منقول من اللواء سيد غنيم - المصدر في نهاية البوست
لا شك أن استهداف روسيا لمصنع دبابات في "كييڤ" اليوم 16 أبريل يعد قراراً عسكرياً شديد الزكاء، على أمل أن يُجنب القوات الروسية مخاطر أزمة شديدة محتملة.
لماذا؟
الإجابة: "لضمان التفوق الروسي العددي والنوعي في الدبابات على الخصم.
كيف وما السبب، وما الخطر الشديد الذي تحاول روسيا تجنبه؟
الإجابة هي: فنياً، نتيجة لتقرير صادر عن المخابرات الحربية الروسية حديثاً، والذي تم الكشف عنه بواسطة المخابرات الحربية المعادية، أن مصانع الدبابات الروسية وجراچات الإصلاح والصيانة الخاصة بها متوقفة عن الإنتاج والعمل بسبب عدم توفر قطع غير دقيقة للغاية لا تمتلك روسيا بعض خاماتها، كما أن بعض مكوناتها لا تُصنع في روسيا، مما يصعب من إمكانية توفيرها في ظل العقوبات الغربية الموقعة على روسيا حالياً. وهو ما أشرت له في تقرير سابق صدر لي بتاريخ 31 مارس في بند العمليات النفسية، حيث أن نقص قطع الغيار سيؤثر على تدفق الإمداد بالسلاح وبدوره يؤثر معنوياً بشدة بشكل سلبي على قوات أكبر دولة مصنعة عسكرياً.
من الناحية العملياتية، كنت قد توقعت في آخر تقدير لي فجر أمس الجمعة 15 أبريل في بند الأعمال المنتظرة (طبيعة المرحلة الحالية من الحرب الروسية الأوكرانية)، أن منطقة دونباس ذات الأرض المفتوحة نسبياً ستكون مسرح لقتال الدبابات والنصر فيها سيكون للمهاجم، وتأخر إمداد القوات الروسية المقاتلة في دونباس بحجم كبير تحتاجه من بالدبابات قد يتيح الفرصة للجيش الأوكراني للتحول للهجوم، خاصةً مع تشغيل مصانع الدبابات لديه بكثافة عالية وكذا صلاحية الجراچات للإصلاح والصيانة، والأهم التدفق المستمر لقطع الغيار اللازمة بواسطة الغرب دون حساب.
دكتور سَــــيْد غُنــــيْم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
أستاذ زائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل