذج الإسلامي في تركيا وحقيقة العثمانية التي يسعى نظام الرئيس أردوغان لإعادة إحيائها.

العلمانية العثمانية وسنوات الاضمحلال والانحلال

لم تكن العلمانية التي اعتمدها مصطفى كمال أتاتورك بعد الحرب العالمية الأولى، هي مرحلة العلمنة الأولى في تاريخ تركيا، فقد سبقت الدولة الكمالية مرحلة علمانية استمرت عقوداً طويلة خلال عهود السلاطين العثمانيين، بدأت عبر سلسلة مترابطة من الإجراءات والتشريعات العلمانية في الدولة العثمانية تحت مسمى «التنظيمات»، وكانت بداية مرحلة العلمنة في النصف الأول من القرن الـ18 بهدف تطوير مؤسسات الدولة والمجتمع وفق النماذج الأوروبية الحديثة، وذلك بعد أن ضعفت الدولة واهترأت مفاصلها وشاخت مؤسساتها التقليدية الموروثة وأصبحت قاب قوسين من الانهيار، حيث شهدت بعد انتهاء حقبة السلطان سليمان القانوني في 1566 تراجعاً كبيراً على جميع الأصعدة والمستويات لأكثر من قرنين متواصلين اعتلى خلالها العرش العثماني 17 سلطاناً غالبيتهم ساهموا في إضعاف دولتهم ولم يضيفوا شيئاً، فبعضهم توفي بعد فترة وجيزة من حكمهم، وآخرون اعتلوا العرش وهم في سن الطفولة مثل أحمد الأول (1603-1617) وعثمان الثاني (1623-1640) اللذين كانا في الـ14، ومحمد الرابع الذي كان في عمر السابعة حين اعتلى العرش (1648- 1687)، وفي تلك الفترة عزل 4 سلاطين (مصطفى الأول، وإبراهيم الأول، ومحمد الرابع، وأحمد الثالث)، وكان صغر أعمار بعض السلاطين خلال تلك الحقب الزمنية فرصة لحكم النساء (حريم السلطان) وسيطرتهن على شؤون الدولة ما أدى إلى تراجع الجيش العثماني في ظل عدم قيادة الكثير من السلاطين للجيوش كما كان في الماضي، وضعفت الدولة في ظل انغماس الكثير من السلاطين في الترف والملذات وافتقارهم للكفاءة والخبرة إضافة إلى انتشار الفساد داخل الجيش الانكشاري (إسماعيل ياغي، الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث، ص 139-140).

ونتيجة للضعف والوهن الذي أصاب الدولة العثمانية، بدأت الدول الأوروبية تتصارع على أملاك الدولة العثمانية وهي المرحلة التي أطلق عليها «المسألة الشرقية» وهي سلسلة اجتماعات ونقاشات دارت بين قادة أوروبا في القرن الـ18 بعد هزيمة العثمانيين في الحرب الروسية العثمانية عام 1774، وكان السائد حينها أنها على وشك الانهيار فبدأت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى في العمل على تأمين مصالحها الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية في الدولة العثمانية، وعلى إثر تلك النقاشات اتخذت بريطانيا والنمسا والمجر موقفاً حاسماً في الحفاظ على كيان الدولة العثمانية لضمان بقاء مصالحها وتجنباً لوقوع نزاعات بين الدول الأوروبية على أملاك الدولة العثمانية في حال سقوطها (Elie Kedourie، England and the Middle East، 1956، P 10).

ثم اعتلى العرش سليم الثالث في 1789 وفي عهده انطلقت إصلاحات مقتبسة من أنماط فرنسية وكانت تلك بداية تشكل الاتجاه العثماني العلماني باستنساخ القوانين والأنظمة وفق المبادئ الأوروبية، وتجاوبت مع تلك التوجهات العلمانية والتحديثية والتغريبية شريحة واسعة من النخبة البيروقراطية التي وجدت في النموذج الأوروبي في الحكم والإدارة والمجتمع نموذجاً أفضل لها في ظل الازدهار والتطور في أوروبا، ولكن حصلت مقاومة قوية من رجال الدين والجيش الانكشاري قلصت حدة التغييرات وتسارعها، إلا أنها كانت بداية مرحلة الانحلال والاضمحلال على جميع الأصعدة.

مرسوم «كلخانة» والدستور البلجيكي

بعد بدء استنساخ النماذج الأوروبية في الدولة العثمانية تجلت معالم العلمانية خلال القرن الـ19 والقرن الـ20 مع قائمة طويلة من القرارات والقوانين والمشاريع، من بينها حل الجيش الانكشاري في 1826 بعد مقاومة استمرت عدة سنوات، وتأسيس جيش جديد على النمط الأوروبي شمل تعيين مستشارين وخبراء وقادة أوروبيين، وكان ذلك في عهد السلطان محمود الثاني (1808-1839) الذي أعلن أيضاً إقرار مبدأ المساواة بين الملل وفصل الدين عن الدولة، بقوله: «إنني أدرك منذ الآن فصاعداً أن المسلمين مسلمون في مساجدهم، والمسيحيين مسيحيون في كنائسهم، واليهود يهود في معابدهم، وخارج هذه الأمكنة الجميع متساوون»، وشكلت تلك القرارات والتحولات اختراقاً خطيراً للدولة العثمانية وتسببت في تغيير هويتها، ثم توالت بعدها التحولات المتسارعة ومالت الدولة نحو التغريب كاستراتيجية عامة، حيث شهدت تلك الفترة إقرار اختلاط التعليم في المدارس وبين جميع الملل. ثم في عهد السلطان عبدالمجيد الأول (1839-1861)، صدر ما يسمى «مرسوم كلخانة» أو فرمان «التنظيمات»، وبه بدأت حركة إصلاحات أوسع على النمط الأوروبي المعروفة في المراجع تحت مسمى «التنظيمات»، وكان هذا المرسوم تحديدا هو أول عهد دستوري في تاريخ الدولة العثمانية وضع قواعد الإصلاح على المبادئ والقيم الأوروبية تماماً (إسماعيل ياغي، الدولة العثمانية، ص153)، ووفق هذا العهد أعطي أهل الذمة نفس الحقوق مع المسلمين وفق القانون وتم إلغاء الجزية، ولكنه لم يطبق بشكل كلي نتيجة اعتراضات كثيرة من طبقة المحافظين وحدوث حالات تمرد بسبب التباس وتعارض الكثير من التغييرات مع الشريعة الإسلامية بشكل صارخ، ولكن التغيير كان واقعاً.

ثم جاء التحول الأكبر نحو العلمنة لإقرار الدولة العثمانية دستور 1876 المستنسخ من الدستور البلجيكي الصادر عام 1831، وهناك كانت مرحلة الفصل التشريعي بين الدين والدولة، ورغم الانتقادات الحادة التي طالت إعلان إقرار الدستور من قبل التيارات المحافظة، إلا أن المفتي (شيخ الإسلام) وصفه بأنه «دستور مطابق للشريعة» (إبراهيم خليل أحمد، الجذور التاريخية العلمانية في تركيا، ص14- 16)، وجاء إقرار الدستور العثماني بعد 4 أيام من تعيين مدحت باشا رئيساً للوزراء في 19 ديسمبر 1876، وهو من نسب له إعداد هذا الدستور العلماني، وقد كتب حينها السفير البريطاني في إسطنبول هنري إليوت إلى اللورد دوبري في وزارته في العاصمة البريطانية لندن يقول: «إن مدحت باشا بلا شك هو أنشط الليبراليين في الدولة العثمانية، إنه رجل عمل، ودعم باستمرار المساواة بين المسلمين والمسيحيين»، وعلق المستشرق برنارد لويس على الدستور العثماني، قائلاً: «بدأ ذلك بمجرد أن دخل مدحت باشا إلى الحكومة، إذ شكل مجلساً من رجال دولة وعلماء، وأوكل لهم مهمة تحرير النص الدستوري»، وأضاف: «استوحى الدستور العثماني الكثير من الدستور البلجيكي»، وأدى إقرار الدستور إلى العديد من الصراعات الداخلية التي أطاحت في نهاية المطاف بمدحت باشا صانع فكرة الدستور وتم نفيه. وربما لن يصدق البعض أن السلطان العثماني الذي وافق على إقرار الدستور العثماني «العلماني» في 1876 هو السلطان عبدالحميد الثاني الذي نصب نفسه لاحقاً «خليفة» على المسلمين.

قانون الممارسة المثلية 1858

خلال مرحلة العلمانية والأوربة التي كانت تمر بها الدولة العثمانية على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية منذ مطلع النصف الأول من القرن الثامن وفي خضم تلك التحولات التي سبقت إقرار الدستور العثماني العلماني في 1876، قامت الدولة العثمانية في عهد السلطان عبدالمجيد الأول بإلغاء تجريم ومعاقبة الأفعال الجنسية المثلية في عام 1858 ضمن إطار تشريعات مرسوم «كلخانة» وفرمان «التنظيمات» المستمدة من القوانين الفرنسية في عهد نابليون (إحسان يلماز، القوانين الإسلامية، السياسة والمجتمع في الدول الحديثة، 2005، ص90).

