- إنضم
- 30 يوليو 2022
- المشاركات
- 953
- مستوى التفاعل
- 2,988
عملية طوفان الأقصى ومعركة غزة الاستراتيجية والأيدي الداعمة الخفية
هل كان قادة حماس والفصائل المسلحة الإسلامية الفلسطينية، لا يعلمون أن هجوم بمستوى طوفان الأقصى على المستوطنات الصهيونية، لن يخلق للكيان الصهيوني، ذريعة بمسح غزة من الوجود والمضي بمشاريعها المائية والاستيطانية؟! وهل حماس حينها كانت قادرة على مقاومة التصعيد الصهيوني بأسلحته الذاتية والأمريكية الفتاكة؟! والجواب نعم! فقد تدرعوا بالأرض كما كان يوصي فاروق الأمة عمر رضي الله عنه، وجعلوا نصب أعينهم أنه مع دمار غزة تبدأ معركتهم الحقيقية! بأسلحة روسية حديثة أو تطور محلياً على أسس روسية!
فهذا الهجوم الجريء الغير مسبوق الذي نفذه فدائي النخبة للفصائل الإسلامية المسلحة الفلسطينية، على المستوطنات الصهيونية، لم يكن ارتجالي أو محض صدفة، إنما مخطط له بعناية شديدة وتنسيق محكم وكان في غاية السرية! من الناحية التنفيذية الحقيقية! والبروباغندا الصهيونية والغربية التي أرادت أن يعلم العالم أن الأمر برمته كان تنفيذ لمخططات استخباراتية غربية مشتركة لخلق ذريعة لمسح غرة من الوجود وتهجير أهلها إلى سيناء، وإقامة قناة مائية بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر موازية لقناة السويس، صحيح! ولكن ليس بالصورة التي رأينها الحالية! فما حدث هو مكر موازي ولكن عكسي يقلب السحر على الساحر! بطريقة دراماتيكية لعبتها بعناية شديدة الاستخبارات الروسية المخططة والصينية الممولة ولكن من خلال حليف مشترك تمثل بالخبرات الكورية الشمالية التقنية والعسكرية والاستخباراتية المدربة على أيادي الاستخبارات الروسية! فما حصل بالحقيقة كان خدعة استراتيجية!
فحقيقة الأمر هي حرب مصالح، فروسيا كما يقال حليف الكيان الأول! فدبابة "ميركافا فور" مبنية على ما عليه دبابة بروريف (الاختراق) ت 90 ام الروسية! من خلال دروعها التراكبية ودروعها النشطة الوثابة المتفجرة الذكية! فروسيا هي من تسهل الضربات الصهيونية داخل الأراضي السورية ضد التشكيلات العسكرية والمليشيات الشيعية الموالية لحليفتها إيران! والكيان إلى الآن لم يتدخل بأي نوع من التدخل في الحرب الروسية الأوكرانية ضد روسيا! رغم أن رئيس أوكرانية صهيوني! فكيف لروسيا أن تعادي الكيان؟!
الحقيقة التي يجب أن نعرفها أن روسيا هي أكثر من يعرف بهذا الشكل أسرار ونقاط ضعف وقوة فخر الدبابات الصهيونية، وقد وجد الصهاينة بطريقة ما هذا جلياً في وثائق كانت لدا التشكيلات المسلحة الفلسطينية! وكان هذا بمثابة حصان طروادة داخل الحصن المدرع الصهيوني المنيع.
