- إنضم
- 18 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 20,783
- مستوى التفاعل
- 77,513
- المستوي
- 11
- الرتب
- 11
جفــاف «قنــاة بنمــا» فرصــة ذهبيــة لمصــر
«السفن الكبيرة » ستغير اتجاهها
8:25 ص, الخميس, 1 يونيو 23
توقّع عدد من خبراء النقل البحرى أن استمرار الجفاف فى مياه قناة بنما سيجبر الخطوط الملاحية على اختيار طرق أخرى بديلة، إما الدوران حول قارة أمريكا الجنوبية، أو عبور قناة السويس، مما يعد فرصة ذهبية للممر الملاحى المصري.
أعلنت إدارة قناة بنما، مايو الماضي، خفض الغاطس من 45 إلى 44 قدمًا، مما يبدو أنه تغير طفيف، ولكن يتبعه تقليل حمولات بعض سفن الحاويات، كما أدى إلى رفع بعض الخطوط الملاحية رسوم النوالين ما بين 300 إلى 500 دولار للحاوية الواحدة، اعتبارًا من يونيو الحالي.
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
بدايةً، قال مصدر مطلع إن قناة السويس تجذب حركة التجارة المارة بين جنوب شرق آسيا إلى أوروبا، مقارنة بقناة بنما التى تجذب التجارة المنقولة بين شرق آسيا إلى الساحل الشرقى الأمريكى فقط، موضحة أن بنما تتعرض بشكل موسمي لمثل ذلك الانخفاض فى منسوب المياه.
مصادر مطلعة: لا يمكن تحديد العوائد فالمشكلة موسمية
وأوضح المصدر أنه لا يمكن تحديد نتائج ذلك الآن ولكن على المدى الطويل ستظهر تداعيات ذلك الجفاف والذى قد يصب بشكل إيجابى فى حركة العبور بقناة السويس، لأن السفن ذات الغاطس الكبير ستتجه شمالًا إلى البحر المتوسط منها إلى قناة السويس، ثم إلى دول جنوب آسيا والشرق الأقصى.يُذكر أن سفن الحاويات حققت، خلال عام 2022، عبور 5964 سفينة وتمثل 25% من إجمالى الأعداد العابرة، محققة 3.7 مليار دولار، بإجمالى حمولات بلغت 641 مليون طن، وتستهدف قناة السويس جمع إيرادات بقيمة 8.8 مليار دولار نهاية العام الحالي بزيادة 10% عن عام 2022.
من جانبه قال الدكتور عبد التواب حجاج، المستشار الاقتصادى لرئيس هيئة قناة السويس السابق، إن حجم التجارة بين المحيط الهادئ والصين وجنوب شرق آسيا تمثل حجم ترانزيت كبيرًا تخدم عليه «قناة بنما».
وأضاف حجاج أن التجارة إلى موانئ الساحل الأمريكى شرقًا مارًّا بالموانئ الغربية الأمريكية تتم من خلال قناة بنما، مشيرًا إلى أن ما تشهده تلك القناة من تقليل غاطسها سيغير من وجهات العديد من السفن لتتجه إلى قناة السويس، ومنها إلى الشرق الأقصى.
وأوضح حجاج أن إدارة قناة السويس تقدم حوافز بالفعل لجذب سفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقى الأمريكي والمتجهة إلى منطقة جنوب شرق آسيا بنسب تصل إلى 55%، واصفًا إياها بالجيدة لجذب السفن التى تعبر طرق أخرى غير المجرى الملاحى المصرى والتى على رأسها “بنما”.
اختلف الدكتور أحمد الشامي خبير النقل فى مدى استفادة قناة السويس من جفاف “بنما“، قائلًا إن تأثير ذلك سيكون محدودا للغاية، خاصة أن تلك القناة تخدم حركة التجارة بين الأمريكتين.