وبموجب هذا القانون تعتبر الدولة العثمانية سبقت الكثير من الدول الأوروبية والغربية في إباحة ممارسة الشذوذ الجنسي، فبريطانيا العظمى أقرت الشذوذ بين النساء في 1886 بعد الدولة العثمانية بنحو 3 عقود، وإيطاليا ألغت تجريم المثلية في 1890 أي بعد 32 عاماً من إلغاء العثمانيين تجريم المثلية، وكذلك سبق العثمانيون الأمريكان في إقرار السماح بالممارسات المثلية بأكثر من 145 عاما (26 يونيو 2003). ولا يزال هذا التشريع سارياً حتى بعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة وإلى يومنا هذا، وقبل إصدار قانون 1858 كانت السلطات العثمانية متساهلة معها ولم تتخذ مواقف صارمة تناهض المثلية إلا في حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب.

أما الأسباب المباشرة في إصدار هذا النوع من التشريعات في العهد العثماني، فهي مرتبطة بمرحلة دخول الإمبراطورية العثمانية مرحلة التفكك والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت بسبب الحروب التي وقعت في القرن الـ19 واستمرت سنوات، وخاصة خلال حرب القرم عام 1854، حيث هاجر مئات الآلاف من روسيا والبلقان إلى إسطنبول ومناطق مختلفة من الأناضول ومعهم آلاف الجنود البريطانيين والفرنسيين العائدين من الجبهات بعد مشاركتهم كحلفاء مع الجيش العثماني خلال الحرب، حينها بدأ البغاء بكافة أشكاله في الانتشار بشكل واسع في البلاد (نوران لايتننج، الممارسات الصحية الوقائية من الإصلاح إلى الجمهورية، مؤسسة موسوعة جمهورية تركيا، المجلد الخامس، ص1329).

الشذوذ في المجتمع العثماني

من القرن الـ16 إلى القرن الـ19، انتشرت ظاهرة الـ«كوجيك» (Köçek)، وهم غلمان صغار من أبناء الرعايا المسيحيين في البلقان ودول شرق أوروبا التي غزتها الدولة العثمانية، وكان يتم انتزاع هؤلاء الغلمان عادة من أهاليهم وأسرهم بعد انتصار الجيش العثماني في المعارك كضريبة تعرف بمسمى «ضريبة الغلمان» أو «ضريبة الدم»، وتراوح أعمارهم بين 8 و10 أعوام، ويتم تدريبهم على الرقص الماجن المثير جنسيا ويفرض عليهم ارتداء ملابس النساء ووضع الماكياج وكامل أدوات الزينة النسائية، وكان زيهم مكونا من سترة مخملية مطرزة حمراء اللون مع قميص حرير مطرز ذهبي، وبنطال فضفاض يسمى «شلفار» وفوقه تنورة طويلة وحزام مذهب.

في نهاية القرن الـ18 كان من بين الكوجيك من أصبحوا نجوماً ومشاهير في المجتمع العثماني، وكان الغجري بنلي علي من مدينة ديميتوكا العثمانية (تابعة لليونان الآن) من بين الأكثر شهرة، وكذلك الراقص بويوك أفيت وهو من أصل كرواتي، وسينجن إسماعيل الشهير بـ«إسماعيل الغجري»، وقد كان هناك على الأقل 50 من الـ«كوجيك» أصبحوا نجوماً في ذلك الوقت، ويقيمون فقراتهم الراقصة التي أصبحت جزءا من الفلكلور العثماني في الفنادق الشهيرة (إردير زات، Raki: The Spirit of TurkeyK، ص 93). وكان من بين الزوار الغربيين الذين حضروا حفلات الـ«كوجيك» في القرن الـ19 الشاعر الإنجليزي اللورد بايرون، ويروي رفيقه في السفر جون كام هوبهاوس في مذكراته أنه في يوم السبت 19 مايو 1810 ذهب مع بايرون إلى إحدى الخمارات في منطقة غلاطة في إسطنبول، ورأوا هناك صبيين شاذين من الكوجيك يرقصان كالنساء ويقبلان بعضهما بشكل مقزز، وكان حاضراً معهم أحد الانكشاريين المرافقين لرئيس البعثة الدبلوماسية في إسطنبول آنذاك السير روبرت أدير، وكان يتحدث الإنجليزية وأقام في إنجلترا لفترة، فسألوه ما إذا كان هؤلاء الصبية قد يُشنقون إذا رقصوا هكذا في إنجلترا، فأجاب: «أوه نعم، مباشرة»، في إشارة واضحة إلى أن تلك الدرجة من المجون لم تصل إليها بريطانيا العظمى في ذلك الوقت. وفي القرن الـ17، كان المدلكون في الحمامات التركية من الغلمان والشباب يعملون على غسل الزبائن والعمل بالجنس، ويحتفظ الأرشيف العثماني تحت تصنيف (Dellâkname-i Dilküşâ) بأسماء العاملين في هذه المهنة وقوائم أسعار خدمات الجنس المثلي، وفقا للباحث التركي درويش آغا (هاينز دوثيل، أعطي الحب فرصة، ص 243). ومع انتشار المومسات ودور البغاء، بدأت ثقافة الـ«كوجيك» في الاندثار تدريجياً منذ عهد السلطان عبدالعزيز (1861) إلى عبدالحميد الثاني (1908)، فمنذ النصف الأخير في القرن التاسع وحتى عام 1920 تم فتح أكثر من 175 بيتاً للبغاء في عدة مناطق من إسطنبول أشهرها بيوغلو وغالاتا وأوسكودار وكاديكو (محمد تميل، الوضع الاجتماعي في إسطنبول، ص 254-255)، (كلارنس ريتشارد جونسون، إسطنبول 1920، ص 306-315)، وبعد أن اختفت ظاهرة شواذ «الكوجيك»، كتب رجل الدولة الأديب والمؤرخ العثماني أحمد جودت باشا تقريراً إلى السلطان عبدالحميد حول هذه المسألة، قائلا: «لقد ازداد عدد محبي النساء، في حين انخفض عدد محبي الفتيان، وكأن شعب لوط قد ابتلعته الأرض، لقد تم الآن إعادة توجيه الحب والألفة اللتين كانتا في إسطنبول نحو الفتيات، وفقاً لحالة الطبيعة، والتي كانت سابقًا موجهة نحو الشباب بشكل سيئ» (ماجدة مخلوف، تحولات الفكر والسياسة في التاريخ العثماني: رؤية أحمد جودت باشا في تقريره إلى السلطان عبدالحميد الثاني، دار الآفاق العربية، ط1).

المثلية في تركيا الحديثة

تركيا دولة غير إسلامية وفقاً لدستورها الذي أزال جملة «الإسلام دين الدولة» منذ 96 عاماً، ولا ينص الدستور التركي على أن للدولة دينا رسميا، لذلك لا حرج في أن يحظى المثليون والمثليات ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولون جنسياً في تركيا بالعديد من الحقوق والامتيازات، ولا تعتبر العلاقات بين المثليين جريمة في القانون التركي، فيما يعتبر سن 18 عاما هو السن القانوني للممارسة الجنسية للمثليين، وجميع المثليين والمتحولين جنسياً لهم الحق في طلب اللجوء إلى تركيا بموجب اتفاقية جنيف منذ عام 1951، وكذلك تم السماح للمتحولين جنسياً بتغيير جنسهم في الوثائق القانونية الحكومية منذ عام 1988، وفي ديسمبر 2017 أقرت تركيا السماح للشواذ العاملين في البغاء بالبحث عن زبائن في الشوارع بقرار من المحكمة الدستورية. وفي عام 1995 رشح حزب الحرية والتضامن في تركيا ديميت ديمير في انتخابات المجلس المحلي في مدينة إسطنبول، ليصبح رسمياً أول مرشح متحول جنسياً، ومنذ الثمانينات الميلادية أفصح الكثير من الشواذ عن مثليتهم علنا، مثل الكاتب والشاعر موراثان مونغان، ولم يعد الإفصاح عن المثلية الجنسية أمراً محرجاً للشخصيات المعروفة في المجتمع التركي، وفي الفترة ذاتها أعلن حزب الخضر الديمقراطي التركي دعمه لحقوق المثليين.