أما لما تخون روسيا حلفائها الأوفياء، فنقول المصلحة تقتضي ذلك! إذا ما مس ذلك الأمن القومي الوجودي لروسيا كقوة عظمى ناشئة من جديد عالمية! وروسيا بالحقيقة دولة مصالح وليست دولة مبادئ وإنسانية، ولكنها أكثر مبادئ وإنسانية بالواقع إذا ما قورنت بدول الدجل والكذب والمماطلة الغربية، وبوتين طهر روسيا من اليهود الصهاينة وأذنابهم من الأوليغارشية (المافيات الروسية)؛ ولكن مصلحته السيادية والقومية الوطنية اقتضت التقارب من الكيان الصهيوني! كما اقتضت اليوم التقارب من الدول الإسلامية لتدعيم قطبيتها وتقوية عائداتها الاقتصادية، وذلك لأن الكيان يمثل نقطة القوة للناتو في خاصرة العرب، وهو وأعني الكيان أيضاً نقطة ضعف الناتو الوحيدة، لذلك قهرها يقوي نقطة القوة وزيادة النفوذ الروسي الصيني عند الأمة العربية، ويقرب روسيا أكثر من الأمة الإسلامية، التي هي المعول الأول في قهر الجهود العسكرية ضدها بالجبهة الأوكرانية! ففيالق الاقتحام فوستوك أكثرها تشكيلات جهادية إسلامية! وكذلك تشكيلات عاصفة النصر المتعاقدة الروسية، والتي تفعل ما لا تفعله خيرة النخبة الروسية! لذلك خلخلة جبهة الكيان وتهديد أمنها بفصائل إسلامية هي الورقة الرابحة، والمقامرة الناجحة لروسيا لوقف الحرب الاستنزافية الأوكرانية، ولتعزيز مكانها عند الدول العربية سواءاً ذات الصبغة الإسلامية أو حتى العلمانية، وأيضاً لتحويل الدعم الغربي المفتوح لأوكرانيا إلى جبهة دولة الكيان الصهيونية، وزيادة إرهاق الناتو من الناحية الاقتصادية.
أما تسهيلها للضربات الجوية الصهيونية في سوريا ضد المصالح الإيرانية أحد حلفائها الاستراتيجيين! فغايته الحد من نفوذ وهيمنة إيران المنافس الأكبر للهيمنة الروسية في سوريا، أهم نقاطها الوجودية الاستراتيجية خارج الأراضي الروسية، ولأن هذا النفوذ وأعني الإيراني إذا ما تعاظم أكثر، قد يهدد وجودها هناك، ما لم تخلق ضدها عدو يقض مضجعها، بموافقة ضمنية روسية، ولكسب ثقة الكيان حتى لا يبدأ بمأمراته ضد هذا التواجد الروسي، بحيث يصبح هذا التواجد يخدم المصالح الصهيونية.
ونعود من جديد لصلب المقال، ونقول إن ما حصل بالواقع أن روسيا بالتحكم عن بعد بطريقة خفية استخباراتية، نفذت المخططات الصهيونية بعملية طوفان الأقصى، بطريقة خبيثة بنتائج عكسية! فالأسلحة المضادة للدروع مثلاً طورت بالظاهر على أنها بمركباتها التفجيرية والاختراقية ذاتها القديمة البدائية بالتركيبة المحلية، وتعمدوا أن يعرف ذلك أيدي العمالة الصهيونية داخل صفوف الفصائل المسلحة الإسلامية! التي حرصت روسيا بطريقة فنية على تجنيدها وتدريبها ضمن صفوف الوحدات الفدائية الخاصة الاقتحامية، التي مثلت النسق الهجومي الأول! جنياً إلى جنب مع التشكيلات الموالية الإسلامية المخلصة الوطنية، ثم أتى النسق الثاني الموالي بالكامل للوطن والعقيدة الجهادية الإسلامية، وهنا كانت الصدمة لقوات الكيان، وسقطت أقنعة تتالي مشاهد المسرحية الأساسية وخرجوا عن النصوص المخططة الأساسية، مما دفع أيدي العمالة أن تقاتل أسيادها بكل جدية، فالمنافق المتعدد الوجوه لا ولاء له إلا لما يخدم مصالحة الذاتية، وهو ما خلط خيوط التدابير الصهيونية الأصلية، كما أفقدها السيطرة من قبل على حركة حماس (حركة المقاومة الإسلامية) التي سهل نشأتها بالأصل التدابير الاستخباراتية الصهيونية، لتشكل جبهة موازية غايتها تحجيم نفوذ وتحيد سيطرة حركة فتح الفدائية الفلسطينية الوطنية، ذات الطابع العلماني! التي كانت حينها مسيطرة على الساحة النضالية الفلسطينية.
وعملية الإنزال الشراعي المظلي الذي نفذه النخبة الفدائية المسلحة هو خاصية يشتهر بها نخبة النخبة قوات العمليات الخاصة الروسية سبتسناز BRU التابعة للمخابرات العسكرية الروسية GRU مع مشاركة محتملة للمخابرات الصينية، وتجسد ذلك بوجود خبراء تصنيع وضباط من كوريا الشمالية، دربوا على أيدي الاستخبارات العسكرية الروسية، فزيارة كيم الأخيرة لروسيا لم تكن اعتيادية! وعزز ذلك تصريح من رئيس كوريا الشمالية بدعم جهود المقاومة المسلحة الفلسطينية التسليحية والتكتيكية.
