لاحظت اليومين الي فاتت بوستات مليئة باللغط حول اللغة القبطية (المصرية)🇪🇬
نبذة مختصرة عن اللغة المصرية:خطوطها و تاريخها
* الهيروغليفية ( النقش المقدس) مدو نتشر
أقدم نص عثر عليه باللغة المصرية عمره حوالي ستة الى خمسة الاف سنة و كان النص بالخط الهيروغليفي (الخط المقدس) كما وصفه هيرودوت عند زياتة الى مصر .لكن المصريين اطلقو على كتابتهم مدو نتشر (كلام *الالهة*) كانوا يأمنون ان ال(نتشر) شكل من اشكال تمثيل الاله مثل (ماعت: نتشر العدالة و الحق، باستت نتشر الحب و الحرب ،حاتحور نتشر الأمومة) لكن اللغة نفسها اطلقوا عليها مترمكمت ( تطورت الى *مترمنكمي *في الكتابة القبطية)
-كلمة نتر=اله.
استوحى المصريين رموز لغتهم من البيئة المحيطة بهم منذ ان تركو الهضاب الصحراوية و استقرو بجانب النيل
لذلك معظم رموز المدو نتشر مستوحاة من الطبيعة و من جسم الانسان و حتى من الادوات التي اخترعوها لاحقاً
الرموز في الهيروغليفية ٤ انواع (تقريباً)
١-رموز تعبر عن صوت واحد .𓄿=أ
٢-رموز تعبر عن صوتين .𓉐 =pr پر (معناها منزل )
٣-رموز تعبر عن ٣ اصوات . 𓋹 =عنخ ( معناها حياة)
٤-رموز تسمى بالمحددات لكي تسهل على القارئ معرفة معنى المكتوب .𓀀 = معناها ان الكلمة المكتوبة اسم رجلاً ما او شيئاً يتحدث عن الرجال عموماً .
-تقرأ الهيروغليفية المصرية إما في أعمدة من أعلى إلى أسفل أو في صفوف من اليمين أو من اليسار.
-استعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد. ومن أهم الكتابات عند المصريين القدماء كتابة أسمائهم، وأسماء الأب والأم والأخوات، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص إلى جانب المحافظة على جثمانه، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يكتبون كذلك وظائفهم بحانب أسمائهم، مثل رئيس الكتاب أمنمحعت (أمير-شس امنمحعت)، وإذا توفي رئيس الكتاب أمنمحعت مثلاً، فكانوا يكتبون اسمه ووظيفته كالآتي: "أمير-شس أمنمحعت، ماع خرو" أي رئيس الكتاب أمنمحعت، الصادق في كلامه (أمام الآلهة يوم الحساب) بمعنى المغفور له.
وجد نص بالخط الهيروغليفي سنة 394 ميلادياً في معبد ايزيس (فيلة) في اسوان.
* الهيراطيقية (الكهنوتية)
الهيراطيقي نوع من الكتابة عبارة عن رموز مبسطة للرموز الهيروغليفية الأصلية ولما كانت الهيروغليفية غير ملائمة للكتابة السريعة نشأت طريقة مختصرة للكتابة للأغراض العملية هي ما عرف بالهيراطيقية حيث حل كل رمز فيها هو تبسيط للهيروغليفية الأصلية
كلمة هيراطيقي معناها الكتابة الكهنوتية دا بسبب ان معظم الكتابات بالخط دا كانت دينية و علمية، الخط الهيراطيقي هو تبسيط للخط الهيروغليفي أو بمعنى آخر اختصار له وإن الخط الهيروغليفي وهو خط العلامات الكاملة لا يتناسب مع طبيعة النصوص الدنيوية والدينية التي ازدادت بازدياد حركة الحياة والتي تطلبت خطاً سريعاً، كما تطلبت مواد كتابة لا يصلح معها إلا الخط السريع مثل البردي والأوستراكا.
ظلت الكتابة الهيراطيقية منتشرة في مصر لمدة ٢٠٠٠ سنة تقريباً بجانب امها الهيروغليفية لكن بدأت تضعف مع ظهور الديموطيقية عام 800 قبل الميلاد و هي ايضاً اكتر كتابة وجد بها برديات علمية و كتب دينية مثل كتاب الخروج الى النهار اهم كتاب ديني مصري يتحدث عن ما يحصل للانسان بعد الموت.
الخط الهيراطيقي يكتب من اليمين الى الشمال
* الديموطيقية (الكتابة الشعبية)
الكتابة الديموطيقية (الكتابة الشعبية)إحدى الخطوط المصرية القديمة التي كانت تستخدم في تدوين النصوص الدينية، ونصوص تدريب الكتبة والرسائل والوثائق القانونية والتجارية لدى المصريين القدماء.وهو خط مبسط من الخط الهيراطيقي.