حرية الشواذ في كنف أردوغان

دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل انتخابه رئيساً للوزراء في 2003 عن حقوق المثليين، وصرّح آنذاك، قائلا: «ينبغي منح المثليين جنسياً الحماية القانونية لحقوقهم وحرياتهم»، وكذلك يجد الرئيس أردوغان دعماً قوياً من الشواذ، ومن أبرز هؤلاء المطرب الشعبي المتحول جنسيا ديفا وحملات الدفاع التي قادها في احتجاجات 2013 من النماذج القوية على تأييد الشواذ للرئيس التركي الذي شهد عهده أكبر قدر من التمكين يتلقاه الشواذ في تاريخ تركيا على الصعيد الحقوقي والقضائي والاجتماعي والسياسي، ففي عهده الزاهر بدعم الشواذ شهدت تركيا أول مسابقة اختيار ملكة جمال المثليين جنسياً، وتأسيس أول مكتبة متخصصة في الشذوذ الجنسي، وإصدار أول مجلة للمثليين، وتم كذلك إقامة أول حفل قران علني لزواج شابين مثليين في تاريخ تركيا رغم أن القانون لم يسمح بعد باعتماد زواج المثليين. وفي عام 2009، تم منع حكم كرة القدم خليل إبراهيم دينسداك من تحكيم المباريات بعد أن أعلن مثليته الجنسية، إلا أن القضاء أمر الاتحاد التركي لكرة القدم بدفع مبلغ 23 ألف ليرة تركية كتعويض عن إبعاد الحكم وتمت إعادته.

وفي 2012 عاقبت محكمة الاستئناف العليا في تركيا، الكاتب الصحفي سيردار أرزيفن، حيث فرضت عليه غرامة قدرها 4 آلاف ليرة تركية بعد أن نشر مقالاً في صحيفة «يني أكيت» وصف فيه المثليين بالمنحرفين، وفي يوليو 2014 قضت المحكمة العليا في تركيا بأن أي إشارة للمثليين بأنهم «منحرفون» تمثل خطاب كراهية. وفي 30 يونيو 2013، اجتذبت مسيرة «فخر إسطنبول» نحو 100 ألف من الشواذ، وهي مسيرة سنوية ينظمها المثليون في إسطنبول آخر يونيو، وكانت أول مسيرة لها في العام. وخلال أحد المؤتمرات الشبابية المفتوحة مع طلاب الجامعات في عام 2014، سأل أحد المشاركين أردوغان حول مدى موافقته على الاعتراف بحقوق المثليين في تركيا، فأجاب: «من الضروري أن نعترف بحقوق المثلية وينبغي أن تكون محمية حتى من قبل القانون في ضوء حقوقهم وحرياتهم وأرى أن المعاملة التي يواجهها المثليون من وقت لآخر في مشاهدة التلفاز غير آدمية». وفي فبراير 2014، أشاد المطرب المثلي المتحول جنسياً بولنت إرسوي المشهور بـ «ديفا» بالرئيس أردوغان وتأييده للمثليين، وقال إرسوي خلال برنامج تلفزيوني على شبكة (SKY 360): «أعشق أردوغان. أنا أحبه. إنه رجل قوي»، كما سبق له دعم أردوغان خلال احتجاجات 2013، قائلا للمتظاهرين: «احتفظوا برد فعلكم وأخرجوه عند التصويت.. لقد شنقنا رئيس الوزراء مندريس، لكننا الآن نخجل لذلك دعونا نهدأ»، وفي يوليو 2016 استضاف أردوغان المطرب المثلي «ديفا» في شهر رمضان على مائدة الإفطار وأبدى له تقديراً على مواقفه الداعمة له، وهو ما أثار حيرة وسائل الإعلام حينها التي تساءلت: «كيف يمكن لرئيس يدعي أنه إسلامي ويحلم بالخلافة أن يكون لديه مثل هذا التوافق السياسي مع مطرب شاذ ولا يوجد رد فعل من ناخبيه المحافظين». وفي يونيو 2014، نظمت تركيا أول مسابقة لاختيار ملكة جمال المثليين جنسياً في البلاد، وتوج بالجائزة يانكي بيرام أوغلو ملكة جمال للمثليين، وهو رجل متحول جنسياً. وفي أغسطس 2014، وافقت السلطات التركية على إصدار مجلة «Gay Mag» وهي أول مجلة للمثليين الجنسيين في البلاد، وأكد حينها رئيس تحرير المجلة أمير أكجن، على حصول المجلة على اهتمام كبير وردود فعل إيجابية. وفي سبتمبر 2014 أقيم أول حفل قران علناً لشابين مثليين في إسطنبول بحضور وسائل إعلامية، فيما لا تعترف المحاكم بعد بزواج المثليين.

وفي 2015، أعلن الحزب الديموقراطي الشعبي الكردستاني أنه سيكون لديه مرشح للمثليين، وأصبح حينها باريس سولو، أول رجل مثلي الجنس بشكل علني يخوض الانتخابات البرلمانية التركية كمرشح من الحزب الديموقراطي الشعبي، وفي فبراير من العام ذاته، أصبحت 2 من المتحولات جنسيا مرشحتين انتخابيتين بارزتين وهما: ديفا أوزينن عن حزب الأناضول في أزمير، ونيلر البيرق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول. وفي تركيا لا يتم حظر الأفلام المتعلقة بالمثلية الجنسية والشذوذ، وتعرض في دور السينما دون أي رقابة حكومية، وتباع كذلك على أقراص الفيديو. وفي قضية تعود لعام 2013 في إحدى محاكم إسطنبول اتهم أحد الأشخاص ببيع غير قانوني لأقراص فيديو رقمية تصوّر إباحية مثلية، وقضى حينها القاضي محمود إيرديملي بأن ممارسة الجنس المثلي فعل «طبيعي»، وذكر أنه ينبغي أن يتم احترام توجه الفرد الجنسي، وذكر أمثلة لزواج المثليين في كل من أوروبا والولايات المتحدة. في 10 يونيو عام 2018 الذي وافق يوم 26 من شهر رمضان المبارك، تم عقد مسيرة «فخر أزمير» السادسة للشواذ، وشارك فيها أكثر من 50 ألفاً من مجتمع المثليين في تركيا. ولا شك أن هذا الرصد ليس سوى جزء قليل، فقط لإيضاح واقع حقوق المثليين في حقبة الرئيس أردوغان.

جمعيات المثليين في تركيا

على الرغم من أن ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي أردوغان نفى السماح بقيام جمعيات معنية بحقوق المثليين في بلاده، إلا أن الحقيقة على العكس تماماً، حيث يسمح في تركيا بتأسيس منظمات للمثليين وتسجل بشكل رسمي كمنظمات غير حكومية، فيما رصدت «عكاظ» أكثر من 16 جمعية للمثليين في تركيا، تأسس بعضها منذ قرابة الـ30 عاماً ولم يتم إغلاق أي منها. ومن أبرز هذه الجمعيات المثلية، «لامدا إسطنبول» التي تأسست في 1993 للدفاع عن حقوق المثليين والمثليات جنسياً في تركيا، وتم إطلاق دعوى قضائية في عام 2008 لإغلاق الجمعية لكن المحكمة الدستورية التركية رفضت القرار، ولا تزال «لامدا إسطنبول» موجودة.

وفي سبتمبر 1994 تم تأسيس جمعية «Kaos Gay&Lesbian» المتخصصة في حقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً في العاصمة التركية أنقرة، وساهمت هذه الجمعية في إنشاء أول مكتبة متخصصة في كتب المثليين، وأصبحت كيانًا قانونياً في 15 يوليو 2005. وفي عام 1996 تم تأسيس منظمة «المثليين والمثليات في الجامعات» (LEGATO)، وافتتحت مكاتب لها في جامعة الشرق الأوسط التقنية وجامعة هاستيب في أنقرة ثم انتشرت في الكثير من الجامعات حول تركيا تحت مسمى «اتحاد LEGATO»، وفي 10 يناير 2001، قامت جميع مكاتب المنظمة (أكثر من 60 مكتباً) بترتيب تجمع كبير، وتعتبر حالياً أكبر منظمات المثليين في تركيا وأكثرها نشاطًا. وفي 2001 تم تأسيس رابطة «المثلث الأسود الوردي» في أزمير، وهي جمعية للتضامن ضد التمييز الجنسي، وسجلت رسمياً في عام 2009، وتم رفع دعوى إغلاق ضد الجمعية لانتهاكها الأخلاق العامة وحماية الأسرة ولكن تم رفض طلب الإغلاق في عام 2010، ولا تزال موجودة. وفي 2007 تم تأسيس جمعية تضامن مثليي إسطنبول (Istanbul LGBTT Solidarity Association)، وفي مطلع عام التالي تم تأسيس جمعية (LISTAG) وهي مجموعة تعمل على دعم وتضامن العائلات والأشخاص المثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسياً، ومقرها إسطنبول. ومن الجمعيات الأخرى (Hêvi LGBT Initiative) تأسست عام 2013 في إسطنبول عقب احتجاجات منتزه غيزي، وفي العام ذاته تأسست (Antalya Pink Caretta LGBTQ) ومقرها أنطاليا. القائمة طويلة ولا يسعنا حصرها في هذا الحيز، ولكن تم رصد أكبر قدر منها للرد على أكاذيب مستشار الرئيس التركي الذي ينكر وجود جمعيات المثليين ويدعي أن القانون التركي لا يسمح بها.