لكن الفرق بين إنزال السبتسناز الروسي وقوات الإنزال الفلسطينية، أن الأخيرة من الأرض إلى السماء بعامل دفع الدرجات النارية الثلاثية، أما السبتسناز فمن السماء للأرض وميزة الفلسطينية أنها عملية أكثر ليلاً أو نهاراً لأنها تكون على ارتفاعات منخفضة، وتكون أكثر مباغتة وإرباك لجنود الاحتلال الصهيوني!
وساعد على النجاح أيضاً معرفة العدو الصهيوني أن طليعة الانزال من العملاء السريين الذين سوف يتجاوزن السياج لينفذوا معارك شكلية ذات أثار مادية فقط، لتكون المفاجئة بالنسق الثاني السري الذي حول الاختراق لعملية حقيقية.
وقبل المضي في شرح معركة غزة الاستراتيجية، علينا أن نوضح مدى الاستفادة الروسية من هذه الحرب فكما أسلفنا الفائدة الأولى التقرب من الدول الإسلامية والعربية في الشرق الأوسط، وزيادة السخط الشعبي على الولايات المتحدة الأمريكية، لبسط سيادتها كقوة عظمى ضد تصاعد الهيمنة الأمريكية! ثانياً خلق ورقة ضغط فعالة على أمريكا لإنهاء الحرب الأوكرانية بالشروط الروسية، لأن هذه الحرب رغم أنها عاظمت قوة روسيا العسكرية، وجعلتها تسرع برامجها التطويرية العسكرية بوقت قياسي، إلا أنها أنهكتها وربما أنهكت معها الصين الداعمة من الناحية المالية، رغم أن هذا الدعم مبني على المبادلة التجارية!، ثالثاً تحييد الدعم العسكري أو تقليله إلى الحد الأدنى، من خلال تحول هذا التمويل والدعم بالأولوية للكيان الصهيوني بطريقة تصاعدية، فقد وردت أمريكا للكيان إلى الآن من الذخائر ما تجاوز 7 آلاف طن! مع العلم أن الدول الأوربية لن تسطيع سد هذا التحول الكبير بالدعم للقوات الأوكرانية، ورابعاً تكبيد أمريكا ومرتزقة الكيان من نخبة الغولاني وأطقم المدرعات الصهيونية خسائر فادحة والتي تقدر إلى الآن بنحو 3000 قتيل كمحصلة حقيقية، وذلك كحالة انتقامية عن خسائر الروس في بلدة باخموت، وأخيراً إضعاف ترسانة الحرب المدرعة والمؤللة الصهيونية فقد فقدت دولة الكيان بشكل موثق أكثر من 160 دبابة ميركافا فور من أصل 200 إلى 300 دبابة كحد أقصى لذلك تعمل وبشكل عاجل على ترقية ميركافا تري إلى الطور الرابع بالسرعة القصوى وفقدت من مدرعات نمير الحصينة أكثر من 30 ناقلة جند مدرعة، وكل ذلك لمنعها من إحداث أي اجتياح أو تهديد للأراضي السورية أو اللبنانية، أو منافسة القوة المصرية، لأنها واعني روسيا تقوي التشكيلات الشيعية بطريقة غير مباشرة في اللبنان والتي اليوم تشتت القوة الصهيونية، وتساعد على إضعافها وأعني التشكيلات الشيعية في سوريا بتسهيل تنفيذ الضربات الجوية الجراحية الصهيونية ضدها رغم أن نفاثات راعام (البرق) ف 15 الصهيونية وصوفا (الصاعقة) ف 16 الصهيونية ضرباتها إما مباعدة المدى حتى 300 كم من الهدف الأرضي، أو اختراقية بحواضن التشويش "درع السماء" الفائقة التطور، أو تسللية بواسطة نفاثات أدير ف 35 الشبحية الصهيونية! والتي تتسلل عادتاً بطريقة مواربة من الأراضي العراقية! أو من جهة البحر والتي وكما يعلم المختصين لا تستعصي جميعها على الرادارات المتطورة الروسية!
