لماذا تتزايد صادرات مصر الرقمية باستمرار ؟
تشتهر مصر بتاريخها الغني والمزدهر، وهي الآن موطن للمدن الحضرية النابضة بالحياة التي تنضح بقرون من الثقافة التي تمتد لأكثر من آلاف السنين. تدخل مصر الحديثة حقبة جديدة من الإبداع والاستقرار من خلال التزام الحكومة بإعادة تطوير قاعدة البنية التحتية للبلاد. تمت إعادة هيكلة مشهد البنية التحتية إلى مشهد عالي الجودة والمرونة والإنتاجية، من أجل دعم الطلب المتزايد على خدمات الأعمال، مع تضخيم مجموعات المهارات في مجموعة العمالة المصرية المجتهدة والموهوبة باستمرار.
على مدى السنوات الخمس الماضية، بدأت الحكومة المصرية خطة عمل لتحويل مصر بالكامل إلى قوة رقمية إقليمية. جاء ذلك مع خطة استثمارية قوية لتجديد قاعدة البنية التحتية في البلاد لخدمة الطلب المتزايد. تم إجراء أحد الاستثمارات البارزة في عام 2019، عندما استثمرت مصر 1.9 مليار دولار أمريكي في البنية التحتية FTTH في مصر، والتي تضاعفت أربع مرات سرعة الإنترنت على الصعيد الوطني وسمت البلاد بأنها أسرع سرعة إنترنت ثابتة في أفريقيا. هذا جزء من مشروع ضخم من ثلاث مراحل تدافع عنه وزارة تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيات لتحديث الإنترنت الثابت بتكلفة قدرها 4 مليارات دولار أمريكي. وشملت الاستثمارات الأخرى استهداف بعض المنافذ التي لديها إمكانات كبيرة للنمو في المستقبل، مثل: بناء القدرات، والتصميم الإلكتروني، والتصنيع، ونشر مجمعات التكنولوجيا.
ونتيجة لذلك، استمر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري في الارتفاع بمعدل مذهل، حيث سجل معدل نمو بنسبة 16.7٪ في عام 2022. وقد مكن هذا القطاع ليس فقط من الاحتفاظ بمكانته الرائدة كقطاع الأكثر نموا للسنة الرابعة على التوالي، ولكن أيضا حقق إيرادات صادرات غير مسبوقة بلغت 4.9 مليار دولار أمريكي من الصادرات الرقمية. من المؤكد أن هذا النمو المستقر لا يتم تحقيقه بشكل عشوائي وليس من قبيل المصادفة لأن مصر تستثمر بكثافة في قوتها العاملة الشابة المليئة بالمواهب وتجني الثمار بالكامل.
لا تزال الخطط القادمة للاستثمار المستقبلي طموحة، مع استراتيجية لمضاعفة حجم صادراتها الرقمية ثلاث مرات بحلول عام 2026 مع التركيز الاستراتيجي على أعمال نقل تكنولوجيا المعلومات إلى الخارج وتقديم الخدمات الراقية. على الصعيد المحلي، أطلقت الحكومة أيضا برنامجا جديدا لتكنولوجيا المعلومات للتصدير يخفف من العبء الضريبي على شركات تكنولوجيا المعلومات المحلية الصغرى والصغيرة والمتوسطة من خلال الاستفادة من الخصم النقدي كحافز تصدير مباشر يصل إلى 35 في المائة من العائدات المحصلة من صادراتها ذات القيمة المضافة. وكلها في إطار استراتيجية التنمية المستدامة في مصر رؤية مصر لعام 2030، والتي تستهدف معدل استثمار بنسبة 30٪، ومساهمة تصدير 25٪ في الناتج المحلي الإجمالي، وخفض البطالة إلى 5٪. بشكل عام، تم ضخ ما قيمته 9 مليارات دولار أمريكي من الاستثمار المباشر في الاقتصاد المصري خلال العام الماضي، حيث عملت الحكومة بلا كلل لمضاعفة هذا المبلغ في المستقبل القريب.
