أسطورة "عروس النيل"
جاء ذكر أسطورة "عروس النيل" في كتاب "فتوح مصر والمغرب" لابن عبد الحكم ، وترسخت في الأذهان ، على الرغم من عدم ذكرها بالنصوص المصرية القديمة ، فلم تعرف مصر تقديم قرابين بشرية ،
عُثر على ثلاث لوحات تعود لعصر الملك رمسيس الثاني ومرنبتاح و رمسيس الثالث تصف المراسم الاحتفالية بفيضان النيل، يذبح الملك عجل أبيض وأوز وبط ودجاج كقربان، ثم تُلقى في النيل "رسالة" مكتوبة على ورق بردي تتضمن أناشيد تمدح النيل اعترافا بفضله ..
بحسب بردية "هاريس" تعود لعصر رمسيس الثالث كان يتم إلقاء تماثيل حابى وقرابين أخرى بلا ذكر لقربان بشرى ، ولم يذكرها حتى
الرحالة اليونان والرومان الذين زاروا مصر بين ٦ ق.م والقرن الأول، مثل هيكاتيه ، وهيرودوت وديويدور الصقلي وسترابون ، كما جمع العالم الفرنسي جاك فاندييه، في دراسته "المجاعة في مصر القديمة "، 55 نص تحدث عن المجاعات ، لم يأت ذكر لأي "عروس للنيل"..
كتبت هذه القصة بعد دخول العرب مصر بنحو 230 عاما، فإما أن تكون قد رُويت له بمعرفة أحد المخرّفين، وإما أن تكون من تأليفه هو، بقصد تنفير المصريين من مظاهر حضارتهم وعقائدهم القديمة والدعوة إلى الإسلام ..
الباحث الفرنسي بول لانجيه، الذي تفرغ لدراسة قصة عروس النيل، وخرج الباحث من دراسته بأن المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاة في النيل، ولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع الاطم، وهذا النوع من السمك قريب الشبه من الإنسان، ويصفه بعض العلماء بإنسان البحر، وتتميز أنثاه بأن لها شعر كثيف فوق ظهرها ووجهها أقرب إلى كلب البحر، وكان المصريون يزينون السمكة بالألوان ويتوجون رأسها بعقود الورد ثم يزفونها إلى النيل، ومنذ أعوام تم كشف سمكة من هذا النوع في بحيرة قارون بالفيوم".
فأن إلقاء الفتيات لم يُعرف إلا في عهد المماليك، حيث جاءوا بالفتيات المدربات على السباحة، وكان يتم إلقاءهن في النهر و يتركن للسباحة حتى الشاطئ في كرنفال الاحتفال".
فيما تقول الكاتبة نعمات أحمد فؤاد في كتابها "القاهرة في حياتي": "إن حكاية عروس النيل ليس لها أساس تاريخي، ولم ترد في غير القصة التي ذكرها بلوتراك، والتي تقول إن إيجبتوس ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلت بالبلاد، فأشار إليه الكهنة بإلقاء ابنته في النيل ففعل، ثم لحق به ندم شديد فألقى بنفسه وراءها"
https://www.facebook.com/