«الإخوان».. على الشاكلة ذاتها

أثبت تاريخ جماعة الإخوان على صعيد تنظيماتها ومؤسساتها والقيادات، أنها قد تبيح جميع المحرمات من أجل غاية الوصول إلى السلطة، حيث جنحت إلى الإرهاب من أجل انتزاع السلطة، والآن تغازل الغرب من نافذة حقوق المثليين، فأصبح لها باع طويل في شرعنة حقوق الشواذ لهثاً وراء السلطة، وللتأكيد على أن لديهم قدراً من البراغماتية والقابلية والجاهزية لإباحة جميع الموبقات وما حرمه الشرع من أجل السلطة. وفي 11 أبريل 2013 كتب عمر مصطفى رئيس الرابطة الإسلامية في السويد (الذراع السياسية لجماعة الإخوان) مقالا في جريدة «افتون بلاديت» عبر فيه عن موقفه من المثلية الجنسية قائلا: «أنا أؤمن بالدفاع عن قانون العلاقات الأسرية الذي يعطي الحق للمثليين أن يتزوجوا كما أنه يعطي للمؤسسات الدينية الحق في تحديد طقوس ومراسم عقد القران ما دامت لا تتعارض مع القانون السويدي».

وفي أبريل 2015 أكد القيادي الإخواني راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في تونس، في حوار أجراه معه الصحفي الفرنسي أوليفيه رافنيلو، أنه «يرفض تجريم المثلية الجنسية»، معتبراً أن «كل شخص حر في ميوله»، وأكمل: «إن ما يحصل داخل المنزل لا يعني أحدا.. هي خياراتك ولا يحق لأحد أن يملي عليك ما يجب فعله». وفي يونيو 2016 عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني جلسة استماع لقيادات بجماعة الإخوان المسلمين من مصر وتونس والعراق، حول مفهوم الإسلام السياسي وعلاقته بالنظم الحاكمة، وتحدث حينها نائب مرشد الجماعة في مصر إبراهيم منير، عن موقف الإخوان من الحرية الجنسية ومدى قبول الجماعة بالمثليين، فأجاب: «الفرد في المجتمع له الحق في اختيار الحياة الجنسية في حياته الخاصة.. الأمر الطبيعي في المجتمع على الأرض الآن أن كل مجتمع له مثله وكل مجتمع له خصوصياته نقول إن الإنسان حر وإن الله أعطاه الحرية في أن يفعل ما يشاء.. الإنسان حر في أن يفعل ما يشاء». أما القيادي الإخواني الماليزي أنور إبراهيم الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في عهد مهاتير محمد، فلم يكتف بآراء وفتاوى قيادات الجماعة حول المثلية بل اتهم وأدين بممارستها، وفي 1998 أقيل من جميع مناصبه وتم سجنه على خلفية اتهامه بالفساد المالي وممارسة اللواط، وتمت إدانته وقضى محكوميته في السجن، وفي عام 2009 رفضت المحكمة العليا الماليزية استئناف إبراهيم إسقاط تهم اللواط، وفي عام 2010 تمت محاكمته في قضية لواط جديدة.

وفى يناير 2016 توجه وفد من أعضاء جماعة الإخوان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأجروا لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي، بينهم مها عزام رئيسة ما يسمى «المجلس الثوري المصري» وأمينه العام وليد شرابي، ومعهما عضوان مما أطلق عليه «برلمان الإخوان»، وهما جمال حشمت وعبدالموجود الدرديري، وخلال النقاشات أبدوا عدم اعتراضهم على حقوق المثليين في إطار الحرية الشخصية للأفراد، وهو ما يناقض فكر الجماعة وأدبياتها وماضيها وحاضرها في التطرف والإرهاب. أما آخر حلقات الإخوان والمتاجرة بالدين للتقارب مع الغرب من خلال آرائهم المنفتحة على الشذوذ والمثلية الجنسية فكانت خلال الأسبوع الماضي، حيث أثار الداعية الإخواني الكويتي محمد العوضي دهشة الكثيرين بدفاعه عن حقوق المثليين جنسياً ومطالبته بعدم ظلمهم ومحاسبة من يتنمر على المثليين، قائلا: «العدالة هي القيمة العليا فوق الانتماءات وفوق كل ما ينبغي أن نطرحه.. ما هي أشكال المظالم التي سقطت على رؤوس من أطلق عليهم اصطلاح معاصر المثليين، سموا بالمثليين، شنو تعرضوا له من ظلم، الجواب بعد أن نعرف من هم هؤلاء»، وحين انهالت عليه الانتقادات، تراجع العوضي عبر مقطع فيديو جديد، وأشار إلى أن عنوان محاضرته (لا تظلموا المثليين) فهم بشكل خاطئ، مبرراً مقصده بقوله: «إن الظلم لا يجوز على أحد، لا السراق ولا القتلة ولا الزناة ولا مرتكبي الجرائم.. بل تعطي الإنسان الحكم العادل من الله، بمعنى أن لا بد أن تكون العدالة مع كل مجرم»، في إشارة منه إلى أنه يقصد أن المثليين مجرمون ولكن يستحقون العقاب العادل، وهو ما يناقض الكثير مما ذكره في محاضرته الأولى التي تحتوي على مضامين صريحة عن حقوق المثليين، وهو نفاق فاضح وتبدل في المواقف بأقصى درجات الميكافيلية.. الغاية تبرر الوسيلة.

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11

تقنين الفجور.. كيف شرعت الدولة العثمانية للمثلية الجنسية ومنعت تجريمها؟​

الجمعة، 19 يونيو 2020 09:00 م
تقنين الفجور.. كيف شرعت الدولة العثمانية للمثلية الجنسية ومنعت تجريمها؟
المثلية الجنسية فى الدولة العثمانية - أرشيفية


كتب محمد عبد الرحمن
مشاركة

أثار انتحار الناشطة سارة حجازى، اللغظ حول ميولها الجنسية، وحول ما كانت مثلية الجنس كما أعلنت من قبل، وهو السلوك الذى رفضه الكثير من المتدينين باعتبارها وجها من أوجه الفجور، وبعيدا عن ظاهرة المثلية الجنسية، وكونها مرفوضة مجتمعيا، واعتباره سلوكا غير قويم، إلا أنها ظاهرة انتشرت وبقوة داخل الدولة العثمانية، التى يتشدق البعض بالدفاع عنها الآن.
لم تكن الدولة العثمانية دولة للخلافة الإسلامية كالتى أرادها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أو طبقها الصحابة الكرام فى دولة الخلفاء الراشدين "أبى بكر، عمر، عثمان، على" وإنما هى دولة فساد سياسى وانحراف أخلاقى، وواحدة من أكثر البلاد دمارا فى البنية الاجتماعية.
Untitled

وبحسب الباحثون فإن الانحرافات الأخلاقية المثبتة تاريخياً والتي جعلت من الأطفال مثليين بالإكراه في عهد الدولة العثمانية يمكننا القول بأن دولة الخلافة المزعومة قد حولت الأطفال إلى أدوات متعة.
وبحسب عدد من المصادر، فكان هناك ظاهرة تدعى (Köçek) انتشرت من القرن 17 حتى 19، وهم صبيان صغار، من سن السابعة يتم تدريبهم على الرقص وارتداء ملابس الإناث، يختارون من بين غير المسلمين عبر ما يعرف بضريبة الدم أو الأفراد، ويقومون بالعزف على الآلات، و يرقصون للرجال بالحانات والقصور السلطانية، ويضعون أدوات التجميل كالنساء تماما، وقد كتب فيهم الشعر، ولحنت لهم الموسيقى.
EZ80kCgWkAA-169

و مع انتشارهم و تقاتل الناس عليهم من أجل الظفر بهم، منع السلطان محمود الثاني الرقص بالحانات حتى لا يتحول الأمر إلى فوضى، خاصة مع تحول الـ Köçek إلى سلطة كبيرة دفعت بعض الجواري لقتلهم لحظوتهم بالقصور السلطانية على الجوارى.
وفى عام 1858م، قام السلطان عبد المجيد الأول سلطان الإمبراطورية العثمانية بتشريع وتقنين (يلغي تجريم) المثلية الجنسية، ومنذ هذا العام بات من حق المثليين الممارسة دون أن يعاقب عليها القانون، والدولة العثمانية إجمالاً لم تتخذ موقفاً مناهضاً للمثلية إلا في حدود معينة تتعلق بالقوة (الاغتصاب)، وبرر البعض صدور القرار العثمانى، لانتشار المثلية بين الجنود الأتراك بسبب قضاءهم فترات طويلة في البلدان التي غزاها.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11

