موضوع معبر رفح باختصار
المعبر ليس مجرد بوابة عبور، بل ميناء بري له جهتين، زي المطار ما فيه جهة في دولة وجهة أخرى في دولة،
خروجك من مطار بغداد لا يعني وجوب دخولك الرياض إلا بإذن من الرياض نفسها..
كذلك فخروجك من رفح المصرية لا يعني وجوب دخولك لرفح الفلسطينية إلا بإذن من الفلسطيني نفسه..
طب مين اللي مسيطر على معبر رفح الفلسطيني؟
بحكم اتفاقية المعابر فهي السلطة الفلسطينية، وبحكم الأمر الواقع فهي حركة حماس
لكن بحكم (الحرب) فهي إسرائيل
لأن دخولك المعبر في أجواء الحرب يعني (زيادة مخاطر) سواء على الأفراد أو السلع أو الآليات، فيجب أن يكون هناك اتفاق مع إسرائيل لفتح المعبر الفلسطيني ودخول المساعدات منه
مصر أول 25 يوم من الحرب كانت هي الوحيدة التي تضغط على إسرائيل لفتح المعبر، ولم تجد مساعدة كافية من الدول العربية، في ظل تفرغ الإعلام الإخواني وفي مقدمته الجزيرة لتحميل مصر مسئولية فتح المعبر، ونفي مسئولية ذلك عن إسرائيل، يساعدها في ذلك حسابات سوشال ميديا كبيرة تابعة لإخوان فلسطين..وأنا عارفهم بالإسم من ضمنهم (ر. ا) و (ب. ن .ر) والأخير تعاملت معه شخصيا من 14 سنة أيام مرحلتي الإخواني في شبكة فلسطين للحوار اللي هي تابعة أساسا لإخوان #غزة..
نجحت مصر في فتح المعبر وأدخلت المساعدات عن طريق الوسيط الأمريكي، لأن إسرائيل قاطعة الاتصالات الدبلوماسية تماما مع مصر الآن، ونتنياهو رافض تلقي اتصالات ومسؤولين من مصر خشية التأثير عليه لوقف الحرب كما يحدث في السابق، وبالفعل نجح بايدن في الضغط على نتنياهو لفتح المعبر..
صحيح الشروط في الأول كانت عسيرة لكن بجهود مصر وضغوطها توسعت وكل يوم بتزيد كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة من رفح..
طب مين له المصلحة في تسويق فكرة (غلق مصر لمعبر رفح)؟؟
الجواب قولا واحدا: هو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين اللي مشروعه الآن قائم على الاستفادة من ظروف المرحلة وإضعاف النظام المصري تمهيدا لعودة شعبية الإخوان مرة أخرى في الشارع، لذلك بيسخفوا من فكرة المساعدات المصرية بالتوازي مع نشر أكذوبة غلق مصر للمعبر..وسبق رديت على مشروع تسخيف المساعدات المصرية بالادعاء زورا أنها منتهية الصلاحية أو فاسدة وخلافه..
بعض الأخوة العرب مالهومش مصلحة في هذا الصراع الثنائي، لكن انساقوا عاطفيا وراء أكاذيب الجزيرة وإعلامها الإخواني مع أمنيات بدخول مصر الحرب..وهذا وفقا لتخيلهم سيحدث بعد إجبار مصر إسرائيل فتح المعبر (بالقوة العسكرية) وهذا غير ممكن..
المعبر الفلسطيني سيُفتح إما بضغوط سياسية من مصر كما يحدث الآن، لكنه سيظل فتحا جزئيا
أو فتح كلي وهذا يلزمه وحدة عربية وإسلامية خلف الموقف المصري، ودعم مصر في كل المحافل لاتخاذ ما يلزم لذلك، مع إعلان كل خطوة تقدم عليها مصر في هذا الصدد، والقمة الأخيرة في الرياض وضعت هذا الفعل ضمن بيانها الختامي بطلب من مصر والأردن..لكنه لم يدخل حيز التفعيل بعد..
السؤال هنا: لو كانت هذه الجهود الضخمة المعادية لمصر توجهت منذ يوم 8 أكتوبر في الضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح، هل كنا سنصل لليوم 38 من الحرب ولا زال الوقود ممنوع؟؟!..هل كنا سنخضع لشروط إسرائيل بدخول كذا وكذا..ومنع كذا وكذا؟؟
اللي حصل إن الجهود توجهت للناحية الغلط..وهو ما فاقم الأزمة
الحكمة تتطلب رفع البندقية في الاتجاه الصحيح، لكننا مصرين بعد كل هذه التجارب في رفع البندقية للمكان الغلط، وندفع ثمن هذا الخطأ دون إدراك فداحة ما يحدث على شعب فلسطين..اللي لو خصوم مصر أنفقوا ما في جعبتهم لن يصلوا لشعرة مما أنفقته مصر من سمعتها واقتصادها لمساعدة شعب #غزة..