- إنضم
- 19 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 1,461
- مستوى التفاعل
- 8,284
- المستوي
- 3
- الرتب
- 2
هذا الموضوع كتب خصيصا لمنتدي الشرق الأوسط للعلوم العسكرية
علي الرغم ان طائرة التيجاس تعاني من مشاكل عديدة حتي الآن ، إلا أنه لا مناص للهنود من استمرار بذل المال والجهد في تطويرها .
هناك طرف خيط يهرب من بين يدي عند التفكير في أمر هذه المقاتلة ، لكني سأحاول أن أتبعه بأن أدع أفكاري تسترسل .. وأحاول ان اعود والتقط طرف الخيط في نهاية المشاركة .
الأعداء يعملون بجد !
في الخريطة التالية نري أن الهند تقع في منطقة من أكثر مناطق العالم اضطراباً ، وعدائيات لا تنتهي .. علي جميع المناطق الحدودية الهندية بوجود نظام معادي في باكستان يستهدف الهند ونزاع حدودي مستمر منذ استقلال باكستان يزيد الأمر اشتعالاً وتصب فيه ازمات كشمير المتواصلة - ذلك الأقيلم الحدودي المتنازع عليه بين الدولتين - الزيت علي النار المشتعلة أصلاً .. ونزاع حدودي آخر لم تندمل جراحه حتي الآن مع الصين ومواجهتهما المستمرة علي نقاط حدودية بامتداد ولاية أروناتشال براديش الهندية ، لكن اكثر ما يثير القلق أن هاتان الدولتان العدوتان - باكستان والصين - اتفقتا علي معاداة الهند !
ففي الوقت الذي تعمل فيه الصين بهدوء علي انتاج طائراتها المختلفة .. الشبحية منها مثل J-20 والعادية مثل J-16 و تعمل باكستان في الوقت نفسه علي تطوير طائرتها المحلية JF-17 Thunder ، تعاني الهند من خيبات متواصلة فيما يخص ذراعها الطولي ، سلاح الجو الهندي .
سلاح الجو الهندي خيبات متواصلة .
عاني سلاح الجو الهندي منذ فترة ليست بالقليلة من حوادث سقوط عديدة ومدمرة ، ففي تصريح هام كشف عنه وزير الدفاع الهندي " إيه كيه أنتوني " في البرلمان الهندي عام 2012 ، أن أسطول الحقبة السوفيتية المتقادم كان بشكل صادم يمثل خطر علي حياة الطيارين الهنود ، إلا إن الهند لم تتخذ موقف حاسم تجاهه بشكل يحفظ ارواح خيرة الطيارين الهنود ..
وقال أيضاً : "أنه على مدى السنوات ال 40 الماضية، فقدت الهند أكثر من نصف أسطولها القتالي من
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
المكون من 872 طائرة. وكشف الوزير أن "482 حادث طائرة ميج وقعت حتى 19 أبريل 2012".كما كشف أيضا أن هذه الحوادث أدت إلى فقدان أرواح ثمينة ل 171 طيارا و 39 مدنيا وثمانية أشخاص من خدمات أخرى. ومضى الوزير إلى القول إن سبب الحوادث هو "خطأ بشري وعيوب فنية على حد سواء للدرجة التي دفعت القول ان طائرات الميج تسمي (النعش الطائر) أو (صانعة الأرامل) "
لهذا فإن اسطول الهند من الحقبة السوفياتية بشكل عملياتي لا يملك أي موثوقية وتحتاج الهند أن تخرج طائرات الميغ-21 و الميج 27 وتتبعها بطائرات الميراج 2000 التي لم تعد تتوافق مع التحديات التي يواجهها سلاح الجو الهندي حالياً ، وطائرات ميج 29 التي تحتاج إلي ترقيات هامة ستكلفهم حوالي مليار دولار .. المثير ايضاً ان وزير الدفاع الهندي قارن نسبة حوادث الطيران التي تحدث لسلاح الجو الباكستاني وقال انه علي الرغم من ضعف الميزانية التسليحية لباكستان إلا ان نسب سقوط طائراتهم اقل بشكل ملحوظ وارجع ذلك إلي استخدام باكستان طائرات اكثر حداثة مما يمتلكه سلاح الجو الهندي .
وعلي الرغم من أن الهند امتلكت طائرات روسية متقدمة من طراز Su-30MKIs إلا ان هذا ليس لم يكن كافياً ، ومازالت الهند بحاجة إلي اضافات فعالة لتقليص الفجوة بينها وبين قدرات جيرانها المتنامية فاتجهت لفرنسا لعقد صفقة من طائرات رافال - بعدد 36 مقاتلة - يتوقع أن تسليمها بالكامل قد انتهي خلال هذا العام .
