عدد من الأحزاب الليبرالية المصرية وبعض الشخصيات العامة، تدشن تحالف ليبرالي باسم "التيار الحر"
الأحزاب المؤسسة لهذا التحالف منضوية تحت لواء الحركة المدنية المحسوبة على ما يعرف بمعسكر الثلاثين من يونيو في مصر، تضم الأحزاب الليبرالية المصرية مثل التحالف الشعبي والمصري الديمقراطي والكرامة والمحافظين وحزب الدستور وغيرها، إلى جانب شخصيات عامة من مفكرين وسياسيين.
نشرت في: 01/07/2023 - 13:30
3 دقائق
30 يونيو واسقاط الرئيس محمد مرسي عام 2013 AFP - KHALED DESOUKI
نص:مستجاب عبد الله - القاهرة
وقد حدد هذا التيار الحر في أهدافه منذ البداية بأنه يريد لعب دور سياسي ليبرالي حقيقي من خلال تقديم مجموعة من التوصيات للسلطة في مصر في مجالي السياسة والاقتصاد، وإن كان ركز منذ البداية على الجانب الاقتصادي أكثر من السياسي، حيث اقتصر برنامجه على القضايا الاقتصادية، فأوضح مؤسسوها أن هدفهم هو إعادة هيكلة الأوضاع الاقتصادية بعد تأثر الجميع، سواء أكانوا أغنياء وفقراء في المجتمع المصري، بسبب ارتفاع الأسعار والسياسات الاقتصادية الحالية، منتقدين أيضا سياسة الاقتراض التي تتبناها السلطة في مصر.
بالرغم من ذلك فإنه يبدو من تصريحات القائمين على التيار الحر أنهم لا يريدون تقديمه على أنه تيار معارض للسلطة، وذلك من خلال تأكيدهم بأنهم ليسوا تيار يميني ولا متطرف، وإنما هم عبارة عن تيار وطني ليس موجها ضد أحد.
هذا التيار يضم الأحزاب التي تتبنى الفكر الليبرالي الحر، وبالتالي استبعد مؤسسوه، منذ البداية، الأحزاب الناصرية واليسارية، وهو ما أعلنه بشكل صريح كامل سحاب رئيس حزب مصر الحرية، أحد الأحزاب المشاركة في تدشين التيار الليبرالي الحر، حين أكد أنه من المنطقي أن تكون التوجهات اليسارية والناصرية خارج تشكيل التيار الليبرالي، لأنهم يختلفون عنه في الأفكار، وتحديدا في السياقات الاقتصادية.
من الجدير بالذكر، أن الحركة المدنية الديمقراطية تضم اثني عشر حزبا، وكانت قد شاركت في أحداث الثلاثين من يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان عام 2013، وبالرغم من حالة الزخم السياسي التي تلت ثورة 25 يناير عام 2011، وظهور الأحزاب المدنية على الساحة، إلا أن الحدود لم تكن واضحة ما بين الأحزاب الليبرالية وتلك اليسارية، فجميعها كانت تتحدث بلغة متقاربة، وكانت غالبية المصريين يصفونها في مجملها بالأحزاب الليبرالية، وبالتالي يرى مراقبون أن تدشين هذا التحالف الليبرالي هو بمثابة إعلان عن تفككها، أي تفكك الأحزاب المدنية وتفتيتها، لكن يرى في الجانب الأخر أخرون أنه من الجيد أن تشكل أو يتم تشكيل أحزاب ليبرالية، وتشكل هذه الأحزاب تيار يميزها عن غيرها من الأحزاب، بل وينبغي على الأحزاب اليسارية والناصرية أن تحذو حذوها كي يتم تشكيل مظلة نوعية خاصة بها بدلا من حالة العشوائية الحزبية التي تشهدها البلاد على حد وصف المراقبين.
اعتبر البعض أن تدشين التيار الحر في هذا التوقيت بمثابة إلقاء حجر لتحريك المياه الراكدة في المجال السياسي، وقد يكون ذلك عودة، وإن كانت خجولة، لنشاط الأحزاب السياسية في مصر، وجاءت ولادة التيار الحر متزامنة مع الحديث عن الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ إجراءاتها بعد أشهر.
وكان التيار الحر واضحا بشأن هذه الانتخابات حين أعلن في مؤتمره الصحفي أنه يفكر في خوضها بمرشح منه أو من خارجه، لكن وضع شرطا وهو أن تكون هناك ضمانات كافية لنزاهة الانتخابات، لكن البعض يتساءل هل سيغيب التيار الحر عن الساحة السياسية في حال لم تقنعه ضمانات الانتخابات التي ستطرح من قبل الحكومة؟
الأمر الأخر لم يتحدث مؤسسو هذا التيار عن تفاصيل حول هذه الضمانات التي يجب أن تتوافر في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي نستطيع القول إنه لم يحسم موقفه بشكل قاطع من الانتخابات المقبلة.