احد اسباب توتر العلاقات الإماراتيه القطريه مع السعوديه اغلب الاوقات هو الشك المتبادل..
الامارات, كما قطر, دول محصورة بالجغرافيا و الديموغرافيا و التاريخ ..هذه الحقائق تجعل الحذر من الدول الاكبر في المنطقة (ايران, المملكة و العراق سابقا) واحد من اكبر المحددات للسياسة الخارجية لهذه الدول ...
قد يظن البعض ان ايران هي الهاجس الاكبر لهذه الدول, ولكن الجواب -برايي- هو المملكة.
ايران, لاتملك اليوم سيناريو واقعي يسمح لها -سياسيا او عسكريا- بابتلاع دول الخليج الاصغر منها , لان هذا سيعني تحالفا يشبه التحالف الذي اخرج صدام من الكويت.
يبق الخوف من المملكة التي -عكس صدام او ايران- تملك شبكة سياسة و علاقات قد تجعل -في عقلية السياسي الاماراتي او القطري- من السعودية قادرة على ابتلاعهم -دون اثار جانبية مدمرة كحالة العراق- في حال قرر السياسي السعودي النظر خارج حدوده ...
اذا فهمنا هذا الهاجس, سيسهل تفسير الكثير من التحركات السياسية كـ استضافة قاعدة العيديد ...او مكتب التنسيق التجاري مع اسرائيل في قطر (الذي اعتبر فتحا دبلوماسيا في اسرائيل) او -بتاريخ اليوم- التطبيع الاماراتي الذي بدا للكثيرين "سهلا" و "بدون مكاسب" ...
المكاسب موجودة ولكنها ليست مادية مباشرة ...المكاسب المادية (كصفقات السلاح و التكنولوجيا) تاتيا ثانويا ..
الهدف الاساسي : العمل على ان يكون لهذه الدول (ذات الاامكانات المحدودة جغرافيا و ديموغرافيا) ثقل و قيمة دبلوماسية عند مراكز الثقل في العالم بحيث يجعل من قبول ابتلاعهم امرا صعبا لباقي العالم.
لذلك كان الثمن المقدم في التطبيع دائما اكبر ...فبينما استطاعت قطر تامين هذه "المكانة" المميزة بمجرد مكتب علاقات تجارية مع اسرائيل, كان على الامارات ان تقدم ما هو اكثر دبلوماسيا كي تنال درجة الحظوة المطلوبة, لانها لاتريد ان تكون Yet another gulf state with Israeli relations , بل تريد ما يجعلها "مميزة" للغرب بحيث لايكون من السهل تقبل "ابتلاعها
Copied#