«السلاطين أغرموا بالغلمان».. من حكايات اللواط في العصر العثماني​

مثلية جنسية

مثلية جنسية

تمتلك ممارسات اللواطة في تركيا ماضيًا معقدًا، منحت فيه شرعيتها الأدبية من تكايا المتصوفة، ثم الاعتراف القانوني الرسمي من الدولة العثمانية. كما ارتبطت رأسًا بسياسات الاسترقاق الخاصة التي اتخذها الأتراك، وانخرط فيها بغير خجل أو وجل، الأكابر من رجالات العثمانيين، وعلى رأسهم البعض من السلاطين أنفسهم.
تبدأ حكاية اللواط في تركيا من تكايا الطريقة البكتاشية الصوفية، التي ارتبطت بها الدولة العثمانية منذ نشأتها. في المعتقد البكتاشي، وكان خليطًا عجيبًا من المعتقد الشيعي الإثنى عشري، وبعض الثيمات المسيحية، والأعراف التركية البدوية، اعتبر النظر إلى الغلام الأمرد (أي الصبي الصغير الذي لم تنبت لحيته بعد) لونًا من العبادة، الأمر الذي اعتبر بابًا سمح لأتباع الطريقة البكتاشية، وكان من بينهم سلاطين آل عثمان أنفسهم، بممارسة الجنس مع الغلمان.
ولما كان العثمانيون قد جعلوا من مشايخ البكتاشية الممول الروحي للفرق العسكرية الجديدة التي شكلتها الدولة من الأسرى المسيحيين الصغار، فيما عرف بنظام «الدوشرمة»، فقد أصبح مصير هؤلاء الغلمان الوافدين، خصوصًا الذين اختيروا لجمال أشكالهم لخدمة السلطان شخصيًا، عرضة للتعرض الجنسي من رأس الدولة العثمانية.
يقول المؤرخ الفرنسي فيليب مانسيل، في كتابه «القسطنطينية، المدينة التي اشتهاها العالم»: «كان القصر عالمًا قائمًا بذاته، وكان دخول غلام جديد يحدث عبر مراسم تطهر صارمة، فكان الغلام الجديد يترك ثلاثة أيام وحده من دون أن يكون هناك أحد يتحدث إليه إلى أن يخبره رئيس الخصيان بأنه قد انضم منذ ذلك الحين إلى صفوف عبيد السلطان. كان شعر الغلمان يقسم إلى ضفائر بالقرب من آذانهم، كتذكير لهم بأنهم يجب أن يظلوا عبيدًا للسلطان إلى الأبد وكانوا يعاملون معاملة الكلاب المربوطة المقيدة بمقود من رقبتها، فكانوا إذا خالفوا قاعدة يضربون ضربا مبرحا.. وكان أقدر وأوسم أربعين غلاما يختارون للخدمة في غرفة السلطان الخاصة كان لكل غلام عمل منفصل، فأحدهم كان يعتني بسيف السلطان وآخر ببغاواته وثالث يحلق للسلطان ورابع يقلم أصابع يديه وقدميه. وفي الليل، كانت أسرة الغلمان توزع على زوايا الغرفة الأربعة. وفي وسطها كان يوجد سرير السلطان العريض».
إضافة إلى تلك الرعاية من البكتاشية وشرعنة اللواط، فبعض المصادر تميل إلى تعيين كتاب «قابوس نامه» للأمير كيكاووس من آل زيار والذي ألفه عام 475 هـ/ 1082، كمصدر ثان برر به بعض العثمانيين ممارستهم للواط. ففي هذا الكتاب، الذي هو أساسًا مجموعة من النصائح يقدمها الأمير كيكاووس لابنه، ترد النصيحة التالية: «إذا أردت الصحة والسعادة فعليك بالنساء إذا جاء الصيف، وعليك بالغلمان (أوغلان) إذا جاء الشتاء، لأن جسد الغلمان حار واجتماع حارين في الصيف مضر بالصحة. وجسد النساء بارد فإذا اجتمع باردان في الشتاء جف الجسد».
وعلى الرغم من رفض سعيد أوزتورك وأحمد آق كوندوز في كتابهما «الدولة العثمانية المجهولة» ترجمة أوغلان في نص «قابوس نامه» بالغلام حصرًا، وقولهما إنها كانت تعني بالتركية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الشبان والشابات معا، وبالتالي نفي ممارسة اللواط عن السلاطين من آل عثمان، فإن حقيقة أن ممارسة الفاحشة بالصبيان قديمة في الممالك الإسلامية قبل نشوء الدولة العثمانية نفسها، إذ ورثتها تلك الممالك عن الحضارات الأسبق، وورثها العثمانيون عنها بطبيعة الحال، يميل بالمرء إلى المصادقة على أن أوغلان الواردة في نصيحة كيكاووس بعد ترجمتها إلى اللغة التركية، كانت تعني الغلمان الذكور.
ولعل أصدق الأدلة على هذا ما أثر عن ممارسة بعض السلاطين العثمانيين اللواط بصبيان الدوشرمة في أجنحتهم الخاصة. من هؤلاء السلطان الشهير محمد الفاتح، الذي يقول فيليب مانسيل إنه كان مركًبا من التناقضات، فهو «وحشي ووديع، قاس ومتسامح، وتقي ولوطي». ويروي عن الفاتح تعشقه للأمير الروماني رادو الوسيم، عندما كان رهينة في البلاط العثماني بأدرنة. ورادو هو نفسه شقيق الكونت دراكولا الثالث، حاكم ترانسلفانيا المتوحش، الذي تحولت سيرته الملطخة بالدماء إلى أسطورة مصاص الدماء الشهيرة.
كذلك عرف السلطان العثماني مراد الرابع بميوله المثلية، والتي جعلته إلى جانب فحولته العسكرية ومطاردته لشاربي القهوة والخمر في شوارع إسطنبول، عاشقًا لشخص يدعى موسى جلبي، كانت العاصمة العثمانية تلهج بذكر خلواتهما.
إلى جانب ذلك، فقد أسبغ على اللواط، وعلى شاكلة الدعارة، الصفة القانونية في الأقاليم العربية الخاضعة للعثمانيين. ولدينا نص الرحالة العثماني أوليا جلبي الذي زار مصر في منتصف القرن الـ17 الميلادي، وأشار إلى معاينته بيوت الدعارة واللواط في القاهرة خارج باب اللوق، وتحصيل كبار الفرق العسكرية العثمانية الضرائب من المشتغلين في تلك المهن.
وقد ظلت ممارسات اللواطة منتشرة على الرغم من أنوف الفقهاء المسلمين الذين اعتبروها منافية للشرع الإسلامي، حتى منتصف القرن الـ19 الميلادي، حين أعلن السلطان عبد المجيد الأول عن بدء عصر التنظيمات في تركيا، والذي استهدف علمنة الدولة العثمانية. كان من ضمن القوانين التي انبثقت عن التنظيمات تلك، قانون يلغي تجريم ومعاقبة الأفعال الجنسية المثلية، تم التصديق عليه من عبد المجيد الأول العام 1858، قبل عقود من صدور قوانين مثيلة في الغرب الأوروبي نفسه. وقد اختتم ذلك القانون نحو ثلاثة قرون كاملة من الصراعات بين المؤسسات الدينية والدولة العثمانية حول شرعية اللواط، كان الانتصار فيها جميعا للأخيرة، بعد أن أفلتت بالمثلية الجنسية في كل مرة بعيدًا عن مظلة الشرع.

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11

بماذا يخبرنا التاريخ عن المثلية الجنسية لدى العثمانيين؟​


كاتب: İrvin Cemil Schick
مصدر:
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!


استهل إرفين جميل الباحث في شؤون التاريخ الثقافي والفكري،
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
المنشور في مجلة «أيون» الإلكترونية والتي تهتم بالأفكار والفلسفة والثقافة، أن التاريخ قد يكون أفضل كاشف لموضوع الهوية الجنسانية ومغايري الجنس، عند مواجهة حقيقة أنه في معظم التاريخ لم يكن الناس ببساطة يتصورون الجنسانية بعبارات ثابتة وديموقراطية، يصبح من الأسهل بكثير تخيل مستقبل تحرري وتعددي.
تقدم العلاقات شبه المؤسسية بين الرجال البالغين والصبية الصغار في الحضارة اليونانية القديمة مثالًا للممارسات الجنسية التي تختلف عن تلك الموجودة في الحاضر، عندما يقول العلماء إن «المثلية الجنسية» هي بنية حديثة، فإنها لا تعني أن الناس في الماضي لم ينخرطوا في علاقات من نفس الجنس سواء كانت عاطفية أو جنسية، بل تعني أنه تم النظر إلى العلاقات المثلية في عصور ما قبل الحداثة باعتبارها مجرد ميل أو ممارسة، بينما اعتبرت خلال القرن التاسع عشر طبيعة فطرية وهوية.
تم صياغة مصطلح المثلية الجنسية باللغة الألمانية في عام 1868، من قبل الكاتب والصحفي النمساوي المجري كارل ماريا بينكيرتن، هذه الحقيقة تثير تساؤلًا حول كيف يمكن أن يكون الناس قد تصوروا ما نفكر به الآن بوصفه مثلية جنسية قبل وجود الكلمة، إن عنوان كتاب المؤرخ الفكري
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
عن العلاقات المثلية «قبل المثلية الجنسية في العالم العربي الإسلامي» يعتبر ذا أهمية.
The_Vanmour_School_-_Marines_of_the_Ottoman_Navy.jpg

