الأوراسية هوية روسيا الجديدة
مزج دوجين الأرواسية الجديدة مع النظرية السياسية الرابعة لصياغة وصناعة هوية جديدة لروسيا البوتينية، فعمد إلى بعث الروح في القومية الروسية، سعيا من وراء ذلك إلى تقديم إجابات عن سؤال الهوية، بنظرة فلسفية تعرف روسيا كنقيض مباشر للغرب تماما، وذهب إلى أن الجغرافيا السياسية والثقافية والقوة العسكرية والإرث الحضاري الروسيين مجتمعة بمقدورها تقديم حلول منطقية وحتى واقعية، في إطار النظرية السياسية الرابعة.
وحتى تحظى أطروحة الرجل بأكبر قدر من المصداقية والقبول في الأوساط الروسية وبقية العالم، حرص على هدم أسس البناء الفلسفي الغربي، فنجده مثلا ينتقد بشدة المفهوم الغربي للحرية، ويصفه بـ"نموذج العبودية الأكثر إثارة للاشمئزاز، لأنه يدمر كل أشكال الهوية الجماعية، ويجعل الفرد متحررا من أي نوع من القيود، بما في ذلك الأخلاق، والهوية والضوابط الاجتماعية أو العرقية"، علاوة على أنه لا يتوانى في التبشير بانتفاضة عالمية على القيم الغربية، مشددا على ضرورة أن تبحث كل دولة عن طرق وآليات لبناء أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، انطلاقا من مبادئها الحضارية.
لأجل ذلك تصبح الأوراسية بشقيها الجيوبوليتيكي والأيديولوجي السياسي، حلا مثاليا في نظره، لأنها تطرح بديلا فلسفيا وسياسيا عن الليبرالية، بعدما كشفت عن تناقضاتها وانهيارها الوشيك، كما أنها كفلسفة لا تدعي العالمية، ولا القطبية الوحيدة، ولا تفرض نفسها على الثقافات الأخرى، على غرار ما فعلت الليبرالية طوال القرن الـ20.
تكتسي أفكار دوجين متعة خاصة، قلما يكون لها نظير في مؤلفات كتاب ومنظرين غربيين، لبقائه أطاريح هؤلاء وفية لأطر ومرجعيات المركزية الغربية، فلا رؤى ولا أفكار ولا نجاح بدون الغرب وبعيدا عنه، ويضفي تعدد مستويات التحليل التي تطبع كتابات الرجل على العوالم الفكرية لدوجين مسحة استثنائية، دفعت بكثيرين إلى اعتبار نظرية الرجل مثالية وليست واقعية، ولم يتردد البعض في وصفها بالأوهام الأيديولوجية القابلة للترويج الإعلامي داخل حدود روسيا
حضارة البحر تنتصر على حضارة البر ، أشعر بعظمة جمال حمدان الان مفكر الجغرافيا و فيلسوفها العبقري الذي سبق هذا المفكر الروسي بعقود و لكننا لا يطربنا زمار الحي
قياسا علي فكر هذا المفكر و الذي اوافقه في أمور عدة ، اري ان مفهومه الفكري واضح و مرتبط بمفهوم الكتلة الشرقية المحافظة مسلمين و ارثوذكس شرقيين و حضارات قديمة كالصين و الهند
صراع الأصالة vs الحداثة ، القيم الجمعية vs القيم الفردية ، الانضباط vs الانحلال
موضوع ملئ بالافكار و الزخم الاستراتيجي
شكرا جزيلا جزيلا استاذ
@مرمبتاح علي هذا المقال الرائع و يبدو أن الأيام القادمة و ربما الساعات تحمل قرار استراتيجي تاريخي روسي ، أو كما يقول مربو الخيول نفخة اسطبل و لا يحدث شئ