وأوضح الشامى أن الاتجاه إلى تقليل الغاطس بقناة بنما، وما يتبعه من تقليل حمولات سفن الحاويات إلى ما قبل عام 2010 حيث عبور سفينة بحمولة 8000 حاوية لا يرجع فقط إلى عملية تراجع منسوب المياه بها، مرجحًا أن تصميم مشروعات التطوير به أخطاء، حيث تعرضت لعدد من حوادث السفن المتكررة منذ 2016 حتى الآن.
وأضاف الشامى أن جفاف “بنما“ أمر عارض وطارئ، مشيرًا إلى أن السفن العملاقة لا تعبر بنما من الأساس، فى حين أن قناة السويس تسمح بعبور السفن الكبرى والتى تحمل 24 ألف حاوية للواحدة منها.
وأشار إلى أنه ليس بالضرورة أن السفن التى لا تمر فى بنما تتجه إلى قناة السويس مباشرة، خاصة أن هناك مسارات أخرى إلى أوروبا، ولها خطوط تختلف عن العابرة عبر الممر الملاحى المصري.
يُذكر أن قناة بنما أنهت بحلول 2016/2015 التوسعات التى تقوم بها لجذب سفن الحاويات العملاقة التى تصل حمولاتها إلى 12 ألف حاوية، وذلك من خلال بناء أهوسة جديدة بتكلفة تصل إلى 5.2 مليار دولار.
وقالت الدكتورة منى صبحى نور الدين، أستاذ النقل البحرى بجامعة الأزهر وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية العربية للنقل، إن التغيرات المناخية التى تعصف بالعالم ألقت بتأثيراتها على قناة بنما الملاحية، موضحة أنها من أهم القنوات المنافسة وتستحوذ على 5% من التجارة الدولية.
وقالت نور الدين إن «بنما» تقع على مناسيب عالية عن المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ، ومن ثم تحتاج إلى أهوسة لرفع منسوب المياه داخلها حتى توفر عمقًا كافيًا للسفن يناسب غاطس السفن العابرة، ولهذا فإن الجفاف الذى تتعرض له حاليًّا يقلل من منسوب المياه، مما جعلها تتوقف عن استقبال السفن الأكثر من 12 ألف حاوية وعجزها عن تلبية احتياجات التجارة الدولية.
وأضافت منى أنه مع انخفاض منسوب المياه داخل القناة بشكل كبير ستلجأ السفن كبيرة الحجم إلى تخفيف حمولاتها وتغيير مسارات رحلاتها، مما يزيد من التكاليف.
وقالت إن السفن فى تلك الحالة أمامها ثلاثة حلول؛ الأول أن تُبحر حول قارة أمريكا الجنوبية، ومن ثم تزيد المسافات وتكبد تكاليف نقل باهظة، مما يؤدى إلى زيادة أسعار السلع، فى الوقت الذى يعانى العالم من التضخم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
والحل الثانى والأكثر أمانًا هو اتجاه بعض السفن للإبحار إلى الشرق الأقصى من خلال قناة السويس، مما يزيد من أعداد السفن عبر الممر الملاحى المصري، وزيادة حجم حركة التجارة، خاصة تجارة الحاويات العابرة للقناة من 22% إلى ما يقرب من 40%.
وتوقعت أن تلجأ السفن إلى مسار قناة السويس منعًا لحدوث ارتباك لسلاسل الإمداد وأزمات اقتصادية لكثير من ملاك السفن، ولا سيما أن الحل الثالث يعتمد على النقل متعدد الوسائط عبر الطريق من المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ وهذا يتطلب الاعتماد على البنية التحتية للدول من شبكات الطرق والسكك الحديدية، مما يزيد الأمر تعقيدًا لارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف تلك الرحلات.
وأوضحت أن عبور الممر الملاحى المصرى هو الخيار الأفضل، ويمكن أن تقدم قناة السويس حزمة من الحوافز لجذب تلك السفن.
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!