يكمل إرفين أن قبل مجيء التأثير الغربي على معيارية المغايرة في أواخر القرن التاسع عشر، قدمت الأعراف الجنسية صورة مختلفة جدًا في الإمبراطورية العثمانية، إذ قام بالنظر إلى التجربة العثمانية للجنس بمساعدة هيلجا أنيتشوفير وأيبك هونر كورا ذوي الأصول العثمانية من جامعة شيكاغو، والبحث عن المصطلحات الجنسية في الأعمال الأدبية العثمانية، تدور نتائج البحث حول وجود أكثر من 600 كلمة جنسية، وإيضاح الطريقة التي تعايشوا بها مع الجنس وكيف فكروا به في جميع أنحاء العالم الناطق بالعثمانية، وبصورة أساسية في إقليم تركيا الحديث وجيرانها المباشرين.
بلا شك أن المفردات المستخلصة حتى الآن ليست شاملة، لكن ظهرت بعض الأنماط الجنسية الواضحة التي يمكن الحديث عنها، وهي وجود ثلاثة أنواع جندرية ونوعان من الجنسانية. أولًا، بدلًا من الانقسام بين الذكور والإناث، ترى المصادر بوضوح أن الرجال والنساء والغلمان ثلاثة أنواع جندرية مختلفة، في الواقع، لا يعتبر الغلمان بدائل للنساء ويعود هذا إلى الخصائص المشتركة بينهم مثل غياب شعر الوجه، فيتم تصنيفهم -الغلمان- باعتبارهم جندر منفصلًا، وعلاوة على ذلك يتم اعتبارهم متحولين جنسيًا بعد البلوغ -الرجولة.
ثانيًا، تشير المصادر إلى أن هناك نوعين بارزين من الجنسانية، ولكن بدلًا من الانقسام الثنائي المتفرع (مغاير-مثلي الجنس)، يتم تعريف نوعي الجنسانية على أنهم طرفين، الطرف المسيطر في الممارسة الجنسية والطرف المسيطر عليه. بالنسبة للمسيطر، يعتبر اختيار الشريك في العملية الجنسية مسألة ذات أهمية قليلة وبالمقام الأول ذوق شخصي. والجدير بالذكر أن الكلمات العثمانية المستخدمة الواصفة للتوجه الجنسي للمسيطر كانت خالية تمامًا من تقدير القيمة والذات للطرف المسيطر عليه مثل المطالب، والرغبات، والمزاج، والشخصية، والتصرف، والطريقة، والسلوك، والمسار، والاختيار والتفضيل. ويعتبر الغلمان والنساء ليسوا بالنبلاء ولا أكثر تقديرًا مثل الرجال كونهم مسيطرًا عليهم في العملية الجنسة. باختصار بدلًا من هوية جنسية محددة بشكل جيد، تشير الأدبيات إلى أنه في المجتمع العثماني كان اختيار الرجل للشريك الجنسي يُنظر إليه على أنه مجرد مسألة ذوق شخصي.

لقد أظهر خالد الرويهب أن تقييم العديد من المستشرقين الغربيين فيما يتعلق بظهور وقبول المثلية الجنسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان مفارقة تاريخية، ويعاني من الافتراض المتعالي للصحة العالمية والتاريخية لفكرة موحدة عن المثلية الجنسية. وقد جادل بأن المصادر العربية الحديثة تشير إلى وجود وجهة نظر مختلفة، وكما قال الباحث في الأدب العربي في جامعة السوربون في باريس فريدريك لاغرانج، في كتابه «الجنسانية الإسلامية»: القارئ الغربي المعاصر الذي لم يشكك أبدًا بمفهومه الشمولي عن المثلية الجنسية وجده مقسمًا إلى العديد من الأدوار،حيث إن مؤلفي القرون الوسطى لا يرون عادةً تماثل الرغبة بين المسيطر والمسيطر عليه في العلاقة الجنسية المثلية.
ويرى إرفين جميل أن المصطلحات الجنسية المستخدمة في الأدب العثماني تشير إلى أن الأمر نفسه ينطبق على هذه الحالة أيضًا، «المثلية الجنسية» باعتبارها تعبيرًا شاملًا يشمل الشركاء الذكور والإناث، الغلمان وكبار السن، والمسيطر والمسيطر عليهم لم تكن موجودة ببساطة، بدلًا من ذلك فإن اللغة العثمانية غنية للغاية بكلمات عالية التخصص التي تصف المشاركين المحددين الذين يقومون بأدوار محددة.
كانت العلاقات بين الرجال والغلمان بحلول أواخر القرن التاسع عشر قد وقعت في حالة من عدم الرضا، وفي وثيقة مقتبسة إلى السلطان عبد الحميد الثاني، كتب المؤرخ ورجل الدولة أحمد جودت باشا: «ازداد عدد محبي النساء، في حين انخفض عدد محبي الفتيان، وكأن شعب لوط قد ابتلعته الأرض،لقد تم الآن إعادة توجيه الحب والألفة اللتين كانتا في إسطنبول نحو الفتيات، وفقًا لحالة الطبيعة، والتي كانت سابقًا موجهة نحو الشباب بشكل سيء».

Yeni_Cami_mosque_and_Emin%C3%B6n%C3%BC_bazaar.jpg

بالطبع كان انخفاض تلك الظاهرة مفيدًا، لكن التغيير بشر أيضًا بظهور التأثير الغربي على معيارية المغايرة في المجتمع العثماني، والقمع الذي تفرضه حتمًا. يعتبر اليوم رهاب المثلية قوة مطلقة في تركيا، في 26 مايو (أيار) 1996 أي قبل أسبوع من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثاني للمستوطنات البشرية الذي عقد في إسطنبول، قام مافيا يمينيون بمذبحة ضد المتحولين جنسيًا الذين يعيشون في شارع أولكر بالقرب من ميدان تقسيم، مما أسفر عن وفيات وإصابات، وفي العام الماضي منعت السلطات إقامة الاستعراض السنوي لمثليي الجنس في إسطنبول.
يختتم إرفين جميل مقاله أن المرء لا يسعه إلا أن يأمل من الحكومة التركية من تبجيلها المستمر لأسلافها العثمانية نهجًا أكثر استنارة للجنسانية.


من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

MainArticle_24_01_Header.png

خالفوا الشريعة الإسلامية صراحةً​

العثمانيون سبقوا أوروبا في شرعنة "المثلية "​

سنة 1858م​

طغى بعض سلاطين العثمانيين، حتى مارس بعضهم ما يخالف الفطرة الإنسانية، حين قفزوا على السلطة في لحظة تدهور للعالم الإسلامي وأصبحوا فجأة حكّامًا في أيديهم مصائر المسلمين، اعتقدوا أنه بات بإمكانهم أن يقوموا بما يريدون من دون أن يحاسبهم التاريخ على جرائمهم.
فمن ضمن الصور الحقيقية لسلاطين الدولة العثمانية أنهم أنشأوا سياجًا من السرية والغموض حولهم، اعتقادًا منهم أنه لن يعرف أحد ماذا يفعلون في قصورهم، ومن هم المقربون للسلطان والمؤثرون في حياة ملايين البشر؟! ومن كان يجرُء على اخترق هذا السياج فإن مصيره القتل الفوري، وكم أهدر بنو عثمان دماء بعض البشر لأتفه الأسباب.
ولأن الزمن كفيل بكشف الحقائق التي حاول كثير من سلاطين العثمانيين حجبها عن الناس، فإن أكثر تلك الحقائق صادمة للمؤرخين الذين اكتشفوها أو كُشفت لهم وكتبوا عنها، وغالبا ما كانت المشاهد أبشع من أن يتخيلها أحد، فلم يكن الغموض والسرية سوى سياجًا لتجنب اكتشاف أن قصور بني عثمان – في أغلب فترات حكمهم – ليست أكثر من ساحات تُمارس فيها الأفعال الماجنة، وتُقام فيها الحفلات الشاذة وتُهان فيها النفس البشرية بأحط الرغبات دناءة، ولعل البعض يظن أن الحديث عن تلك الأمور نوعٌ من التَّجَنِّي من قبل المؤرخين على الدولة العثمانية، لكن الحقيقة أن المؤرخين لم يجدوا في قصور سلاطين الترك سوى الرذيلة والعبودية.
أبرز ما توقفت عنده المصادر التاريخية، أن بعضًا من سلاطين الترك كانت لديهم ميول لغير النساء، وظهر ذلك مبكرًا في الدولة العثمانية التي عمل سلاطينها على التقرب من الطريقة البكتاشية التي تتيح لأقطابها الشذوذ كجزء من طقوس التصوف، ومن ناحية أخرى وجد أقطاب الطريقة البكتاشية أن قربهم من سلاطين الترك سيعود عليهم بالفائدة، فما كان منهم إلا أن اعتبروا بني عثمان أقطاب الطريقة بالبكتاشية وأباحوا لهم ما يخالف الفطرة الإنسانية، باعتباره وسيلة للارتقاء الروحي وتلقى المدد الروحاني من السماء، في أسوأ أنواع استغلال الدين بشكله المشوَّه.
بعد هذا التلاعب انطلق سلاطين الترك لإنشاء مؤسسة كاملة لهذا الغرض المشين، وكانت البداية في عهد السلطان بايزيد الأول (1389-1403)، الذي عُرف عنه ميله للرجال ومشاركة وزيره جاندرالي علي باشا في تنظيم حفلات المجون التي يجلب فيها الغلمان لبايزيد الأول، وقد أصبح كثيرٌ من هؤلاء الغلمان -فيما بعد- من كبار رجال الدولة حتى انتشر داخل الدولة العثمانية مثلٌ يفي بأنه لا يرتفع في المناصب إلا من كان معروفًا في تلك الحفلات الماجنة التي تخالف الفطرة السليمة.
يصف الفرنسي فيليب مانسيل في كتابه “القسطنطينية.. المدينة التي اشتهاها العالم” أن قصر الحكم في الدولة العثمانية كان عالمًا قائمًا بذاته، أما عن الغلمان فكانت لهم طقوس ومراسم، وصفها “مانسيل” بأنه حين يدخل غلام جديد يترك وحده ثلاثة أيام دون أن يتحدث إليه أحد حتى يخبره رئيس الآغاوات بأنه انضم إلى صفوف عبيد السلطان.
أما هيئة هؤلاء الغلمان، فكان شعرهم يقسم إلى ضفائر بالقرب من آذانهم ويعاملون معاملة الكلاب المقيدة بمقود من رقبتها، وكانوا إذا خالفوا قاعدة يضربون ضربًا مبرحًا، أما أوسم أربعين غلامًا فكانوا يُختارون للخدمة في غرفة السلطان الخاصة، وكانت أسرّتهم توزع على زوايا الغرفة الأربعة وفي هذا المكان ارتكبت كل الموبِقَات المخالفة للفطرة السليمة.
هؤلاء الغلمان كان يتم تهيأتهم بعد ذلك من خلال تسميتهم بأسماء زهور، كنرجس، وورد، وكلها ذات دلالات أنثوية، كما أجبروا على تعلم العزف على الموسيقى والرقص ووضع مساحيق التجميل وارتداء بِدل الرقص كالنساء.