الخط الديموطيقي الذي ظهر منذ القرن الثامن قبل الميلاد واستمر حتى القرن الخامس الميلادي، يمثل المرحلة الخطية الثالثة بعد الهيروغليفي والهيراطيقي، وجاء ظهور هذا الخط نتيجة لتعدد الأنشطة وكثرة المعاملات وخصوصاً الإدارية منها والتي تحتاج لسرعة في الإنجاز. وقد كتب هذا الخط على مادتين رئيستين وهما البردي والأوستراكا و قد كان تقريباً خط الكتابة اليومي من القرن التاسع قبل الميلاد حتى القرن الخامس ميلادياً. و كان يكتب من اليمين او اليسار .
و من اشهر الكتابات الديموطيقية حجر رشيد .
* الخط القبطي*
خلال العصر البطلمي بعد تعامل المصريين مع الحكام اليونانيين تبنو الحروف اليونانية لكتابة لغتهم المصرية لسهولتها مقارنةً بالكتابات المصرية حيث كان عدد العلامات (الحروف و المحددات )في الكتابة الديموطيقي حوالي عشرة الاف علامة ! لكن عندما استعار المصريين الحروف اليونانية ارادو ان يعبروا عن بعض الاصوات المصرية الغير موجودة فاستعاروا 7-10 حروف(حسب اللهجة ) من كتابتهم الشعبية الديموطيقية. ليكون ناتج الحروف 31-34 بدلاً من عشرة الاف.
من مميزات الخط القبطي انه لأول مرة في التاريخ تكتب اللغة المصرية بحروف متحركة مما اوضح لنا فروق اللهجات بين ربوع مصر و اشهر لهجات اللغة المصرية التي بانت مع الكتابة القبطية هي :
البحيرية
الصعيدية
الفيومية
الاخميمية
البشمورية .
الكتابة القبطية كانت موجودة بجانب باقي الكتابات بشكل طبيعي الى ان بدأ المصريين يعتنقون المسيحية بعد كانت الكتابة القبطية تسهل ترجمة الانجيل من اليونانية الى المصرية و نتيجة لذلك دخل الى اللغة المصرية مصطلحات يونانية عن الدين المسيحي و بعض المصطلحات اليونانية السياسية فقط لا غير .
عند القرن الخامس كانت اندثرت كل الخطوط المصرية للاسف امام الخط القبطي بسبب اعتماد الكنيسة المصرية له لسهولته مقارنةً بالخطوط الاخرى .
* اللغة المصرية و العرب
بعد دخول العرب الى مصر ظلت لغة الدواوين و تجارة هي اللغة المصرية لحوالي قرنٍ من الزمن.
فمثلت اللغة المصرية عائقا أمام الحكام العرب للتفاهم مع أهل مصر الذين حرصوا على تعليم أولادهم اللغة المصرية في المدارس والدواوين، لذلك أصدر والي مصر عبدالله بن عبدالملك، مرسوم تعريب الدواوين عام 706م، لتكون لغة الدواوين الرسمية في المراسلات، وفي عام 849 م أصدر الخليفة المتوكل منشورا يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية.لكن الشعب استمر في التحدث بلغته في حياته اليومية .
فترجم ديوان مصر في ولاية عبد الله بن عبد الملك بن مروان 85 ـ 90 هـ فاضطر بعض المصريين لتعلم العربية و شيئاً فشيئاً بدأ بعض المصريين اعتناق الاسلام و انتشار اللغة العربية بحلول القرن الرابع هجرياً.
وفي القرن الـ11 الميلادي كان كثير من المصريين يتحدثون لغة خليطة بين اللغتين ، فأمر الحاكم بأمر الله بمنع استخدام لغة القبط في الطرق والمنازل مع عواقب تصل لحد الموت للمخالفين، ومع حلول القرن الـ12 الميلادي أصبح الشعب المصري يعرف اللغة العربية والمصرية على السواء، حيث بدأت اللغة العربية في الانتشار لتحل تدريجيا مكان المصرية، وهنا قام البابا جبريال الثاني بن تريك، البطريرك الـ70 للكنيسة المصرية بإصدار أوامره بقراءة الأناجيل والعظات الكنسيّة وغيرها من القراءات باللغة العربية بعد قراءتها بالقبطية لأول مرة في تاريخ مصر، لكي يفهم شعب الكنيسة تلك الصلوات والمواعظ، ما أسهم في بقاء اللغة القبطية مستمرة وإن كانت حبيسة جدران الكنيسة، وبعض البيوت المسيحية فقط.
