- إنضم
- 30 يوليو 2022
- المشاركات
- 974
- مستوى التفاعل
- 3,041
سيناريو أم المعارك الروسية في خيرسون وسر القنبلة القذرة الأنجلو أوكرانية
تتصاعد نبرة الأوساط الإعلامية حول حتمية حدوث المواجهة الكبرى الروسية الأوكرانية في إقليم خيرسون والتي وفق المقاييس الاستخباراتية والعسكرية والسياسية سوف تكون مفصلية من ناحية إثبات الناحية الوجودية لروسيا التي إن نجحت بهذه المعركة سوف تعيد هيبتها المفقودة في أوكرانيا من الناحية الإعلامية، من خلال انجاز انتصار مدوي يسحق القوى العاملة الأوكرانية المهاجمة في هذا المحور القتالي الاستراتيجي الهام، ويسهل على الروس عملية الاستيلاء على ميناء أوديسا ونيكولايف، ويتسبب بإضعاف باقي الجبهات الأوكرانية المهددة والمهاجمة لباقي المناطق الروسية في أوكرانيا، بسبب ما قد ينتج عن ذلك من عمليات الاستدعاء الكبيرة الاضطرارية من تلك الجبهات المتعددة لسد حاجة الدفاع عن كييف التي سوف يشكل الهجوم الروسي المضاد الكبير خطر مؤكد عليها.
والعديد من الخبراء العسكريين الروس يشبهون معركة خيرسون بالمرحلة الأخيرة من معركة ستالين غراد بالحرب العالمية الثانية ضد القوى النازية، وربما تنتهي بالمرحلة الأولى بقتال شوارع وقناصين داخل خيرسون.
والسيناريو الروسي المتوقع في هذه المعركة هو السماح للقوات الأوكرانية بالتقدم والانتشار ضمن مساحة كبيرة هجومية، ثم إبادة هذه القوات بالمرحلة الأخيرة بأسلحة صدمة استراتيجية غير نووية ذات تأثير مساحي هائل وعمليات إبادة كبيرة جماعية، ولكن بعد عدة جولات صد مباعدة مدفعية وجوية اعتيادية، حتى تأخذ القوات الأوكرانية أوضاعها الكبرى من الناحية الهجومية.
ويقدر أن تكون استراتيجية الهجوم الأوكرانية هذه المرة تعتمد على التمهيد المدفعي الغزير والدقيق بغية تقليص نشاط أو اسكات النيران المباعدة الأرضية الروسية المرصودة بالوسائل الجو فضائية لتغطية تقدم التشكيلات المدرعة والميكانيكية الناقلة لمشاة البنادق يتبعها هجوم أكتال مشاة البنادق الراجلة بأعداد كثيفة ومتتابعة بشكل هيستيري مرعب تحت غطاء ضربات المدفعية الأوكرانية الميدانية والصاروخية وفق رصد الرادارات الأمريكية الراصدة للنيران المدفعية.
العملية المضادة الروسية:
غالباً في بداية الأمر سوف تحجم روسيا نشاط سلاح المدفعية الميدانية من خلال تكتيك أضرب وأهرب الذي يعتمد على أطلاق متلاحق سريع ومحدود ثم تغير مواضع المدفعية لتفادي النيران المدفعية الأوكرانية، ونشر بطاريات مدفعية متحركة ومقطورة وهمية هيكلية، بغية استيعاب الضربة الاستباقية الهجومية المدفعية الميدانية والصاروخية الأوكرانية وإخفاء وتحصين البطاريات المدفعية الحقيقية، والاستعاضة عن ذلك بتكثيف الضربات الجوية التكتيكية التي عمادها نفاثات سوخوي 25 الضاربة ومروحيات كاموف 52 الهجومية، ومن ثم التركيز على استخدام المدفعية الصاروخية سلاح الراجمات لأنها توفر نيران غزيرة بسرعة قياسية تجعلها بمنأى عن أخطار النيران المضادة الأوكرانية، إضافة إلى أن الكثير منها سوف يوفر ردع مساحي حراري في حالة تطورت الهجمات الأوكرانية وتكثفت.
ومن ثم سوف يبدأ الروس بالهجمات المرتدة العكسية التي يتوقع أن تكون رأس الحربة بها هذه المرة الكتائب التكتيكية الفدائية المكونة من قوات شبابية شجاعة وفدائية محترفة تعرف بقوات المقنعين الخضر الصغار، ليس لها انتماءات روسية أسرويه، أو حقوق مدنية أو تعويضات مالية، لكنها تعادل بشجاعتها وشراستها أكتال المشاة الأوكرانية الشبه انتحارية بتأثير العقاقير النفسية.
ويرجح أن تتبع هذه الطليعة الهجومية كتائب المتعاقدين المستقلة التكتيكية وألوية مشاة البنادق المستقلة ليشكلوا بمجموعهم هيئة قتالية هجومية متكاملة، مع وجود تدخلات محدودة ومؤقتة للسرايا الميكانيكية المظلية ووحدات الاقتحام المجوقلة بالحوامات القتالية، وذلك لتعديل أي اختلال أو اعتلال أثناء العملية الهجومية.