فرضوا على الغلمان ملابس النساء.​

q2.png

أتفيانو بون، سفير إيطاليا في الدولة العثمانية خلال الفترة (1604-1608)، يكشف في كتابه الذي صدر منتصف القرن السابع عشر الميلادي “سراي السلطان”، أن علاقة سلاطين العثمانيين مع بعض الغلمان لم تمر مرور الكرام، فالسلطان محمد الفاتح (1444-1481)، ارتبط بعلاقة مع أحد الغلمان واستمرت تلك العلاقة حتى بات الناس يتهامسون بها، لكن لم يستطع أحد منهم قول شيء خشية القتل، رغم ذلك لم يأبه “الفاتح” بأي حديث وظلت علاقته مستمرة.
أما تفاصيل تلك العلاقة فتعود إلى عام (1433) حين استطاع السلطان مراد الثاني أن ينتصر على أمير الصرب وأخذ 70 ألفًا من الأسرى، كان منهم ولدان لأحد القادة المتعاونين مع أمير الصرب، وهم “فلا تبس” و”رادو الوسيم”، وحين تولى محمد الفاتح الحكم خلفًا لأبيه أطلق سراح “فلا تبس” لكنه احتفظ بـ “رادو الوسيم” وتعلق به ونشأت بينهما علاقة استمرت لسنوات طويلة دفعت المؤرخين إلى وصف محمد الفاتح بأنه كان مركبًا من التناقضات المحيرة.
“الفاتح” لم يكتف بذلك، فبجانب علاقته مع “رادو الوسيم” كان يختار أجمل الأطفال المخطوفين من أوروبا للعمل في غرفته، ووصل به الأمر إلى الدرجة التي دفعته إلى إجبار غلمانه على ارتداء النقاب بعد أن تملَّكته الغيرة عليهم، ما يدلل على أن مخالفة الفطرة منتشرة داخل القصر العثماني.
وفي الوقت الذي كان العالم كله يُحرم المثلية، وقد نهى عنها الإسلام بنصوص صريحة وواضحة، كان محمد الفاتح هو من أمر بتقنين الفسق بإسقاط عقوبة “اللواط” واعتبارها مباحة مع الغلام الجميل الذي يعتبر دليلاَ على جمال خلق الله!

غيرة "الفاتح" على غلمانه جعلته يجبرهم على لبس النقاب.​

q2.png

أما مراد الرابع (1623-1639)، فكان الأغرب من بين سلاطين الترك، ليس لكونه صاحب ميول شاذة بل لكونه رفع شعار الفضيلة والشرف فطارد شاربي القهوة، وحرَّمها، وجلد من يشرب الخمر، وأصر على جعل شواربه بصورة تجعله قويًّا ومهابًا، ولم يكن ذلك أكثر من محاولة لتعويض ما كان يشعر بافتقاده، إذ كشفت الوثائق التاريخية أن مراد الرابع كان يعشق غلامًا يدعى موسى جلبي، وكانت العاصمة العثمانية تعرف ذلك وتتندر عليه في الجلسات الخاصة بين الأهالي.
كذلك كان على نفس النهج سليم الثاني (1566-1574)، والمعروف بالسكّير، فبجانب إدمانه الخمور احتفظ لنفسه بنحو 1500 من أجمل الغلمان والآغاوات، وبلغ به الأمر إلى درجة إهداء أحد غلمانه قصرًا كانا يلتقيا فيه بشكلٍ دوري، هذا في الوقت الذي كان يجوع فيه ملايين المسلمين بسبب الفقر الذي عاشوا فيه تحت حكم بني عثمان، وعهد السكير تحديدًا.
ولأن بعضًا من سلاطين العثمانيين تعاملوا مع مخالفة الفطرة الإنسانية بتساهل وشاع بين الأتراك اقترافهم لذلك في فترات متفرقة من تاريخهم، فقد أخذ الأمر بُعدًا عامًّا في العاصمة العثمانية إسطنبول، إذ اقتُرفت المثلية بدعم غير مُعلن، وكأن فقر سكان العاصمة وقهرهم لم يكن كافيًا حتى يغرقونهم في هذا المستنقع بتذليل كافة العقبات وجعل الأمر طبَعَيًّا في حُكم المُباح.
ونتيجة ذلك تحولت الحمامات العامة والخانات إلى أوكار، وراح أصحابها يطوفون أسواق النخاسة التي روّج لها سلاطين الترك، يشترون أجمل الغلمان، خاصة الأطفال القادمين من أوروبا.
هذه الظاهرة العثمانية في مخالفة الفطرة الإنسانية لم تؤثر فقط على الناس من الناحية الدينية بل من الناحية الاجتماعية، وقد كشفت رسالة الأميرة فاطمة سلطان التي أرسلتها إلى والدها سليم الأول تشكو فيها زوجها مصطفى باشا المنغمس في الشذوذ قائلة “يا والدي السلطان، إن الدنيا ضاقت بي فقد تزوجت شخصًا لا يهتم بي ولا يعتبرني في أهمية الكلب، فكل اهتمامه هو معاشرة الغلمان وقضاء أوقاته معهم”، وتلك الرسالة عدّها مؤرخون لسان حال كثير من النساء في كثير من فترات حكم الدولة العثمانية بعد أن أصبحوا مهددين في ظل تصاعد مخالفة الفطرة.
أما عبدالمجيد الأول (1823-1861)، فقد وصل الأمر به أن أقرَّ السلطان في عام (1858) الشذوذ الجنسي من خلال فرمان قضى بإلغاء أي عقوبة للشذوذ، إذ كانت مجرد حبر على الورق، لكن بمقتضى هذا الفرمان بات الأمر أكثر رسمية، وإذنًا بفتح أماكن رسمية لذلك.
وبموجب هذا القانون تكون الدولة العثمانية قد سبقت الكثير من الدول الأوروبية والغربية في إباحة ممارسة المثلية، فبريطانيا أقرّت الشذوذ بين النساء في 1886 بعد الدولة العثمانية بنحو 3 عقود، وإيطاليا ألغت تجريم المثلية في 1890 أي بعد 32 عامًا من إلغاء العثمانيين تجريم المثلية، ولا يزال هذا التشريع ساريًا حتى بعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة وإلى يومنا هذا، لذلك فإن الشيء الوحيد الذي سبقت فيه الدولة العثمانية العالم كله كان الاستعباد ونشر الفسق والفجور.

