عقب اجتماعه بالسفير المصري في السودان وبالتزامن مع عقد الكتلة الديمقراطية وعدة قوي سياسية سودانية جلسات حوار وطني بالقاهرة
الفريق اول الكباشي يعلن الانقلاب علي الاتفاق الاطاري الموقع بين الجيش السوداني وقوي الحرية والتغيير
ذلك الاتفاق الذي يحظي بدعم إثيوبيا وتركيا والسعودية والإمارات ويحظي بدعم دولي
هذا وقد وصف كباشي خلال وجوده اليوم بولاية جنوب كردفان
الإتفاق الإطاري بأنه بتاع عشرة أنفار في إشارة ساخرة واضحة الي انه لا يحظي بدعم شعبي كافي
هذا التصريح مكاسبه الكبيرة تصب في المحفظة السياسية للقاهرة
ويعزز الحضور والدور المصري الايجابي في الملف السوداني بمكوناته المدنية والعسكرية والشعبية
ولكن في الوقت نفسه يكشف عن انقسام داخل المجلس العسكري السوداني يجعل أيام الخرطوم القادمة مرتفعة الحرارة سياسيا بسبب صراع السفارات و أجندة مراكز القوي ..
فالاتفاق الاطاري الذي أعلن الفريق الكباشي الانقلاب عليه يحظي بدعم الذراع القوي للسعودية واثيوبيا والامارات في الخرطوم الفريق حميدتي وحتي الأمس القريب كان يحظي بدعم من الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني ..
تطور الأحداث في الملف السوداني بهذا الشكل المثير يؤكد نجاح القاهرة في عكس رياح وعواصف الاتفاق الاطاري فهذا الاتفاق نتائجه كانت ستزرع فتنة سياسية كبري بين القاهرة والخرطوم ويقصي السودان عن مصر بشكل كامل
ويجعل منها عدو للقاهرة بما يهدد امن مصر القومي بشكل غاية في الخطورة ..
خاصة انه كان هناك تعمد من قبل اللجنة الرباعية المعنية بالملف السوداني ( امريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ) علي قصاء القاهرة من لعب اي دور في الملف السوداني علي مدار الأعوام الماضية رغم ان السودان ومصر عمقهم الاستراتيجي مشترك وامنهم القومي ومصيرهما إرث ازلي غير قابل للقسمة
ويبدو ان هناك دعم خفي من واشنطن للقاهرة ساعدها في تغيير قواعد اللعبة في السودان فشواهد رد فعلها الناعم علي مايحدث يؤكد ذلك وربما هناك صفقة ستظهر قريبا مفادها
دعم القاهرة لامريكا في طرد مرتزقة فاجنر الروسية من ليبيا ومن علي الحدود المشتركة للسودان وتشاد وأفريقيا الوسطي مقابل دعم امريكا لمصر في الملف السوداني ومصالح مشتركة في ليبيا ومياه البحر الأحمر.
واذا كانت القاهرة إجادة اللعبة هذه المرة في الملف السوداني فعليها ان تعزز ذلك باذرع اعلامية قوية في الداخل السوداني تدعم الحضور المصري هناك وتروج لوحدة المصير والمصالح المشتركة خاصة ان الفريق المضاد لمصالح القاهرة والذي يحظي بدعم تركي اثيوبي إماراتي سعودي عبر لعبة المال والسلاح والاعلام لن يدخر جهدا لافشال التحركات المصرية