وإذا ما تفوقت القوات الأوكرانية على كتلة الهجوم الروسية من الناحية العددية والعتادية، وأجبرتها على الانسحاب، حينها يبدأ دور أسلحة الردع الجوية والصاروخية الحرارية الزائدة القدرة التأثيرية.
وذلك كتمهيد للهجوم الروسي العكسي العميق الذي سوف ينهي الجبهة الأوكرانية في خيرسون.
وهناك سيناريو روسي ثاني في حالة تراجعت روسيا عن استخدام بدائل الردع الغير نووية، وهو السماح للأوكران بدخول مدينة خيرسون وجعلها تخوض حرب حضرية دامية جداً يكون عماد القوة فيها الحرس الوطني الروسي GTA وقوات المجموعات السيبيرية SGF وهي قوات متخصصة بالمعارك الحضرية وبحرفية قتالية عالية.
وفي حال تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على المدينة نتيجة كثافة الهجمات المتتابعة، فحينها سوف تلجئ روسيا إلى تكتيك الإغراق المائي من خلال تفجير سد كاخوفكا على نهر الدينيبر، الذي يمكن أن يعمل عمل القنبلة النووية التكتيكية، ولكن كقنبلة مائية.
وقد تلجئ روسيا إلى إشعال كافة الجبهات الأخرى بعمليات هجومية نشطة، بغية تشتيت القوات الأوكرانية وعدم اللجوء لتكتيك الإغراق المائي لما فيه من ضخامة بالأضرار المادية.
أما عن استخدام روسيا للذخائر الحرارية بواسطة الراجمات المساحية أو القاذفات الاستراتيجية، فلأن هذه الذخائر تغطي مساحات كبيرة بتأثير الفتك الرادع إضافة إلى تخفيف تأثير الطين اللزج بتأثير التجفيف والتصليب لتلك التربة المائية بتأثير التيارات الصاعقة الحرارية، فراجمة "توس ون" مثلاً تغطي بواسطة 24 قذيفة فراغية اعتيادية مساحة ثمانية ملاعب كرة قدم أو دائرة قطرها 1600 متر أما راجمة "توس تو" التابعة للقوات النووية الروسية والمتواجدة اليوم في خيرسون، والتي يغطي تأثيرها بواسطة 18 قذيفة حرارية عصفيه مساحة قرابة 32 ملعب كرة قدم أو دائر قطرها قرابة 7000 متر، وهو ما يجعل احتمال استخدام أجيال مستودعات أبو القنابل الحرارية وقنابل الزئبق الحرارية غير وارد في المرحلة الحالية.
خفايا الهجمات الأوكرانية:
من أهم الخفايا المحتملة للتكتيكات الأوكرانية في هذه المعركة هو استخدام شاحنات مصفحة مفخخة بمفجرات كبيرة من أجهزة تشتيت الأشعة المعروفة بالقنابل الإشعاعية القذرة، وهي قنابل تركز على توليد الأثر الإشعاعي للقنابل النووية التكتيكية بطريقة بدائية بواسطة المفجرات التقليدية، وربما لن يكون لها أثر مباشر تأثيري كبير ولكن لها آثار نفسية ومعنوية إذا ما استهدفت بها بطريقة كميكازية روبورتية أو تحكمية لاسلكية أو انتحارية بقيادة بشرية، ولكن كون هذه المفخخات الإشعاعية تم تصنيعها بمشاركة بريطانية وأخذ تجهيزها وتطويرها نحو خمسة أشهر فإنها لن تكون بدائية اعتيادية من ناحية نسبة الأشعة الصادرة أو درجة السمية الإشعاعية المباشرة، كما يتوقع أن تكون مركبة من مواد ينتج عنها آثار إشعاعية كالتي تصدر عن القنابل النووية التكتيكية التي تعتمد على تحرير طاقة النواة بتحرير النواة من الذرة، وليس شطرها كما في القنابل النووية الحرارية.
لذلك من الممكن ألا تستخدم استخدام كميكازي وإنما تسير ضمن المجموعات القتالية الكبيرة كصمام أمان وحماية لتلك التجمعات القتالية بمثابة منع أو ردع للإمكانية استخدام روسيا لمستودعات التدمير التأثيري الحراري الهائل الفراغية والعصفية!
والسبب على ما يبدو لأنها سوف تكون مبرمجة على تفجير بالصعق التأثيري لتلك المستودعات الجوية الهائلة الفتك الضغطية الحرارية لتظهرها على أنها قنابل نووية تكتيكية وليست قنابل حرارية غير إشعاعية.
وهي عملية خبيثة خططت لها على ما يبدو المخابرات البريطانية لإدخال حشود الناتو الحدودية بالحرب وتحولها لحرب عالمية.
إلا أن بوتين بتصريحه الأخير قال بأن روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية إلا بالحالة الدفاعية وحالة خيرسون هي حالة دفاعية؛ خاصة أن آخر وصف من بوتين لهذه الحرب بأنها حرب وجودية، وهو ما سوف يبدد آثار ونتائج المخططات البريطانية، بدرجة كبيرة.