المراجع:
  1. فيليب مانسيل، القسطنطينية.. المدينة التي اشتهاها العالم 1453-1924، ترجمة: مصطفى قاسم (الكويت: عالم المعرفة، 2015).
  1. أتفيانو بون، سراي السلطان، ترجمة: زيد الرواضية (أبو ظبي: مشروع كلمة، 2014).
  1. أحمد عبد الرحيم مصطفى، في أصول التاريخ العثماني، ط2 (القاهرة: دار الشروق، 1986).
  1. شرعنة «المثلية».. من العثمانيين إلى الإخوان– صحيفة عكاظ الجمعة 10 يوليو 2020.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Nile Crocodiles

طاقم الإدارة
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
5,327
مستوى التفاعل
24,015
المستوي
5
الرتب
5
Country flag
@Shokry
موضوع مميز وملئ بالمعلومات الصادمة لي شخصيا عن حياة بعض السلاطين العثمانيين.............

واكثر ما استغربه هو شرعنة المثلية واللواط ممن يطلق عليهم شيوخ اسلامية وقت الدولة العثمانية الفاسدة

ويجب ان لا نستعجب مما يفعله اردوغان مع المثليين من وجود قوانين تحميهم في ارض تركيا لانه ورث هذه المعتقدات الشاذة المحرمة من اجداده العثمانيين

بصراحة يجب ان يكون دراستنا للتاريخ اكثر تعمق في منهاجنا الدراسية لكي يعرف اجيالنا الناشئة الحقيقة المجردة بدون اي تجميل
 

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوى !
هي دي الخلافة اللي عايزينها ترجع تاني ياصديقي وقال ايه اسلامية!! اساءة للدين دخوله في السياسة والله

ديما يقولولك دولة اسلامية وفي نفس الوقت مدنية مكنتش فاهم الا قريبا ان دا قصد الاخوان

نعمل تركيا في مصر يعني نبقى كلنا بأرايل
 

Aymanop1522

عضو مميز
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
4,481
مستوى التفاعل
22,879
المستوي
4
الرتب
4
Country flag
اكثر ناس اضروا بالإسلام هما العثمانين دول شرعوا المثلية والدعارة وشرب المخدرات والشيشة واحتلوا الدول العربية وسابوا الأوروبيين وهما سبب في تخلف مصر فوق 300 سنة وإكبار إنجاز ليهم هو الامان ياللي
 

IOM&IOT

عضو مميز
إنضم
23 نوفمبر 2021
المشاركات
1,868
مستوى التفاعل
5,860
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوى !
سبحان الله

المتمسكين بدينهم زي السنة(بأهل المذاهب الاربعة و ما الى ذلك ) و الصوفية من المسلمين وما لاحظته من المسحيين الارثوذكس

لا يقبلون تلك الافاعيل ابدا و هذه الافعال الشنعاء المنكرة النجسة


واذا كنتم فاكرين ان مفيش ارتباط بالدين عن جزئية المثلية دب بالذات كمثل فذلك خطأ

هناك ارتباط وثيق جدا

حتى وان فعل اي مسلم او مسيحي فيه خطيئة يسارع في التوبة و يرجع


لكن فعلا ما لاحظته ان اكثر هؤلاء اما ينكرون الدين او يخرجون منه كي يفعلوا ما يحلوا لهم


او يألفوا من مخهم كلام عشان يحلوا اللي ربنا حرمه

انا فاكر كويس من سنيتن الاستاذ و المفكر الكبير أسامة الدليل كان دخل فترة على clubhouse وكان بيقول رؤى في المستقبل

قال من ضمن الاخطار التي تهدد الامن القومي المصري الالحاد و عزوف الناس عن الدين و الشذوذ

وكان دائما يؤكد على ضرورة ان المؤسسات الاسلامية و المسيحية في مصر تحارب تلك الافكار بالتعاون مع الاجهزة الامنية


اتمنى فعلا الدولة تدعم اكثر في الحجات دي ..

لان الافكار اللي بتيجي من بره بقت كتير زي المثلية اللي بقت طاغية في كل حاجة ... حاجة منتهى القرف
 

IOM&IOT

عضو مميز
إنضم
23 نوفمبر 2021
المشاركات
1,868
مستوى التفاعل
5,860
بمناشبة الفديو يا شكري ... حاجة منتهى القرف دي اكيد مش مسلمة ابدا ...دي دسيسة

لان مفيش مسلم سوي هيقتنع بالافكار القبيحة دي

لذلك الكلاب دول بيحاولوا يروجوا لصورة اهم مسلمين مثليين اهم


ربنا ياخدهم
 

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11

Aymanop1522

عضو مميز
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
4,481
مستوى التفاعل
22,879
المستوي
4
الرتب
4
Country flag

Shokry

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
20,725
مستوى التفاعل
77,294
المستوي
11
الرتب
11
الشذوذ في بلاط آل عثمان ثريد طويل يستحق الاطلاع عليه في الوقت الذي كان العالم يحرم المثليه شرعتها الدوله العثمانيه حتى اصبحت من العلاقات الطبيعية و التي حاولوا السلاطين حجبها عن الناس، يعتقد بأن ممارسه هذا الشذوذ بدأ من القرن ١٤ ..... يتبع

1689871950102.jpeg

فقد تم ممارستها على ( الطريقه البكتاشيه ) الذين أحلوا معاشره الغلمان و الرجال و اعتبروها جزءا من ممارسة طقوس التصوف بهدف الوصول للأرتقاء الروحي و تلقي المدد الروحاني من السماء.......يتبع


انتشرت ظاهره ال ( كوجيك ) (kocek )و هم الغلمان الصغار اللذين اخذوا بالقوه من الدول التي غزتها الدوله العثمانية ( كما اخذوا السبايا ملكات يمين) و وضعت ضريبه تعرف ب ( ضريبة الغلمان) أو ( ضريبة الدم ) و يتراوح أعمار الغلمان بين ٧ و ١٠ سنوات ....... يتبع

و كانت تقام الحفلات الشاذة حتى ان أصبحت جزء من الفلكلور العثماني، فكان يتم تدريب الغلمان على الرقص و أرتداء ملابس النساء و وضع أدوات الزينه النسائية ( كانوا يستبقون احداث الجنه ) ......يتبع

ذكر الشاعر الانجليزي اللورد بايرون حيث يروي رفيقه بالسفر جون كام هوبهاوس في مذكراته أنه في يوم السبت ١٩ مايو ١٨١٠ ذهب مع بايرون الى احدى الخمارات في أسطنبول و رأوا هناك صبيان شاذين من يرقصان كالنساء و يقبلان بعضهما بشكل مقزز ...... يتبع

1689872037679.jpeg
كانت حمامات الرجال العامة في إسطنبول وكرا لممارسة الشذوذ تحت بصر و موافقه الدولة فقد زودت الحمامات بغلمان بيض و سود لإرضاء اذواق الشواذ ، و ألحقت غرف خاصه لمن يرغب في الانفراد بضحيته مخطوطه من القرن ١٩ .....يتبع

1689872063887.jpeg
و قد قام محمد الثاني بإلغاء عقوبه الشذوذ و استبدلها برسوم ماليه و الذي أستمدها من كتاب (قابوسنامه ) الذي ألفه الامير ( كيقاووس ) ، و ترجم الى اللغه التركية و هو كتاب يحتوي على قصص و روايات عن الشذوذ لدى القبائل التركية .....يتبع

كتب المؤرخ أحمد عبد الرحيم مصطفى في كتابه ( في أصول التاريخ العثماني ) عن شذوذ بايزيد الأول قائلا (( كان السلطان بايزيد الأول يمارس أقذر العادات العثمانية و هي عشق الغلمان و ممارسه الشذوذ)) .....يتبع

كما يذكر مؤرخون أن السلطان محمدالفاتح كان شاذا جنسيا و علاقاته المتعددة فكان يختار أجمل الأطفال للعمل في جناح (أندرون ) أي القسم الداخلي للقصر المفارقه أن السلطان حين إنتابه الشك و الغيره على غلمانه من أمراء القصر أمر بوضع النقاب على وجوههم ...ادناه فرقه الكوجيك قرن ١٨ ..يتبع

1689872125763.jpeg
أما وزيره (( جاندارلي علي باشا )) كان يشارك في تنظيم هذا النوع من الحفلات الماجنه فأصبح بعضهم من كبار رجال الدوله و من أشهرهم لطفي باشا مثل تركي " لا يرتفع في المناصب إلا من كان ملوطا به " كان اغلب الوزراء و الولاه من الشاذين ضحوا بنفسهم من أجل منصب أو الحصول على امتياز يتبع

ذاع صيت السلطان مراد الرابع في مجتمع شواذ إسطنبول، ملأ قصره بالرقيق و اتخذ ( موسى جلبي) خليلا و كان خادمه الخاص و قد اختص سليم الثاني المعروف بالسكير لنفسه ١٥٠ من أجمل الغلمان كما القى ٤٠ قصيدة شعر للتغزل في غلمانه ....يتبع

و على ما تقدم فأننا نعترف بأن الدوله العثمانيه ( دوله الخلافة ) سبقت العالم اجمع في تشريع الفسق و الفجور و الأستعباد انها دوله الخلافه .............انتهى

 

الذين يشاهدون الموضوع الآن

أعلى أسفل