بالطبع، كل هذا يغذيه المواهب الهائلة الموجودة هنا في مصر. مع أكثر من 40000 خريج سنوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القاهرة وحدها، تقدم صناعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و BPO المصرية منظورا فريدا للعمليات الأكبر. إلى جانب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عملت إيتيدا باستمرار ليس فقط على تدريب المواهب المصرية ولكن لتوفير منصة لمجموعة المواهب المصرية للتعلم والنمو وتعظيم إمكاناتها غير المقيدة في هذا القطاع، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على الصعيد العالمي.
رؤية الإمكانات في المواهب المصرية، وقعت برايس ووترهاوس كوبرز مؤخرا اتفاقية استراتيجية مع هيتيدا لإعادة تأكيد إيمانها بالتحول الرقمي في مصر.
"تفخر شركة برايس ووترهاوس هاوبرز بأنها وجدت موطنا لقدرتها التكنولوجية والابتكارية في مصر، وهي دولة ترحب بالشركاء الدوليين وتدعم بيئتها القرارات الاستثمارية طويلة الأجل." نحن نرى أن استثمارنا هنا استراتيجي وطويل الأجل. يقدم مركز التكنولوجيا والابتكار المصري مجتمعا من المحللين الذين يتعاونون لتطوير الخدمات الممكنة من التكنولوجيا التي تعيد تصور مستقبل الشركات والاستفادة من الممارسات الرائدة "
قال ديفيد بادويك، استشاري مدير العمليات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، برايس ووترهاوس كوبهاوس كوبرز. بعد إنشاء مركز التكنولوجيا والابتكار في وقت سابق من عام 2022، أضاف بادويك أن
"مع وجود مواهب ذات مهارات عالية في مجال التكنولوجيا في مصر وخبرة برايس ووترهاوس كوبرز في الصناعة، سيسمح لنا المركز بخدمة عملائنا في مجالات رئيسية مثل SAP و Salesforce و MS و Cloud و Data Analytics و Cyber Security، في السوق المصرية وكذلك أسواق الشرق الأوسط وأوروبا، قبل توسعنا المحتمل في الفضاء الأمريكي."
مع المواهب الممتازة هنا، والتطور الملحوظ في محفظة خدمات سوق BPO في مصر، يتطلع المزيد من مقدمي الخدمات إلى ما هو أبعد من العمليات الأساسية مثل خدمات مراكز الاتصال متعددة اللغات، ونحو خدمات متخصصة عالية القيمة، مثل تطوير المنتجات والبحث والتطوير. هناك فرصة هائلة للشركات لإنشاء عملياتها هنا في البلاد، كما يتضح من نجاح فاليو الذي سيوظف أكثر من 3000 مهندس بحلول نهاية عام 2023، وخدمة عملياتها العالمية من مصر:
"بيت البرمجيات الخاص بنا في مصر هو بيت البرمجيات الرئيسي لشركة فاليو، ويخدم المجموعة بأكملها في 30 دولة مختلفة"
كما ذكر وايل أبو المعاطي، المدير العام السابق لشركة فاليو مصر. يقدم فاليو مثالا رائعا على منظمة تدعم مجموعة المواهب المصرية وتقدر الفوائد نتيجة للابتكار والخبرة والتفاني الذي تقدمه قوة العمل المصرية.
في بلد يمكن للشركات فيه توفير ما يصل إلى 60٪ مقارنة بالمتوسط العالمي، حيث توجد المواهب والمرونة والبراعة والإنتاجية بوفرة، حيث تم وضع قوانين صديقة للمستثمرين، وحيث يمكن للبنية التحتية التعامل مع العمليات التجارية المتنامية، فإن مصر هي الشريك المثالي للشركات التقدمية التي تتطلع إلى توسيع عملياتها في الخارج. في العصر الرقمي، ستستمر مصر في تعريف نفسها على أنها المرشحة الأولى للابتكار التكنولوجي.