ومع حلول القرنين الـ13 والـ14، تراجعت اللغة القبطية أمام اللغة العربية، خصوصا في الوجه البحري، بينما في الصعيد حافظ على اللغة القبطية حتى القرن الـ15، ولاستمرار اللغة القبطية بين المسيحيين اهتم البابا كيرلس الرابع باللغة القبطية اهتماما كبيرا، وبدأ في صرف رواتب شهرية للقساوسة الذين يتقنون خدمة القداس باللغة القبطية؛ تشجيعا منه لهم على دراستها وتدريسها في المدارس القبطية التي أنشأها.
لكن كان المصريين المسلمين قد تخلو عنها تماماً في هذا الوقت معادا قلة قليلة في الصعيد
بعد مرور مئات السنين على استبدال اللغة المصرية بالعربية إلا أنه ما زالت هناك قرية مصرية تعد الوحيدة التي ما زالت تتحدث اللغة المصرية حتى الآن، وهي قرية "الزينية- بحري" بمحافظة الأقصر، حيث لا يزالون يتحدثون باللغة المصرية في حياتهم اليومية ليس كلغتهم الاساسية لكن كنوع من المحافظة على التراث و اللسان القومي و يورثوها لأبنائهم.
* أما كيف تم حل رموز كتابة اللغة المصرية الاولى (الهيروغليفية )بعد أن كانت معانی حروفها وعلاماتها قد
ضاعت فكان ذلك صدفة سعيدة ، حين كان بعض جنود الحملة الفرنسية يحفرون اساس قلعة
بالقرب من رشید سنة ۱۷۹۹، اذ عثر ضابط من المدفعية يدعی بوشار على حجر
عليه بثلاثة خطوط مختلفة ، وهو الحجر الذي عرف فيما بعد بحجر رشيد، فكان العثور على
هذا الحجر المكتوب بالخطين الهيروغليقي والديموطيقي للغة المصرية مع ترجمة يونانية للنص
المكتوب هو الضوء الذي تمكن العلماء على هداه من قراءة اللغة المصرية.
وكانت الكتابة المصرية قد استرعت انتباه العلماء الأوربين من قرون عديدة ولكنهم خدعوا
ما كتبه بعض الاغريق والرومان عنها فتصوروا أن كل علامة من العلامات الهيروغليفية
تمثل فكرة ، وغفلوا عن أن بعض العلامات تمثل صوتا أي حرف كتابة، ولمدة لقرنين ونصف
من الزمان أضاع علماء وقتهم في محاولات عقيمة للتوصل الى قراءة الكتابة الهيروغليفية
على هذا الأساس فلما تم العثور على حجر رشید تم صنع نماذج طبق الأصل منه وحصل
عليها بعض العلماء وبدأوا في كشف غموض اللغة المصرية مستعينين بالترجمة اليونانية
و استعان شامبليون بالقسيس المصري يوحنا الشفتشي لإنه كان يتحدث القبطية كلغته الام و هو الدي ساعد شامبليون على اتقان القبطية و ساعده في فك كل الافعال بالخط الهيروغليفي لسبه تطابقعا مع الخط القبطي مع فرق بسيط من عامل الزمن مثل خدب > خودب (قتل) ، سدجم> سودم (يسمع) الخ .
<* بعض المعلومات المهمة* >
* كلمة قبط هي تحريف عربي للكلمة اللاتينية Aigyptus عدا ذلك فليس لهذه الكلمة وجود في اللغة المصرية حيث كلمة قبطي و مصري لهما مرادف واحد و هي ⲣⲉⲙⲛⲭⲏⲙⲓ (رمنكمي).
* وقت دخول العرب الى مصر كانت اللغة المصرية هي اللغة السائدة في جموع ربوع مصر معادا مدينة الاسكندرية لوجود المحتل الرومي فيها كانت اليونانية اكثر لغة منتشرة فيها لكنها اختفت من مصر بعد فترة من الزمن بعد انتصار العرب على الروم و طردهم و هروبهم من مصر.
*اللغة القبطية مازالت مستخدمة بشكل يومي في الصلاة و التسابيح للأقباط المسيحيين .
𓅓. 𓃭𓇌𓃭𓀀
M.Ϧⲉ̇ⲗⲓⲗ
م. خليل
المصادر:
* كتاب المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الاثار-المقريزي
* كتاب سير اعلام النبلاء- الذهبي شمس الدين (فصل عمرو بن العاص السهمي)
* تاريخ اللغة القبطية- الدكتور كمال فريد اسحاق
* اللغة المصرية القديمة-د:عبد الحليم نور الدين
* تاريخ الامة القبطية - يعقوب نخلة روفيلة
* تاريخ البطاركة ساويرس ابن المقفع
* Egyptian Hieroglyphics for complete beginners-Bill Manley
* الحكام بأمر الله و اسرار الدعوة الفاطمية- محمد عبد الله عنان
*
* The Oxford Illustrated History of Ancient Egypt- lan shaw
* Cracking the Egyptian Code: The Revolutionary Life of Jean-François Champollion-W. Andrew Robinson
https://www.facebook.com/