الصلاة في اليهودية تتبع طقوسًا وترتيبات محددة تُعرف باسم "التيفيلا" (תפילה)، وهي تتضمن تلاوة الأدعية والتراتيل مع مراعاة بعض الحركات الجسدية والوقوف باتجاه القدس. إليك نظرة عامة على كيفية صلاة اليهود:
1. التطهر: قبل الصلاة، يقوم اليهودي بالتطهر عبر غسل اليدين كرمز للنقاء.
2. اتجاه الصلاة: يتوجه اليهود في الصلاة نحو القدس. في المعابد، غالبًا ما يكون هناك جدار مخصص للصلاة يسمى "آرون هاكودش" (تابوت العهد) حيث تُحفظ أسفار التوراة، ويوجهون وجوههم نحو هذا الجدار أثناء الصلاة.
3. التفيلين: خلال الصلوات الصباحية (شحاريت)، يضع الرجال اليهود التفيلين (תפילין)، وهي علب جلدية تحتوي على نصوص من التوراة، تُربط على الرأس والذراع الأيسر، كرمز لربط الفكر والعمل بتعاليم الله.
4. ملابس الصلاة: يرتدي المصلي اليهودي شالاً خاصاً للصلاة يُعرف بـ "طاليت" (טַלִּית) الذي يكون أبيض وعليه شراشيب (تُسمى "تسيتسيت")، وخاصةً أثناء صلاة الصباح.
5. ترتيب الصلاة: تُتلى الصلوات من كتاب خاص يسمى "سيدور" (סדור). وتشمل الصلوات عادةً:
الشيماء: نص يتضمن التوحيد ويبدأ بـ "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا، الرب واحد".
العاميدا (עמידה): وهي الصلاة الرئيسية التي تُتلى وقوفاً وتتضمن 18 طلبة أو بركة في أيام الأسبوع و19 في أيام العطلات.
القديش: تلاوة خاصة تُستخدم للتقديس وتمجيد الله.
6. الحركات: أثناء الصلاة، يقوم بعض اليهود بحركات تأرجح خفيفة تُسمى "شوكل" (שׁוּקֵל) كطريقة للمساعدة على التركيز والانخراط في النصوص المقدسة.
7. أوقات الصلوات:
في اليهودية، تُقام ثلاث صلوات يوميًا، وهي:
1. صلاة شحاريت (شحرية) - تُصلى في الصباح.
2. صلاة منحة (مِنحاه) - تُصلى بعد الظهر.
3. صلاة عَرْبيت (مَعيَريف) - تُصلى في المساء.
تُعتبر هذه الصلوات الثلاث واجبة على الرجال في الديانة اليهودية، وتحتوي كل صلاة على مجموعة من الأدعية والترانيم التي تُتلى بالترتيب.
يولي اليهود أهمية كبيرة للتركيز والخشوع في الصلاة، ويعتبرونها وسيلة للتواصل مع الله والتقرب إليه من خلال الأدعية والاعتراف بقداسته وطلب العون منه.
من هم الحريديم ؟
طائفة الحريديم هي طائفة يهودية أرثوذكسية متشددة، تعتمد على التقاليد الدينية القديمة وتلتزم بنمط حياة صارم يعتمد على التوراة وتعاليمها. وتعد دراسة التوراة وفهم التعاليم الدينية أهم أولويات حياة الحريديم، حيث ينظرون إلى هذه الأمور كواجب ديني أساسي وفعل تقرب من الله.
المفهوم الديني للحريديم: يرى الحريديم أنفسهم أوصياء على التقليد اليهودي، ويعتقدون أن التوراة ليست مجرد كتاب مقدس، بل هي أساس الحياة، وأن تطبيق الشريعة اليهودية (الهالاخاه) بصرامة هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على الهوية اليهودية. في نظرهم، هذا الالتزام يمنحهم القرب من الله، ويعتبرون أن حماية الشعب اليهودي لا تعتمد على قوة الجيش، بل على الدراسة والتعبد والصلاة.
واجبات الحريديم:
1. الدراسة الدينية: يقضي الكثير من الحريديم حياتهم في دراسة التوراة والتلمود، حيث يكرسون معظم أوقاتهم لهذه الدراسة، ويرون أنها أمر مقدس يجب أن يستمر بلا انقطاع.
2. الصلاة والعبادة: يتمسكون بصلوات يومية صارمة وأداء الشعائر الدينية التقليدية، حيث يعتبرون أن هذه العبادات هي الوسيلة لطلب الحماية والرزق من الله.
3. التعليمات الغذائية (الكوشير): يلتزم الحريديم بقواعد الكوشير الغذائية بصرامة، والتي تشمل قواعد محددة بشأن الطعام وتجنبه إذا كان غير مطابق للشريعة.
4. مظهر الحياة الشخصية: يلتزم الحريديم بارتداء الملابس التقليدية المميزة مثل الملابس السوداء، وقبعات "الشترمل" و"البايس"، وهي الجدائل التي يطلقونها، كتعبير عن التمسك بالتقاليد.
المعتقدات الرئيسية:
1. القداسة في الحياة اليومية: يؤمن الحريديم بأن كل جانب من جوانب الحياة يجب أن يكون في تناغم مع الشريعة اليهودية، بما في ذلك الزواج، تربية الأطفال، والتفاعل مع الآخرين.
2. الرفض الأيديولوجي للدولة العلمانية: بعض فئات الحريديم تعارض الصهيونية، معتقدةً أن إقامة دولة يهودية يجب أن تكون على يد المسيح المنتظر، وأنها لا يجب أن تتم بأي جهود بشرية.
بالتالي، يمثل مجتمع الحريديم ثقافة متكاملة تغلب عليها المحافظة على القيم الدينية الصارمة، ويمارسون حياتهم اليومية وفق هذه المعتقدات لتجنب التأثيرات الخارجية، مما يجعلهم غير منفتحين على الانضمام للجيش أو الدخول في الحياة العلمانية الحديثة.
لماذا ترفض طائفة الحريديم الانضمام للجيش الإسرائيلي ؟
طائفة الحريديم في إسرائيل ترفض الانضمام للجيش الإسرائيلي لأسباب دينية وثقافية. ينظر الحريديم إلى الحياة الدينية والتفرغ لدراسة التوراة والتعاليم الدينية على أنها واجبهم الأساسي، ويعتبرون أن التوراة تحمي الشعب اليهودي، وليس القوة العسكرية. لذا، فإن الذهاب للجيش قد يعرضهم للاندماج في بيئة لا تتفق مع نمط حياتهم الديني المتشدد، مما يهدد نقاء مجتمعاتهم، خصوصاً في مجالات مثل الاختلاط بين الجنسين والتعرض لثقافة علمانية.
إضافةً إلى ذلك، هناك رفض أيديولوجي لدى بعض الحريديم للدولة الصهيونية في حد ذاتها، حيث يرون أن تأسيس دولة يهودية يجب أن يتم على يد "المسيح المنتظر"، وليس عن طريق عمل بشري، بما في ذلك الجيش
.