وليكتمل الطموح المصري نحو التحول إلى بحريات المياه الزرقاء القادرة على العمل في المياه العميقة والمحيطات، بدأت تظهر للعلن منذ عامين رغبة القاهرة في إقتناء حاملات الطائرات، وذكرت صحيفة لاتريبون الفرنسية آنذاك (١) أن مصر تدرس اقتناء حاملة طائرات مستعملة (لتقليل التكلفة بدلاً من بناء واحدة جديدة) بالإضافة إلى الحصول على 20 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" النسخة إم وهي النسخة البحرية المخصصة للعمل على حاملات الطائرات.
الطموح المصري منطقي للغاية، حيث أن مصر تعد دولة محورية في الشرق الأوسط لها مكانة وأهمية خاصة بين دول المنطقة، وتحتاج لقوة قادرة على بسط وتعزيز نفوذها وكذلك المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار الدولي والإقليمي وحماية مصالحها، خاصة في القارة الإفريقية. ومن الممكن تحقيق هذا الطموح على المدى البعيد (10 سنوات+).
امتلاك مثل هذه القدرات العسكرية ليس ترفاً، حيث نشهد حالياً تنافساً بين عدد من دول المنطقة لتعزيز نفوذها وتواجدها. وفي هذا السياق، تسعى دولة إقليمية مثل تركيا أيضاً لتحقيق ذلك، حيث تهدف خلال السنوات المقبلة إلى امتلاك حاملة طائرات، وهو هدف وضعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصياً.
التهديدات المعاصرة التي تطرأ على المصالح المصرية والأمن القومي المصري، بداية من تهديد لحركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتأثير ذلك على قناة السويس، وصولاً إلى تحركات دول وأطراف فاعلة من غير الدول تهدد الأمن والسلم الدوليين، وكذلك النهج التي تتخذه دول بعينها متعمدة بذلك الإضرار بالحقوق التاريخية لمصر .. كل هذا يتطلب بناء قدرات مستدامة وقوة عسكرية قادرة، في مقدمتها قوات بحرية تسمح بإظهار القوة (Power Projection) والإنتشار في الإقليم مع القدرة على الوصول إلى كافة التهديدات والتحديات.
الصور توضيحية لحامل الطائرات الفرنسية شارل ديجول ومقاتلة رافال إم الخاصة بالعمل على حاملات الطائرات.