لكن المشكلة مازالت موجودة بل وآخذة في الأزدياد ، بعد أن أخرجت ثلاثة أسراب من طائراتها من طراز ميج 21 وسرب واحد من طراز ميج 27 في عام 2021. وستفقد بقية أسرابها ال 10 من طائرات الميغ الروسية الصنع العتيقة بنهاية عام 2022.
لهذا لا يوجد أمام الهنود رفاهية الاختيار وعليهم قبول مقاتلتهم المحلية بكل عيوبها كي تسد ثغرات ما يتم تخريده ، وحتي النسخة الأكثر حداثة Tejas Mark 2 ، التي المتوقع أن تعالج بعض العيوب في Mark 1-A ، لن تدخل الإنتاج المتسلسل قبل 2024-2025.
الهنود يكرهون مقاتلتهم الشبح الروسية الصنع
اعتقد الهنود أنهم سيجدون ضالتهم المفقودة في طائرة الشبح الروسية SU-57 ، وانها ستعمل علي ترقيع الفجوة جزأياً من خلال استغلال قدرات تلك المقاتلة لذا قاموا وافقوا علي تمويل المشروع بمبلغ ضخم وهو 6 مليار دولار لأعمال التصميم علي أمل الحصول علي 144 مقاتلة بنهاية المشروع .. لكن بنهاية عام 2018 انسحبت الهند من المشروع الروسي بسبب عيوب قاتلة في الشبحية الروسية .. قالت الهند إن النماذج علي الورق لا تشبه ابداً ما تم انتاجه .. وان روسيا لم تعالج مشاكل حساسة في 4 نقاط اساسية تعرقل تطوير المقاتلة كما يلي :
- إمكانيات الرادار أقل من المتوقع.
- الشبحية في المقاتلة لا ترتقي للنسب المطلوبة.
- المحرك لا يقدم الآداء المنتظر.
- ضعف مواد البدن.
الوقت ينفذ من الهنودردت روسيا علي تلك المزاعم قائلة ان المحرك حالياً يؤدي المطلوب منه لحين تطوير محرك اكثر حداثة مستقبلاً .. وسيتم بناء اجهزة استشعار جديدة كلياً للنسخة الهندية من الطائرة ، إلا ان الهند لم توافق علي هذه الترضيات الروسية ، وبررت ذلك معلنة أن تلك الترقيعات لن تؤدي في النهاية سوي لرفع بصمة الطائرة الحرارية ، بخلاف ضعف هيكلها في المناورات الحادة جداً علي سرعات عالية والتي قد تؤدي إلي كوارث .
انسحبت الهند في النهاية وتركت روسيا وحيدة تحاول حل تلك المشاكل بمفردها وفقدت المشتري الوحيد للطائرة لحين ظهور مشتري محتمل آخر سيظهر لاحقاً وهو ( الجزائر ) .. لكن المسؤولون الروس ارجعوا ان الانسحاب الهندي في الأساس ليس سوي لتمويل الصفقة الرافال الفرنسية خاصة ان قيمة الصفقة كان رقم خزعبلي ناهز (7.8 مليار يورو) ، وهو اثار عاصفة من الانتقادات حينها وسط شكوك من شبهة فساد في الصفقة مقارنة بقيمة الصفقة المصرية من نفس الطائرات .
لكن الوقت قد بدأ ينفذ من الهند ، وأصبحت الحاجة ملحة لأيجاد أي حلول تعالج هذا الخلل الأستيراتيجي الحساس !
مقاتلة الجيل الخامس الهندية AMCA
بررت الهند انسحابها من المشروع الروسي بأنها ستعمل منفردة علي إنتاج مقاتلة من الجيل الخامس - والسادس لاحقاً - بقدراتها الذاتية .. وأعلنت عن طائراتها الشبحية المحلية HAL Advanced Medium Combat Aircraft (AMCA) من قبل شركة الدفاع الهندية “هندوستان للملاحة الجوية المحدودة” والمعروفة اختصارًا باسم HAL.
من المتوقع أن يتم إنتاجها من قبل مشروع مشترك بين القطاعين العام والخاص بين مؤسسة الأبحاث والتطوير الدفاعية ، وشركة هندوستان للملاحة الجوية المحدودة Hindustan Aeronautics Limited وشركة هندية خاصة .. ويهدف البرنامج إلى بدء الإنتاج في عام 2025 أو 2026 .. وستكون AMCA طائرة مقاتلة متعددة المهام ذات مقعد واحد وذات محركين قادرة على العمل في جميع الأحوال الجوية. وستطور الهند المحرك بتكنولوجيا محلية مستمدة من تصميمات طائرات فرنسية وامريكية .
