ما تكلفة المرور من رأس الرجاء الصالح؟
أدى تحول ناقلات النفط والغاز وشركات شحن البضائع من المرور عبر البحر الأحمر المضطرب، إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن والوقود والتأمين على السفن، إضافة إلى تكاليف تأخّر مواعيد تسليم السلع والإخلال بالالتزامات التعاقدية لشركات الشحن، بسبب طول مسافة الطريق بما يزيد عن أسبوعين للرحلة مقارنة بطريق قناة السويس، الأقصر مسافة والأقل تكلفة.
وزادت التكاليف على شركات الشحن الكورية، على سبيل المثال، بما يتراوح بين 1.5 إلى 2 مليون دولار لكل رحلة تضطر إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح بدلًا من قناة السويس، بحسب موقع بزنس كوريا المتخصص (
).
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- عدد ناقلات النفط العابرة لقناة السويس في 5 سنوات وحتى عام 2023:
وتزيد مسافة مرور السفن الكورية من رأس الرجاء الصالح بنحو 5 آلاف كيلومترات عن قناة السويس؛ ما يتطلب زيادة في وقت الرحلة بنحو 10 أيام على الأقل، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما قدرت
الدنماركية المتحكمة في نقل خمس شحنات التجارية البحرية عالميًا، نسبة الزيادة في تكاليف الوقود بعد تحولها إلى طريق رأس الرجاء الصالح بما يصل إلى 50%، بسبب سلوك ناقلاتها طريقًا أطول.
وقررت ميرسك (Maersk) في 5 يناير/كانون الثاني 2024، تحويل جميع سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، بعد تعرُّض إحدى ناقلاتها المارة بالقرب من مضيق باب المندب لهجمات الحوثيين في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض شحنات النفط المارة عبر قناة السويس بصورة كبيرة خلال الأشهر المقبلة، إذا ظلت التوترات الحالية في محيط مضيق باب المندب.
وحذّرت الوكالة الدولية من تزايد تحول ناقلات النفط لطريق رأس الرجاء الصالح، وآثارها غير المباشرة في ارتفاع أسعار المنتجات النفطية المتجهة إلى أوروبا، كما توقعت امتداد التأثير إلى دول الشرق الأوسط المصدّرة للنفط والغاز المسال.
كما يؤثّر مرور السفن عبر هذا الطريق في زيادة استهلاك الوقود الأحفوري، ما يزيد من
بمعدلات كبيرة تتراوح بين 31% و575% لكل حاوية نمطية، حسب دراسة حديثة أعدّتها شركة خدمات الاستشارات الدنماركية "سي-إنتليجنس" Sea-Intelligence".