التجهيزات القتالية في غزة:
في الحرب الفيتنامية التي خاضتها القوات الأمريكية التي كانت أكثرها متطوعة احترافية عمد الروس السوفييت على تدريب مقاتلو الفايكنغ الفيتنامية، على ما عرف حينها بالأنفاق الجرذانية، وهي أنفاق ضيقه متفرعة من أنفاق أوسع متصلة بخلايا أو مراكز حصينة رئيسية، كبدت قوات النخبة الأمريكية وصلت وفق الاعترافات الأمريكية أكثر من 58 ألف قتيل، ولكن كان لهذا التكتيك نقطيتي ضعف أنها كانت سطحية لصعوبة توفير التهوية لها بالعمق بطريقة صناعية، وان أكثرها كانت ترابية دون تعزيزات إضافية فكانت عرضة للتدمير بقنابل القصف المساحي التي تسقطها قاذفات القلاع الاستراتيجية العملاقة ب 52 "ستراتوفروتريس" والقنابل الضخمة الهائلة التفجير زنة 6 طن وحتى 9 طن السطحية، وقنابل العصف الحراري "ديزي كاتر" (مقطعة الأقحوان) التي كانت تزن 15 ألف رطل بقوة ضغط هائلة تصل إلى ألف رطل على البوصة المربعة، وكان أخطر هذه القنابل قنبلة ظهرت بهذه الفترة ولهذه المهمة تزن 20 الف رطل فراغية تعمل بالوقود الغازي المتفجر بالتفاعل الهوائي، عرفت حينها بقنبلة "لايف تيكر" (آخذة الحياة)، لم تولد ضغط موازي لقنبلة ديزي كاتر، ولكن ولدت قدرة تفريغيه مرعبة عالية السرعة خانقة لكل من يكون متواجد في تلك الأنفاق الضيقة الجرذانية، وكان هناك ثغرة أخرى لدا تكتيكات الفايكنغ الفيتنامية هو أنها تقاتل عندما تدفق من تلك الأنفاق بمبدئ أكتال المشاة الراجلة الهجومية وفق العقيدة السوفيتية بمعارك تلاحية، ولأن هذه المعارك كانت تنتهي بإبادة القوات الأمريكية المُهَاجمة، لجئت أمريكا لاستراتيجية التدمير أو الإفناء المتبادل بما عرف حينها بتكتيك السهم المكسور "بروكينغ آرو" بالقصف الجوي المساحي أو بنيران المدفعية.
واليوم تفادى الروس كل تلك الأخطاء المجربة واستخدم استراتيجية أنفاق النمل!
واستخدم أسلوب الظهور السريع والهروب السريع بعد تنفيذ الصدمة الصاعقة بالنيران من نقطة الصفر التلاحميه!
والجديد أنه إلى الآن لم تبدأ العمليات القتالية الحقيقية للمقاومة الفلسطينية! فنشاط المقاومين محصور بنحو 5000 فدائي واستشهادي من أصل 40 ألف فدائي تمثل الفصائل المسلحة الإسلامية الفلسطينية، مع أسلحة سرية لم تختبرها أو تجربها بعد الفصائل المسلحة الفلسطينية.
وأكد ذلك ظهور واختفاء سلاح متطور أسقط أكثر من خمسة حوامات أباتشي بوقت قياسي ثم تلاشى عن الساحة الميدانية وآخر أسقط درون هيرون الاستطلاعي على ارتفاع 45 ألف قدم (15 كم) مع العلم أنه لا قدرة لأي صاروخ كتف أو مدفعية مضادة للجو في العالم أن تصل إلى هذا الارتفاع هذا إن تم كشف هذا الدرون الصامت الخفي بأي وسيلة كشف أرضية، وهو ما يعني أن من يدعم الفصائل الفلسطينية دولة قوية متميزة بمضادات الدروع والمضادات الجوية.
ولأن المعركة تبدأ بالحقيقة عندما تدمر غزة ويهجرها سكانها من المدنيين! كما حدث من قبل في "ستانيلن غراد" السوفيتية في الحرب العالمية الثانية، حيث نشطت حينها المقاومة الروسية السوفيتية، بطريقة منتظمة استنزافية ضد القوات ألمانية النازية، مما أحدث انهيار كبير بصفوف القوى النازية وأزهق أرواح أكثر الضباط وضباط صف الميدانين بطريقة قتل انتقائية، وهو ما سهل نجاح العملية القتالية الاعتيادية الموسعة النهائية.
