عن أهمية ورمزية "معبر رفح" بعد احتلاله من قبل اسرائيل وإصرار مصري على إغلاقه
بعيد أيام من تقاذف الاتهامات حول تحمل المسؤولية عن تعطيل معبر رفح الحدودي بين اسرائيل ومصر، اتّهم خلالها وزير الخارجية المصري سامح شكري إسرائيل، الثلاثاء، بـ "ليّ الحقائق" و"التنصّل من المسؤولية"، معتبراً إياها المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينييون، ما يزال الجيش الإسرائيلي يرفع العلم الاسرائيلي على حدود القطاع المصرية، بالرغم من التحذيرات الدولية من خطورة السيطرة العسكرية على المعبر، فيما تسعى اسرائيل جاهدةً العثور على شريك محتمل لإدارة المعبر.
نشرت في: 20/05/2024 - 17:57
3 دقائق
نازحون فلسطينيون يشاهدون ناقلة جنود مدرعة تابعة للجيش المصري بالقرب من السياج الحدودي بين غزة ومصر، في 16 شباط/فبراير 2024، في رفح، جنوب قطاع غزة. AFP - MOHAMMED ABED
إعداد:مونت كارلو الدولية
وتتجلى المطالب المصرية المتعلقة ب
من طرفها برفضها التعامل مع إسرائيل بما يخص إدارة المعبر الذي كان تحت سيطرة فلسطينية منذ العام 2005.
جدلية معبر رفح بالنسبة لإسرائيل... البحث عن شريك محتمل
وفي ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع التي تنذر بشبح الجوع الذي يخيم على أكثر من مليوني فلسطيني بحسب الأمم المتحدة، تتجه أنظار العالم منذ السابع من أيار/مايو الحالي جنوباً صوب معبر رفح، منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه، على اعتباره الرئة التي تغذي القطاع وتسهل وصول أيسر للمساعدات الإنسانية.
وتجد إسرائيل نفسها أمام معضلة المعبر، فهو نقطة دخول وخروج موظفي الإغاثة الإنسانية الدوليين، إذ يشهد مرور حوالى 100 شاحنة تنقل مواد غذائية وبشكل خاص الوقود الضروري للبنى التحتية في القطاع المحاصر.
وبعد
في فتح المعبر والمشاركة في تشغيله، تجد اسرائيل نفسها في مأزق العثور على شريك لإدارة عمليات دخول المساعدات الإنسانية، وقد خاضت مفاوضات مع مصر والولايات المتحدة لتكليف شركة أميركية خاصة بإدارة المعبر حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقال مصدر من بعثة الاتحاد الأوروبي رداً على مقترح اسرائيلي أن البعثة ترفض المشاركة في العمليات عند المعبر ما لم تشارك السلطة الفلسطينية فيها، تطبيقاً للآلية الموضوعة بهذا الصدد في 2005.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية عن مقترح إسرائيلي آخر يقضي بتسليم المعبر رسمياً للسلطة الفلسطينية، على أن تفوّض العمليات إلى جهة فلسطينية محايدة مثل جمعية الهلال الأحمر، إلا أن السلطة الفلسطينية رفضت التعاون مشيرةً إلى أنها لن تستعيد السيطرة على المعبر إلا بسلطة مطلقة.
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية
ويبدو ظاهرياً أنه كان من الممكن أن يكون للأمم المتحدة متمثلة بالأنروا دور إيجابي وفعال في هذه العملية حيث شاركت مسبقاً في إدارة المساعدات عبر المعبر، إلا أن هذا الحل سيلقى قطعاً رفضاً إسرائيلياً، إذ لطالما حاولت إسرائيل
من خلال توجيه الانتقادات للوكالة، واتهامها مسؤولون في الأنروا بالتواطؤ مع حماس، وهو ما تنفيه الأونروا.
رمزية معبر رفح" للفلسطينيين
يعتبر الفلسطينيون
عنصراً سيادياً، إذ أنه النقطة الحدودية الوحيدة الخاضعة لإدارة الفلسطينيين ، وأحد رموز السيادة بداية للسلطة الفلسطينية، بعيد انسحاب إسرائيل من القطاع، بين عامي 2005 و 2007، ومن ثم لحركة حماس على قطاع غزة منذ العام 2007.
ونصت "اتفاقية حركة التنقل والوصول" التي رعتها واشنطن، على منح السلطة الفلسطينية حق السيطرة على معبر رفح بإشراف أوروبي، مع ضمان حق إسرائيل في تفتيش المدخلات.
وتمثلت إدارة حماس
في الأعوام الماضية بتحصيل الضرائب على حركة العبور فيه، إلا أنه كان لاسرائيل رأي آخر إذ يشتبه الجيش الإسرائيلي بأن مقاتلي الحركة استخدموا المعبر لتهريب الجزء الأكبر من عتاد الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى القطاع، بحسب معلومات استخباراتية تشير الى أن المعبر "كان يستخدم لأغراض إرهابية".