لكن هناك شكوك كبيرة في قدرة الهند حالياً علي انتاج مقاتلة من الجيل الخامس بقدرات اعتمادية حقيقية في ظل فشلها السابق مع روسيا في انهاء تطوير طائرة SU-57 والمتطلبات التكنولوجيا العالية التي تتطلبها هذا النوع من المقاتلات ما يفوق قدرات الهند علي الإيفاء به وحيدة..
التيجاس .. الأمل الأخير !
من هنا أعود للبداية وأمسك طرف الخيط مرة أخري .. يبدو أنه لا ضوء في نهاية النفق للهنود حالياً سوي الاستثمار في طائرتهم المحلية حتي يجد جديد .. يخطط الهنود لحل مشاكل الحمولة و الآداء و الصيانة والتكنولوجيا المتواضعة والطنين داخل كابينة الطيار بشكل جاد لدرجة انهم وافقوا لأول مرة بدخول شركات من القطاع الخاص لتطوير البلوك 2 من الطائرة ، حيث جرت العادة في الهند ان الشركات الحكومية فقط هي ماتتولي تطوير مشاريع الأسلحة الاستيراتيجية من هذا النوع .
وافق سلاح الجو الهندي على إدخال Tejas Mark 1-A للخدمة لأنه بحاجة ماسة إلى أكثر من 120 مقاتلة خفيفة الوزن لاستخدامها في الدفاع الجوي واعتراض طائرات العدو (يحتوي السرب على حوالي 16 إلى 18 طائرة لكل منها)
تعمل حالياً علي الأقل 40 طائرة من طراز تيجاس البلوك الأول في سلاح الجو الهندي علي الرغم من التقارير الحكومية المؤكدة التي تؤكد إنها تعاني من عيوب شديدة مع "نقص في تلبية قوة دفع المحرك وغيرها من المعايير مثل وزن الطائرة وسعة الوقود وحماية الطيار من الأمام ضد رصاصات 7.62 ملم". لكن الهنود وصلوا لدرجة من الأحباط لدرجة إنهم قاموا بإدخال البلوك الأول من المقاتلة المعيبة للخدمة رغم كل المشاكل التي يعانيها للحفاظ على برنامج Tejas على قيد الحياة .. لحين الحصول علي زبون مستقبلي آخر .
حتي بعد انتاج البلوك الثاني من المقاتلة مازال هناك العديد من المشاكل التي يجب علي الهنود حلها مثل مشكلة الحمولة واستعاضة التكنولوجيا الاجنبية مثل تكنولوجيا الرادار التي تم الحصول عليها من اسرائيل .
يثق الهنود بشكل جاد في قدراتهم علي تطوير الطائرة لدرجة تصريح مسؤول هندي بارز قائلا: "ان قدرات التيجاس خلال 10 من الآن ستتفوق علي قدرات الرافال التي تتمتع بمزايا شبحية من الجيل الخامس" وعلي الرغم ان التصريح اثار موجة من السخرية من المراقبين العسكريين .. فكيف ستتفوق التيجاس علي الرافال وهي طائرة بمحركين وقدرات شبه خفية بالإضافى إلى إلكترونيات الطيران من الجيل الخامس + SPECTRA EW ولكن تصريحات المسؤول الهندي التي ادعى فيها أنه ستتفوق على داسو رافال قد تكون بسبب التكنولوجيا التي ستستفيد منها من تطوير مقاتلة AMCA الشبح حيث سيتم تطوير كليهما في نفس الوقت تقريبًا .
في النهاية فقد قامت القوات الجوية الهندية باختبار التيجاس .. ووجدوا أنها تتفوق على مقاتلات ميراج Mirage-2000-5 المطورة ويتوقع أن تكون التيجاس جاهزة لرحلتها الأولى في عام 2023 وتدخل الإنتاج في عام 2029.. وهذا اقصي آداء ينتظر منها صراحة ولا يتوقع منها أن تتفوق علي قدرات الرافال علي الأطلاق ولا يجب الثقة في تصريحات الهنود بشكل كلي ، فالتيجاس حالياً لا تصلح إلا لأن تقوم بدور الميراج التي يتوقع أن تكون خرجت بصحبة الطائرات السوفيتية من الخدمة في سلاح الجو الهندي حالياً .
قد تنضج المقاتلة خلال 10 سنوات من الآن حسب تصريحات المسؤول الهندي لكن حالياً لا تعتبر الخيار الأفضل لأي عميل بدون الدخول في تفاصيل المكونات الاجنبية والأسرائيلية خصوصاً التي سيطلب من الهند استبدالها في حالة تسويق مثل تلك المقاتلة لمصر .. إلا في حالة إن اعتبار أن ذلك البرنامج مجرد تدريب بشكل عملي للمهندسين المصريين علي إنتاج تقنيات الطائرات وتصميمها.