تكتيكات الحرب في غزة حالياً وفي المرحلة المستقبلية:
كما أشرنا سالفاً فإن تكتيك الفصائل المسلحة الفلسطينية اليوم هو تنفيذ عمليات مبيته مع المراقبة الخفية بطريقة صاعقة بقنص الدبابات والمدرعات أو تفجير العبوات الناسفة المزروعة سالفاً بطريقة عصفيه أو بالعبوات الناسفة اللاصقة الارتجالية الفدائية، وذلك بالدرجة الأولى باستهداف المجنزرات أي إبطال الآلية الحركية وتعطيل مستشعرات التحكم بالحماية النشطة بدروع تروفي المقذوفة الصدية والحماية الدخانية ضد توجيه الليزر والتوجيه الكهروبصري السلكية مثل صاروخ كونكورس الروسي الذي يبلغ مداه حتى 4 كم بسرعة 200 م/ث وبقدرة اختراق ترادفيه تصل بالفولاذ المكثف والدروع الطبقية حتى 1000 ملم ومع وجود الدروع التفاعلية الردية حتى عمق 800 ملم، وفي حالة عدم تعطيل الحماية النشطة يطلق من المسافة صفر وهي 70 متر، كما هو الحال بقذيفة ياسين 105 الغير موجهة الترادفيه، وبدأ يكثر استخدام قذائف تاندوم ر ب ج 29 الروسي الذي تبلغ سرعته حتى 130 م/ث ومن مدى 50 متر وحتى مدى 500 متر بقوة اختراق حتى 1000 ملم بالفولاذ المكثف أي بزيادة 400 ملم عن قذيفة ياسين 105 بشحنة عصف حراري تفجيرية أكبر.
أما صاروخ كورنيت الروسي الأخطر فيقتصر استعماله في الأماكن المفتوحة خارج منطقة الكمائن السكنية لأنه أسرع من صاروخ كونكورس بمرة ونصف أي حتى ما يقارب 300 م/ث وبشحنة اختراق ترادفي عصفيه حرارية أكبر بكثير تبلغ 7 كغ بدل 2.5 كغ بحرارة تصل إلى 5000 درجة بسرعة اختراق حرارية تبلغ 10000 م/ث فتخترق بالفولاذ المكثف والدروع المتراكبة والطبقية 1300 ملم وحتى 1100 ملم في حالة وجود الدروع الردية التفاعلية المتقدمة الأمامية، ولأن شحنة التفجير العصفية الحرارية التي تلي شحنة الاختراق كبيرة فإن الفتك بالطاقم كامل مؤكد 100%.
وتوجيه يتم بالليزر العكسي لمؤخرة الصاروخ وليس منعكسة على المقدمة الأمامية وفي مرحلته الأخيرة ذاتي التوجيه يعتمد على الذاكرة التوجيهية لذلك لا يؤثر على توجيهه الحماية النشطة الدخانية وله نظام حماية ذاتية ضد مصدات دروع تروفي النشطة المتفجرة من خلال مستشعرات حماية ذاتية بتوسيع دائرة الحركة المندفعة الحلزونية، أما مداه فيبدأ من المسافة 150 متر وحتى مدى 10 كم.
وهذه الإجراءات المضادة الفدائية مبنية على فهم نقاط ضعف طريقة الاختراق الصهيونية! فالأمريكان الذين يقودون مجموعات الغولاني الصهيونية، يقومون بالهجوم بطريقة الاختراق الروسية! بالكتائب التكتيكية المدرعة المستقلة ولكن بطريقة عكسية فالروس في آخر تكتيكاتهم الاختراقية في المناطق الحضرية في أوكرانية، تواكب عند الاختراق الدبابات والمدرعات مجموعات الاختراق الراجلة لتأمين حماية تبادلية، بل وتتقدم المدرعات أمامها لتسهيل مهامها الاختراقية؛ أما الصهاينة بقيادة الجنرال كيلن جزار العراق، فيقومون بالاختراق بالكتائب المدرعة وفي داخلها مجموعات الاختراق القتالية، بحيث يوزع داخل ميركافا ستة محاربين بدل مجموعة الحماية الخارجية، وداخل مدرعة نمير عشرة، ليشكلوا مجموعتين اختراق ثمانية، وهو ما يفقد هذه المدرعات الحماية الخارجية بقوات المشاة ويبقى الاعتماد على الحماية النشطة فقط، والتي يتم تجاوزها كما أسلفنا بالحديث، بإطلاق القذائف المضادة الاختراقية من النقطة صفر أي 50 إلى 70 متر، وبصواريخ موجهة لها قدرة تقنية على تفادي الحماية النشطة للمدرعات الصهيونية مثل صاروخ كورنيت، أو بتفعيل العبوات الناسفة ذات التحكم عن بعد أو استخدام اللاصقة الارتجالية بطريقة فدائية لتبدئ فاعلية القذائف المضادة خارج نقطة الصفر من 300 إلى 500 متر، والصواريخ الموجهة الأقل تقنية بتفادي الحماية النشطة الصهيونية، وفي هذه المرحلة تتحول أكثر المدرعات المعادية إلى توابيت موت جماعية للأطقم والمجموعات المحمولة القتالية،، أما المرحلة الثانية فتقوم الدبابات والمدرعات بإنزال من فيها من قوات راجلة لتتقدمها تلك القوات، وتقوم المدرعات بإسناد هذا التقدم للمشاة عن بعد وهو ما يسمح للقوات الفدائية بالتفرد بها وصيدها وتدميرها، أما طريقة تفادي المجسات الحركية الحرارية والابتروينة التي ترصد حركة القوات وتدير نيرانها الرشاشة تجاه تلك القوات التي قد تهدد تلك المدرعات فيتم إما بالسكون الحركي، والتنفيذ الصاعق أو يتم تعطيل تلك الحساسات أيضاً بالتفجيرات العصفية للعبوات الناسفة الارتجالية.
وخارج عزة تنشط أيضاً حرب الأنفاق الصاعقة الفدائية، وخارج نطاق الأنفاق تنشط الانزالات الشراعية الاستشهادية، والتسللات البرمائية الفدائية بالضفادع البشرية.
أما في المرحلة القادمة بتقديري عندما تخلو غزة من سكانها وتتحول أكثر أبنيتها إلى ركام، تبدأ حرب الشوارع والأنفاق النوعية والتي تتكون من قوات إشغال قتالي مباشرة وإشعال بنيران مباعدة، وقتل صامت بواسطة قناصين الأفراد وضد الدروع وكل ذلك بقوات كمائن حصار صاعقة، كما سوف تنشط قوات المقاومة الجوية بشكل أكثر فاعلية، وتبدأ الخسائر الكمية الحقيقية بالقوات المشتركة الصهيونية الأمريكية.
والاستراتيجية بالاختراق لقوات الغولاني بقيادة قوات المارينز الأمريكية بالمرحلة الحالية، يعتمد على اختراق مربع سكني وراء الأخر بعد تدمير أبنيته بشكل ممنهج وأخلائه من جميع سكانه المدنية بسبب زيادة الاعتماد على نيران الدعم والتمهيد المباعدة الأرضية والجوية، إلا أن هذا التكتيك لم ينجيهم من الكمائن الصاعقة المضادة المباغتة الفدائية، مما قلل الاعتماد على تدريع المدرعات وجعلهم يعتمدون على دبابات قديمة ومجنزرات مصفحة أقل تدريع بكثير من مدرعات نمير ودبابات ميركافا فور، لأنها أصبحت فقط لنقل القوات الراجلة وتوفير الاسناد القريب بنيران قوية خارج المناطق الحضرية.
وتمكين القوات المشتركة المعادية من احداث اختراق عميق نسبياً داخل غزة هو جر هذه القوات لكمين محكم يبدأ مع زيادة عمليات الاخلاء الفلسطينية من أجل تخفيف النقمة المعادية من السكان المدنيين ومن باب زرع الطمأنينة المؤقتة وخفض درجة الحذر في صفوف النخبة المعادية، قبل توجيه الضربة القاضية الفلسطينية.
واخيراً كما يقود العمليات المعادية جزار الفلوجة من قادة المارينز، فلا أستبعد أن يقود المقاومة جنرال الهلاك سورفيكين الروسي بعد قصة غواصة الامداد الجزائرية الخفية التي شاع صيتها في الآونة الأخيرة خاصة وأن هذا الجنرال الروسي العبقري الذي شاع أنه أسلم وصور وهو يقرأ القرآن، كان موجود في الآونة الأخيرة في الجزائر!
التعديل الأخير: